حبل عشماوى فى انتظار الحفيد العاق .. قتل جدته لشراء المخدرات

صورة تعبرية
صورة تعبرية

  المخدرات جعلت منه شخصًا آخر نسى جدته التى ربته وكبرته بعد وفاة والدته، وفي لحظة الشيطان سيطر على عقله وتفكيره بسبب إدمانه للمواد المخدرة، قرر في لحظة الخلاص من الجدة المسنة بدلا من أن يراعيها في آخر ايام عمرها؛ انقض عليها ضربًا واهانة حتى فاضت روحها إلى بارئها، ليسرق أموالها ومصوغاتها ليبيعها وينفق ثمنها على السموم التي ادمنها وصار لا يستطيع أن يتخلى عنه، ظن أن بكاءه وتمثيله على الناس سيبعد عنه الشبهات، لكن رجال المباحث استطاعوا في غضون ساعات قليلة كشف جريمته وتقديمه للعدالة والتى أصدرت قرارها بإحالة أوراقه لفضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه، تفاصيل القضية مثيرة ترويها السطور التالية.

بالرغم من أن وقائع  القضية ترجع إلى العام الماضي إلا أن تفاصيلها تعود إلى سنين طويلة مضت عندما توفيت سماح تاركة طفلا صغيرا لا يتعدى عمره الخمس سنوات في الدنيا وحيدا، ليقرر والده الزواج بحجة أنه لا يقدر على رعايته والاهتمام به، لتبدأ مأساة الصغير مع زوجة الاب والتى كانت تهمل رعايته؛ لتقرر الجدة للأم أن تأخذ الصغير وتربيه وترعاه، بعيدًا عن والده وزوجته، ذهب محمد مع جدته إلى بيتها واخذت ترعاه وتنفق عليه حتى حصل على دبلوم التجارة وعمل في احدى الشركات كمندوب دعاية. 

ظنت الجدة المسنة انها بتربيتها لحفيدها قد أدت رسالتها معه، وجعلت ابنتها ترتاح في قبرها، وأن الحفيد سيرد جميلها عليه برعايته لها في ايامها الأخيرة والتى ستحتاج فيها لسند لها في الحياة، لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن، في تلك الفترة تعرف محمد على أصدقاء السوء وجعلوه يعرف طريق إدمان المخدرات، فأصبح ينفق راتبه على مزاجه، لدرجة انه خسر عمله ووظيفته، واصبح مرفوضًا من اصحاب العمل نظرًا لسمعته السيئة.

في تلك الفترة اخذ يستدر عطف جدته بأن صاحب العمل ظلمه وطرده وبهذه الكذبة والخدعة بدأ يستنزفها ماديًا، ويأخذ منها المال الذى يريده، لكن الجدة المسنة لاحظت تغيرات على حفيدها في طريقة تعامله وسلوكه، وتأكد لها ذلك عندما حكى لها الجيران عن سبب طرده من العمل بسبب اكتشاف صاحب العمل انه مدمن، واجهت الجدة حفيدها بما سمعت لكنه انكر محاولا استدرار عطفها كما يفعل دائما لكنها لم تصدقه هذه المرة وطلبت منه أن ينزل ليبحث عن عمل، لكن محمد رفض ما عرضته عليه جدته ونهرها وقال لها :»شغل ايه.. وانتي عايزه الفلوس في ايه»!

حزنت الجدة وهي غير مصدقة ما يحدث لها من إهانة من حفيدها التى ربته وكبرته واستعوضت الله خيرا فيما فعلته معه، لكنها فوجئت به وقد تغير إلى الأسوأ فوجدت منه قسوة وإهانة تزداد يوما بعد يوم، لدرجة انها اضطرت إلى طرده من بيتها، لعله ينصلح حاله اذا وجد نفسه وحيدا، لكن للاسف هذا لم يزده سوى كرها وحقدا لجدته!

ليقرر محمد في نفسه الانتقام منها وسرقة ما معها من اموال ومصوغات، ذهب اليها وهو يرتدى ثوب الحمل الوديع يحاول أن يستدر عطفها وحنانها مرة اخرى، وهو يؤكد لها أنه تغير وأنه ترك طريق الادمان، وسوف يكون انسانًا جديدًا، صدقته الجدة وفتحت له بيتها مرة اخرى  لكنها بدأت تكتشف انه يسرقها، لكنها لم تواجهه حتى لا ينفعل عليها مثلما فعل من قبل واخبرت احدى جارتها والتى نصحتها ايضا بعدم مواجهته خوفًا من بطشه لها.

