إسرائيل تستعد لحرب وشيكة مع «حزب الله»

صورة من تدريبات إسرائيلية أخيرة على الجبهة الشمالية مع لبنان
صورة من تدريبات إسرائيلية أخيرة على الجبهة الشمالية مع لبنان

تمهد إسرائيل مسرح عمليات مواجهة وشيكة مع «حزب الله» عبر شحن الأجواء بحملات استباقية، ادعت فيها تأهب إيران وذراعها فى الجنوب اللبنانى لشن حرب على إسرائيل، وبعيدًا عن غياب بوادر هذا التقدير، انفتحت تل أبيب على السيناريو المختلق، وأجرت مناورات واسعة على الجبهة الشمالية، حاكت فيها التعامل مع الحرب الوشيكة.

وقال تقرير نشرته صحيفة «معاريف» إن مقاتلى لواء «جولانى» الخاصة يخوضون تدريبات على «معركة دفاعية» على خط التماس مع لبنان منذ أربعة أشهر، وإن القوات تتمركز فى خط الدفاع الأول، وتنصب كمائن وتسيِّر دوريات في منطقة السياج الحدودي، للحيلولة دون تسلل عناصر «حزب الله» حال اندلاع الحرب إلى مستوطنات الشمال الإسرائيلى. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شاركت كتائب «جولاني» في تدريبات أكثر كثافة، وحاكت تدريباتها الاستيلاء على أهداف في العمق اللبناني، ومواجهة صواريخ الحزب المضادة للدبابات، وإحباط عمليات هجوم معادية.

ولتبرير خطوات إسرائيل الاستباقية على الجبهة الشمالية، أفادت تقديرات هيئة أركان جيش الاحتلال بأن حالة الصمت التى تخيم على «حزب الله» تعود إلى استراتيجية الحزب، الرامية إلى التعبير عن المواقف بالأفعال وليس الأقوال، وأنه لم يعد أمام الحزب للرد على ما يجرى فى قطاع غزة سوى مواصلة الصراع العسكرى الذى يخوضه دعمًا لحماس، فضلًا عن استعداده لمواصلة القتال مهما طال أمد الحرب.

تقديرات تل أبيب التى نقلها موقع «نتسيف» العبري، ذهبت إلى أن خلق جبهة موازية لجبهة قطاع غزة فى الشمال الإسرائيلى تهدف إلى زيادة الضغط العسكرى على إسرائيل، وبالتالى تخفيف الضغط عن القطاع، وهو ما يزيد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتانياهو، ويضطرها إلى الدخول فى مفاوضات جدية لإنهاء حرب غزة، لاسيما فى ظل إصرار نتانياهو على مواصلة القتال لفترة طويلة فى القطاع.

واستند تقرير الموقع العبرى الذى يدعى صلته بدوائر أمنية فى تل أبيب إلى تسريبات تزعم أن ترتيبات استراتيجية «حزب الله» فى الجنوب اللبناني، جرى صياغتها قبل أيام فى اجتماع موسع بالعاصمة الإيرانية طهران بحضور قادة من الحرس الثورى الإيراني، وعناصر الصفوف الأولى فيما يُعرف بـ«محور المقاومة»؛ وهو ما يؤشر، حسب تقديرات إسرائيل، إلى احتمالية انفتاح المواجهة الوشيكة على جبهات أخرى غير الجنوب اللبناني، لاسيما فى ظل استعداد عناصر وميليشيات موالية لإيران فى العراق وسوريا واليمن.

واستمرارًا لحملات التصعيد الأحادية، ربطت تل أبيب بين حرب غزة وما وصفته بالمواجهة الوشيكة مع «وكلاء إيران»، مشيرة إلى أن التنسيق بين «حزب الله» وحماس بات على قدم وساق، خاصة بعد الاتفاق على ذلك فى اجتماع طهران، ورفض «محور المقاومة» التجاوب مع الضغوطات العسكرية الإسرائيلية الممارسة للإفراج عن رهائنها لدى حماس.
أما فيما يتعلق بالسيناريو الذى تتوقعه إسرائيل على جبهتها الشمالية، فيؤكد تقرير «نتسيف» أن «حزب الله» يعتمد عنصر المفاجأة عبر آليتين، أولهما: اعتماد عناصر الحزب على أسلحة جديدة لم تعهدها إسرائيل، بما فى ذلك أنواع مبتكرة من الصواريخ بالغة الدقة فى إصابة الهدف، ما يجعلها قادرة على إسقاط مقاتلات إسرائيلية. ثانيًا: نصب كمائن للدوريات الجوية الإسرائيلية ومهاجمتها بالصواريخ، أو حتى إذا لزم الأمر، تنفيذ عمليات تسلل إلى المواقع الإسرائيلية، أو اختطاف جنود.