الزوجة: «ولادي بيسألوني هو بابا شكله أيه»؟!

مأساة «فايقه»| بسبب آلاعيب الزوج.. زوجة عجزت عن تنفيذ حكم نفقة بـ50 ألف جنيه

الزوجة مع أولادها
الزوجة مع أولادها

■ كتبت: آمال فؤاد

تظل العلاقة بين الحماه وزوجة الابن قنبلة موقوته، تتأرجح بين العداء حينًا والمودة حينًا اخر، علاقة جدلية لم تتغير من قديم الازل، وكأنها مرتبطة بالتراث الشعبي الذي صار في بعض الوقائع مرآة لواقعنا الاجتماعي، تماما مثلما حدث في الواقعة التي بين أيدينا؛ الزوجة المسكينة بطلة قصتنا هذه كانت ضحية الحماة المتسلطة، وبدا الزوج هنا ضعيف الشخصية امام أمه، تفاصيل كثيرة تكشف لنا عنها الزوجة في السطور التالية. 

بدأت الزوجة حديثها والدموع تنهمر من عينيها دون توقف أمام طفليها قائلة: أسمي فايقه أحمد فؤاد، عمري 42 سنة، بدأت حكايتي قبل 12 عاما، كنت اعيش وسط أسرة بسيطة مكونة من أب على المعاش وأم ربة منزل وأخ على خمس شقيقات ورغم ظروف حياتنا الصعبة عشنا جميعا فى هدوء نفسي وراحة بال بمنطقة المرج القديمة، أنا وشقيقاتي كن نحلم بالفارس الذي  يأتي ليخطف كل واحدة منا على حصانه الأبيض، الى ان اتى يوم ذهبت فيه لزيارة إحدى صديقاتي وهناك جمعت الصدفة بيني وبين شاب في نهاية العشرينات من العمر عرفت من والد صديقتي انه يعمل معه في نفس مكان عمله بـ"نادي رياضي" وانه شخص مهذب وعلى خلق، من الوهلة الاولي، شعرت بإعجابه بي ونشأت بيننا قصة حب انتهت بالزواج، بعد فترة خطوبه 6 شهور، تزوجنا في بيت عائلته بشبرا وافقت على هذا الوضع  حبا فيه، رغم أن والدي رفض ان أعيش في بيت "العيلة" خوفا من المشاكل التي ممكن ان تنشأ، ظننت اني سوف أعيش حياة مليئة بالسعادة والحب مع الشخص الذي احبني واحببته، لكن سرعان ما اكتشفت حقيقة ضعف شخصيته أمام امه وتحطمت كل احلامي، وبالتبعية بدأت الخلافات والمشاكل بيني وبين حماتي، مشاكل دمرت حياتي الزوجية. 