نصحتها أن تخفى اموالها ومصوغاتها بعيدًا عنه، وفي أحد الايام عاد محمد في ساعة متأخرة من الليل، دخل إلى غرفة الجدة ليبحث عن اموالها كالمعتاد، لكنه في هذه المرة لم يجد شيئًا، جن جنونه واخذ يبعثر محتويات الغرفة، استيقظت الجدة ورأت ما يفعله حفيدها، وهي تتهمه بالسرقة وانه ابن عاق خان التربية والمعروف؛ لكنها فوجئت به ينهرها ويسدد لها اللكمات والصفعات وهو يسألها عن المكان الذى تخفى فيها اموالها ومصوغاتها لكنها رفضت أن تخبره بشيء، واستمر الحفيد العاق في ضربه لجدته المسنة وركلها ولكمها حتى سقطت ارضًا، بعد ان لفظت انفاسها الاخيرة الى بارئها، وهنا وجد الحفيد بعض الاموال كانت تخبئهم الجدة في ثيابها وخلع ما ترتديه من مصوغات!

كشف الجريمة

خرج الحفيد العاق دون أن يلاحظه احد، وفي اليوم التالى ذهب لجدته كالمعتاد، واخذ يصرخ بأنه وجدها ملقاة ارضًا لا تنطق، طلب الجيران الاسعاف املا في إنقاذ حياتها لكن الطبيب اخبرهم بأنها توفيت بالفعل وأن هناك علامات كدمات في جسد الجدة، وأن الوفاة بها شبهة جنائية ليطلب الشرطة التى حررت محضرًا بالواقعة واخطرت النيابة العامة والتى أمرت بسرعة التحريات لكشف الجريمة. كشفت تحريات المباحث؛ أن الحفيد يتعاطى المواد المخدرة، وأنه سبق واعتدى على جدته، وانه تم ضبطه وهو يبيع قطعة من مصوغاتها، وبالقبض عليه أنكر ارتكابه للجريمة إلا أنه بمواجهته بشهادة الشهود اعترف بجريمته كاملة؛ ليتم احالته للنيابة العامة ومنها إحالته لمحكمة جنايات دمنهور امام الدائرة الخامسة عشر برئاسة المستشار وائل محمد بعيص،وبعضوية كل من المستشارين  نبيل عاطف أبو زينة، ومحمد سعد موسى، وأمانة سر أحمد يوسف.

العقاب

جاء في قرار إحالة المتهم في القضية المقيدة برقم 27320 لسنة 2023 جنايات مركز شرطة الدلنجات انه تم إخطار الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة بالعثور على جثة المجني عليها بمحل سكنها بدائرة المركز. تبين من التحقيقات، قيام المتهم «محمد « عامل دعاية، بقتل المجني عليها  «فوزية» 71 عاما جدته، عمدا مع سبق الإصرار بأن عقد وبيت النية لقتلها ووضع مخططًا لذلك، بأن تسلل إلى غرفة نومها مستغلا كبر سنها وكمم فمها لمنع استغاثتها وتعدى عليها بالضرب بعدة لكمات بيده استقرت بوجهها ورأسها قاصدًا قتلها وبعد ارتكابه الجريمة سرق مشغولاتها الذهبية وهاتفها المحمول ولاذ بالفرار، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم عقب تتبع كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة واقر المتهم بارتكاب الجريمة، مضيفا أنه يتعاطى مخدر الحشيش الذي أثبته تقرير المعمل الكيميائي، وبعرض المتهم على النيابة العامة قررت إحالته إلى محكمة جنايات دمنهور التي أصدرت قرارها بإحالة أوراقه الى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي بشأن اعدامه وذلك  بجلسة دور الانعقاد القادم، لاتهامه بقتل جدته.

اقرأ أيضا : نباح الكلب أنقذها.. متشرد يحاول خطف طفلة من جدتها بفرنسا| فيديو

;