الأمن المائي العربي.. رسائل قوية لـ السيسي في منتدى التعاون الصيني 2024

الرئيس السيسي يتوسط الصورة التذكارية لمنتدى التعاون العربي الصيني
الرئيس السيسي يتوسط الصورة التذكارية لمنتدى التعاون العربي الصيني

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس رسائل عدة مهمة خلال مشاركته في افتتاح أعمال المنتدى العربي الصيني.

ومصر تربطها علاقات ضاربة بعمق التاريخ مع الصين، بدأت تحديدا في عام 1956، وكان قوامها على مدار تلك الأعوام وحتى تاريخه، الانحياز لحقوق شعوب العالم الثالث.

وألقى الرئيس السيسي كلمة مصر خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الصيني للتعاون، تضمنت رسائل مهمة وجاء نصها كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزى فخامة الرئيس شى جين بينج.. رئيس جمهورية الصين الشعبية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالى، معالي السيد: أحمد أبو الغيط.. الأمين العام لجامعة الدول العربية، الحضور الكرام.

بداية، أتوجه بخالص التقدير لفخامة الرئيس "شى جين بينج" رئيس جمهورية الصين الشعبية على الدعوة الكريمة كما أتوجه إلى الجانب الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتقدير على ما تم بذله من جهد في الإعداد لهذا المنتدى القيم.

كلمة الرئيس السيسي في منتدى التعاون العربي الصيني 2024

العلاقات "المصرية – الصينية"

واسمحوا لي في هذا الصدد أن أشيد على نحو خاص بالعلاقات "المصرية – الصينية"، وأود أن أنوه في هذا الإطار إلى مرور عشرة أعوام على تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين وما شهدته تلك السنوات من تطور ملحوظ في علاقات البلدين.

 الرئيس السيسي ونظيره الصيني.. 8 زيارات متبادلة في 10 سنوات

ونؤكد من خلال ذلك استمرار حرصنا المتبادل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية على تحقيق التكامل بين "رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة" مع أولويات مبادرة "الحزام والطريق".

كلمة الرئيس السيسي في منتدى التعاون العربي الصيني 2024

اقرأ أيضا: ننشر نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمنتدى العربي الصيني

الحضور الكريم، تقوم العلاقات السياسية العربية الصينية على عدد من الأسس الراسخة على رأسها الحرص المتبادل على أمن واستقرار ومصالح الشعوب ورفض الاعتداء على السيادة ولقد مثلت تلك العلاقات والتعاون العربي الصيني الوثيق لإقرار تلك المبادئ ركيزة من ركائز الاستقرار الدولي والعمل على إقرار العدالة في المنظومة الدولية.

الرئيس السيسي في منتدى التعاون العربي الصيني 2024

القضية الفلسطينية

وأود أن أنوه في هذا الإطار إلى التقدير العربي الكبير للسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية ودعم "بكين" المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة.

اقرأ أيضا: السيسي: نؤكد أهمية إقرار نظام عالمي أكثر عدالة في مواجهة التحديات

كلمة الرئيس السيسي في منتدى التعاون العربي الصيني 2024

دور المجتمع الدولي بشأن الحرب الغاشمة على غزة

إنني أدعو كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة كما أطالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطـيـنـيـيـن من أراضيهم.

جانب من لقاء الرئيس السيسي برئيس مجلس الدولة الصيني

المعالجة الشاملة لجذور القضية الفلسطينية

وأكرر التأكيد "أنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي المنشودين إلا من خلال المعالجة الشاملة لجذور القضية الفلسطينية وذلك بالالتزام الجاد والفوري بحل الدولتين الإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلة".

جانب من لقاء الرئيس السيسي برئيس مجلس الدولة الصيني

اقرأ أيضا: إنفوجراف| الرئيس السيسي ونظيره الصيني.. 8 زيارات متبادلة في 10 سنوات

العلاقات المؤسسية "العربية - الصينية"

الحضور الكريم، إن الانعقاد الدوري المنتظم للمنتدى العربي الصيني يحمل دلالة واضحة على الحرص المتبادل على تعزيز العلاقات المؤسسية "العربية - الصينية" حيث يهدف المنتدى إلى تحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسية منها تعزيز التعاون "جنوب - جنوب" وتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة مع العمل على تعزيز أوجه التعاون الفني المشترك في مواجهة التحديات المرتبطة بحوكمة الاقتصاد العالمي ونقل وتوطين التكنولوجيا إلى جانب مكافحة التغير المناخي وضمان الأمن المائي وذلك ضمن قائمة مطولة من التحديات والأخطار التي تفرض ضرورة حشد قدرات التعاون بين مختلف الأصدقاء بالمجتمع الدولي.