◄ اقرأ أيضًا | حيلة شيطانية .. زور توقيع مطلقته للهروب من تراكم نفقتها

◄ معايرة وطلاق
بعد شهرين من زواجنا تعدى عليّ بالضرب وأنا لسه عروسة جديدة، عايرني بعدم الحمل من أول شهر زواج وهددني هو وحماتي اذا لم يحدث الحمل خلال الشهر الثالث من الزواج سوف يطلقني أو يتزوج عليّ مرة ثانية، وطبعا لقيت نفسي عايشه في كابوس مش عرفه اصحى منه إزي؟!، كانت حالتي النفسية والصحية سيئة وتعبت تعب شديد وذهبت الي طبيبة النساء والتوليد واخبرتني عقب الكشف انني حامل في هذه اللحظة فرحت وكنت فاكره ان معاملتهم السيئه لي سوف تتغير لكن حدث العكس ازدادت المعاملة سوءً، كانت حماتي هي المسيطرة علي كل الأمور وكلمتها هي اللي تمشي عل الكل، طلبت من زوجي ان اذهب الي الطبيب لكي اطمئن على صحتي وصحة الجنين وهى متابعة ضرورية، في البدايه وافق وبعد ما قال لأمه فوجئت به يتعدى عليه بالضرب رافضا ذهابي الى الطبيب، ومرت الشهور وانجبت ابني محمد 10 سنوات ولادة طبيعية، وبعد مرور ثلاث سنوات لم تخلو من المشاكل انجبت ابني الثاني معاذ، وقبل ولادته رفضت حماتي ان اذهب الى المستشفى وأتت لى بـ"دايه" في البيت كنت هموت لكن بفضل لله انقذني وعدت الولادة على خير، تحملت كل الاهانات من زوجي وامه لكن مفيش فايده، واحقاقا للحق حمايا كان راجل محترم وكنت اشعر بتعاطفه معي، في بداية زواجي  ظل يدافع عني ودايما يقولي ما تزعليش، وان ابنه لا يتحمل مسئولية زوجة وأولاد، وطلب مني ان احافظ على بيتي واتحمل لأجل أولادي، لكن مع الأسف حمايا تعرض لوعكة صحية شديده ومن جبروت حماتي كانت بتعامله معاملة جافة وهو رفيق عمرها وأبو أولادها وتحذره من تعاطفه معي. 

وفي لحظات صمت تخللتها دموع تساقطت من عين فايقة، عادت من صمتها تقول: وبسبب ما كنت الاقيه، تركت انا واولادي بيت العيلة مرات عديدة بسبب كثرة الاهانات لدرجة انه مرة ظل يضربني بسبب اني طلبت منه 100 جنيه كي اذهب بابني الى الطبيب، وظل الحال على ما هو عليه حتى طردتني انا واولادي قبل 4 سنوات امام ابنها الذي لم يحرك ساكنا ولا يوجد في جيبي جنيه واحد فطلبت والدي الذي اتى واخذني واولادي الى بيت اسرتي لأزيد من حمل ابي؛ فمعاشه لا يتجاوز 2000 جنيه ولي شقيقة من أصحاب الهمم، 4 سنوات تكفل بي وبمصروفات أولادي.
 من وقت ما طردتني حماتي أنا واولادي ولم يسأل علينا زوجي ولا هي فكرت تسأل عن حفيديها ولو حتى بإتصال تليفوني لا في الأيام العادية ولا في الأعياد أو المناسبات، بعد الزواج كان هيتجنن لان حملي تأخر شهرين فقط وبعد ما انجبت ولدين؛ هو وامه طردوني من البيت شر طردة ولا انسى يوم ان طردتني قالت لابنها؛ "سيبك منها ماتصرفش عليها ولا على أولادها، خلي ابوها هو اللي يصرف عليها وعلى أولادها ولما يكبروا هيجوا في حضنك غصب عنها"!

◄ دعوى
وتستطرد فايقة قائلة: عشان خاطر أولادي اتصلت بخاله أكثر من مره حتى يتدخل ويتحمل زوجي مسئولية تربية أولاده والانفاق عليهم، وكل واحد فينا يروح لحاله بالمعرف بدون مشاكل عبد الانفصال، لكن خاله قال لي بوضوح: "انا ما أقدرش اعملك أي حاجه"، بحثت عن شغل حتى عثرت على العمل المناسب كعاملة بأحد المصانع براتب 1800 جنيه، انزل صباحا الساعه 6 واعود الساعه 5 مساءا تاركة أولادي مع والدي المسن وشقيقتي المعاقة، وبعدما قبضت أول شهر، قمت برفع دعوى نفقة زوجية ونفقة صغار ضد زوجي، وطلبت منه يطلقني لكنه رفض وقال لي: "لو عايزه تتطلقي اتنازلي عن كل حقوقك المادية"!، رفضت اتنازل عن حقوقي، اشتغلت في مهن كثيرة كي اوفر لأولاى الأموال، أدخلتهم المدارس هذا غير الدروس الخصوصية، ومش عرفه اكمل ازي، للأسف ابوهم على الورق وبس، حتى ابني يحتاج جلسات تخاطب الجلسة الواحدة ثمنها 100 جنيه، ومش معايا فلوس اصرف على علاجه، والدي الله يعينه علينا يتحمل كل نفقات علاجه بجانب مرتبي الذي يطير مع الأيام الأولى منه.ووسط هذه الأجواء الصعبة التي فرضتها الحياة على فايقة وأطفالها وبعدما حصلت على حكم بالنفقة لها ولأولادها؛ تطالب بسرعة تنفيذ حكم حبس ضد زوجها لامتناعه عن دفع متجمد نفقة 17 شهرا بـ 50 ألف جنيه علاوة على حصولها نفقة شهرية للصغار 1700 جنيه ونفقة زوجة 1200 جنيه شهريا. 

