قصة غلاف| «إيكونوميست» تحدد 3 نساء يُشكلن مستقبل أوروبا

الانتخابات الأوروبية - أرشيفية
الانتخابات الأوروبية - أرشيفية

جذبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، انتباه القراء في عددها الأسبوعي المرتقب في 7 يونيو المُقبل، بغلافها الذي اختصته للنظر في التفاعلات الحالية والتحديات المثيرة التي تواجه القارة الأوروبية.

وتنوّعت القضايا التي استعرضتها المجلة، وتركّزت على المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار أوروبا المستقبلي، من التحولات السياسية في العديد من الدول، إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها القارة بأسرها. 

اقرأ أيضا| أوروبا تجهز «الدروع الإعلامية» لتجنب الوقوع في فخ الشائعات الروسية قبل الانتخابات
 

- قادة في مواجهة التحديات الأوروبية

سلطت المجلة الضوء على دور ثلاث نساء بارزات في الساحة السياسية والاقتصادية الأوروبية، وهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيسة حزب التجمع الوطني في البرلمان الفرنسي، مارين لوبان، بهدف التغلب على التحدي الشائك لكيفية التعامل مع الشعبوية في الساحة السياسة الأوروبية.

وزين غلاف المجلة صورة لهؤلاء القادة النساء الثلاثة بجانب عبارة تلمح إلى دورهن المحوري في مستقبل أوروبا، تقول "النساء اللاتي سيشكلن أوروبا".

وسلطت المجلة البريطانية، الضوء على مجموعة من القضايا المثيرة للجدل والمرتبطة بكيفية التعامل مع الشعبوية في أوروبا من منظور النساء الثلاثة، والتي من بينها: مراقبة الانتخابات في القارة العجوز، وإذا  كانت الكفاءة في مراقبة العملية الانتخابية تقابل التعتيم الذي قد يطمس صورة العملية الديمقراطية، وكذلك تأثير قضية الإجهاض على نتائج الانتخابات الأمريكية ودورها في تشكيل الرأي العام.

ومن بين القضايا الأخرى المثيرة للجدل على الساحة السياسية الأوروبية، كانت الطفرة الاقتصادية، فهل ستكون هذه الطفرة محملة بالفوائد أم بانعكاسات سلبية على المجتمعات، وكيف يمكن لأوروبا التعامل مع هذه التحولات، وكيف يمكن لهذه التطورات أن تؤثر على توجهات الشعوب داخل دول أوروبا. 

- مستقبل الشعبوية في القارة الأوروبية

واستعرضت المجلة موضوع إيجار الأجيال، التي باتت قضية ذات أهمية عالمية، حيث يجب على الأجيال الحالية والمستقبلية التعامل معها بشكل مسئول، وكذلك يجب على القادة السياسيين التصدي لها بأساليب جديدة ومتطورة لضمان استدامة المجتمعات وتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي في أوروبا، والذي سيؤثر على ديناميات الشعبوية في أوروبا وخارجها.

ونتناول خلال السطور التالية، التحولات السياسية في أوروبا وتأثير صعود القوى الشعبوية على الساحة السياسية، بعد وصول شخصيات شعبوية إلى مناصب قيادية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الشعبوية في القارة الأوروبية.

ومع تولي جورجيا ميلوني ومارين لوبان مناصب سياسية رفيعة في إيطاليا وفرنسا على التوالي، وتوجههما نحو مواقف أكثر هدوءًا، مثل التعبير عن استمرار البقاء في الاتحاد الأوروبي، تطرح هذه الأحداث تساؤلات حول مستقبل الشعبوية في أوروبا.. فهل ستشهد الشعبوية تراجعًا في مضمونها وأفكارها؟ وما هي الموجات التي تشهدها الشعبوية الأوروبية؟.

وتتركز الاهتمامات الإعلامية أيضًا على نتائج الانتخابات الأوروبية، حيث يتم تحليل نتائجها واستخلاص استنتاجات سريعة حول صعود أو انحدار الشعبوية. 

- دعم عابر للحدود في مواجهة تحديات الانتخابات

ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الشعبوية في أوروبا ليست ثابتة الاتجاه، بل تتأثر بظروف زمانية ومكانية مختلفة، وبالتالي لا يمكن التحدث عن تراجع شامل للشعبوية في أوروبا، بل تشهد بعض الدول انحدارًا في تأثيرها بينما تشهد أخرى صعودًا، ومن الضروري أيضًا التفريق بين أنواع الشعبوية، سواء كانت ثقافية، أو اجتماعية، أو مناهضة للمؤسسة، لأنها تختلف دوافعها وأهدافها وتأثيراتها المحتملة.

وفي ظل تصاعد الشعبوية في أوروبا، تعتبر الشعبوية تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي، وتلعب رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين دورا هاما، في محاولة مواجهة هذا التيار المتصاعد. 

وذلك من خلال تعزيز التكامل الأوروبي، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وفي حين ينظر البعض إليها باعتبارها رمزًا للمؤسسة الأوروبية والتكامل القاري، يرى آخرون أنها تمثل نموذجًا للتبعية للنخب السياسية وبعيدة عن تطلعات الشعوب.

وتواجه أورسولا فون دير لاين، المرشحة البارزة لحزب "فورزا إيطاليا" في الانتخابات الأوروبية، تحديات كبيرة في مواجهة الشعبوية في أوروبا حيث أن فون دير لاين تعتمد على دعم الأحزاب السياسية لتحقيق أهدافها، وهو ما يجعلها تعتمد على التوازن بين الشعبوية والقضايا السياسية الأخرى، ومع ذلك، تبقى أهمية دعمها لحزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، وتسعى لتعزيز قوته في البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات.

وبالرغم من مهارتها في التخطيط والتنظيم، تواجه فون دير لاين تحديات في التعامل مع المتغيرات السياسية وتوازن القوى داخل الاتحاد الأوروبي، وبينما تركز على جذب الشباب والإشراك، فإنها تحتاج أيضًا إلى دعم زعماء الدول الأوروبية وأعضاء البرلمان لتحقيق أهدافها المستقبلية.