جانب من لقاء الرئيس السيسي برئيس مجلس الدولة الصيني

الأمن المائي العربي على رأس أولويات التعاون المستقبلي

واسمحوا لي هنا بمعاودة التنويه لأهمية وضع قضية الأمن المائي العربي على رأس أولويات التعاون المستقبلي في إطار "المنتدى العربي - الصيني" نظرًا لما تحمله هذه المسألة من مخاطر ترقى إلـى حد التهديـد الوجــودي وأود الإشارة في هذا السياق إلى أننا طالبنا الحكومة الإثيوبية - على مدار أكثر من عشر سنوات - بالانخراط بحسن النية الواجب مع مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يؤمن لأجيال الحاضر والمستقبل بالدول الثلاث حقها في الحياة والتنمية أخذا بعين الاعتبار أننا لن نسمح بكل ما من شأنه العبث بأمن واستقرار دولنا وشعوبنا.

صورة من مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمنتدى العربي الصيني

اقرأ أيضا: «مصر والصين».. 68 عاما من التقارب المنحاز لحقوق «شعوب العالم الثالث»

السيدات والسادة، إن العلاقات "العربية – الصينية" المتميزة والآفاق الواسعة لتطويرها اتصالًا بالمقدرات والإمكانات المتاحة وما ألمسه من توافر الرغبة الصادقة في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها يجعلني واثقا تمام الثقة في أن أعمال المنتدى وما سيخلص إليه من نتائج سيحمل دفعة إيجابية ملموسة للعلاقات بمختلف أوجهها.

أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الصورة الجماعية لمنتدى التعاون العربي الصيني

اقرأ أيضا: الرئيس الصيني: ندعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة

العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين

ويصل عمر العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلى 68 عاما، رسخت مبادءها في عام 1956، بعد سنوات عديدة من قيام الدولتين الصين الشعبية في عام 1949 وجمهورية مصر العربية في 1953 عقب عام واحد من ثورة يوليو المجيدة في 1952.

مصر أول دولة عربية تقيم علاقات مع الصين


في عام 1956 أعلنت مصر إقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، لتصبح القاهرة هي أول دولة عربية تقوم باتخاذ تلك الخطوة التي كانت دائما محل تقدير كبير من الصين.

ومنذ الخطوات الأولى في مسيرة طويلة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين كان الانحياز واضحا لشعوب العالم الثالث حيث التقى الرئيس جمال عبد الناصر، ورئيس الوزراء الصينى شو إن لاى فى عدة مناسبات ليتم الإعلان الرسمي عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى 30 مايو عام 1956 .

ومع الخطوة المصرية السباقة توالى الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية من جانب الدول العربية

مصر والصين علاقات ذهبية في عهد السيسي وشي



وخلال السنوات الـ10 الماضية شهدت العلاقات «المصرية- الصينية»، تطورًا غير مسبوق يرجع إلى الصداقة المتينة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الصيني شى جين بينج، والتي نقلت تلك العلاقات بين البلدين إلى مراحل متطورة من التعاون والتطابق في الرؤي المشتركة لعديد من القضايا.

فخلال 10 سنوات بداية من 2014 كان هناك 8 زيارات متبادلة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وشي جين بينج في مختلف المحافل الدولية.

وسطر الرئيسان عبد الفتاح السيسى وجين بينج تاريخًا جديدًا للعلاقات بين مصر والصين بما يعود بالمنفعة المتبادلة على البلدين، وعزز توقيع الرئيسيان "شراكة استراتيجية شاملة" فى عام 2014 عزز التعاون الاقتصادى والسياحى بين الجانبين، وهى مبادرة تشمل العلاقات التجارية والاستثمارية والسياسية، إذ تنمو علاقة الصين ومصر الاقتصادية تدريجيا، من منطلق الروابط القوية المتجذرة فى القرار السياسى الذى اتخذته حكومتا البلدين قبل سنوات.

وتحولت تلك العلاقة بين بكين والقاهرة الي مستوى جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة من خلال العديد من الاتفاقيات ومشروعات التعاون بين البلدين.

أزمة كورونا والقضايا الدولية


ظهرت أفق التعاون المصري الصيني جلية من خلال المساعدات المتبادلة بين الدولتين لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد كما امتد الامر الي وجود توافق بين الزعيمين حول التعاطي والتوافق مع مجمل القضايا الدولية المطروحه علي الساحة العالمية وكذلك تجاه العديد من الملفات السياسية الدولية والاقليمية والعربية وقضايا منطقة الشرق الأوسط.

وكانت الرؤية المشتركة لقاضيا العالم العربي كليبيا وسوريا والعراق وغيرها من القضايا الإقليمية دليل على التوافق، والذي كلله أيضًا الموقف المشترك من القضية الفلسطينية.