وتضيف فايقة: للأسف هذه الزيجة تعرضت معها لأذى نفسي ومادي، هل يعقل ابنى يسألني دايما؛ "أنا مش فاكر شكل بابا وليه مش عايز يسال علينا"؟!، وطبعا اعجز عن الرد عليه، واسأل نفسي ليه بعض الآباء قلوبهم قاسية لهذه الدرجة، وايه ذنب أولادهم يعذبوهم بعدم الانفاق والسؤال عليهم نكاية في زوجاتهم وكانهم مش من صلبهم؟!  

◄ قانون الأسرة الجديد
وفي هذا الشأن أوضح  المحامي جمال أبو الفضل بالاستئناف العالي ومجلس الدولة قائلا: حاليا في سرعة في التقاضى بالنسبة لقضايا الأحوال الشخصية، الاجل بين الجلسة والثانية أسبوع أو اسيوعين على الأكثر والحكم يصدر خلال شهرين أو ثلاثة كحد أقصي، لكن المشكلة الأساسية تكمن في تنفيذ الاحكام بالنسبة لمتجمد النفقات خاصة لو كانت اعمال الزوج حرة وليس موظفا حكوميا، تكرار تهرب الاب أو الزوج من دفع نفقة الزوجة أو الصغار هنا يكون حبس الزوج لامتناعه عن الدفع لان النفقات لا تسقط إلا بالاداء أو الابراء، ومن حق الزوجة في هذه الواقعة أن تقوم برفع جنحة ثانية تسمى بالامتناع عن تنفيذ حكم قضائي "متجمد نفقة" لذلك من مقترحات القانون الجديد الذي يتم إعداده الان ان يتم التوسع في إجراءات الحجز على ممتلكات الزوج ومرتبه ودخله بالكامل أو تنفيذ ما ينص عليه القانون والحرمان من الامتيازات والخدمات والمرافق العامة، وبالتالي ارى في حالة امتناع الزوج اكثر من مرة عن دفع النفقة دون وجود ضامن او كفيل يتم عدم تجديد بطاقة الرقم القومي أو الرخصة أو يتم سحب السيارة اذا تكرر الامر اكثر من مرة لاجل الوفاء والالتزام بدفع النفقة، ورغم صدور قانون بتعديلات بعض احكام قانون العقوبات بتغليظ عقوبة الحبس ضد الزوج أو الاب لتهربه من دفع النفقة حال صدور حكم قضائي واجب النفاذ بدفع نفقة الزوجة أو الصغار وامتنع عن الدفع مع قدرته علي دفعه مدة ثلاثة اشهر، يعاقب بالحبس والغرامة فلا نزال نرى هروب وآلاعيب الكثير من الأزواج والآباء من دفع النفقة رغم تغليظ العقوبة، لذا يتمنى الآلاف من الأمهات خروج قانون عادل ينصفهن ويعيد اليهن حقوقهن ويرفع الضرر والظلم الذي يقع عليهن وعلى ابنائهن بسبب امتناع بعض الآباء عن دفع نفقة الزوجية ونفقة الصغار.

 

 

;