بدون تردد

حقائق بارزة

محمد بركات
محمد بركات

فى المأساة الإنسانية الجارية على الأراضى الفلسطينية المحتلة فى عمومها، وفى غزة ورفح على وجه الخصوص، هناك عدة حقائق بارزة فى ظل العدوان الإسرائيلى الإرهابى واللا إنسانى المستمر، طوال الثمانية أشهر الماضية دون توقف ودون رادع أو مانع حتى الآن.

فى المقدمة من هذه الحقائق، ذلك العجز الدولى، بفعل فاعل، عن التحرك أو اتخاذ موقف إيجابى يضع حداً ونهاية للعدوان الهمجى والإرهابى الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، منذ بدايته فى السابع من أكتوبر الماضى.

ويتواكب مع ذلك ويدعمه ما بات ظاهراً ومؤكداً، من التأييد الأمريكى التام للعدوان الإسرائيلى الإجرامى على غزة ورفح. وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتوفير الحماية الكاملة لإسرائيل، ومنع إدانتها والحيلولة دون إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار، يضع نهاية لحرب الإبادة والمجازر التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى.

ويتقدم على هاتين الحقيقتين المؤكدتين ، ذلك الانكشاف الصارخ والواضح، لأبعاد المخطط الإسرائيلى، الرامى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية بصفة عامة وعلى حساب مصر والأردن بصفة خاصة، عن طريق التهجير القسرى للفلسطينيين،...، وهو المخطط الذى فشل وتم وأده، بإعلان مصر الواضح رفضها القاطع لكل المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وتأكيدها على عدم السماح بالمساس بالتراب المصرى فى سيناء أو غيرها بأى حال من الأحوال، واعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه.

أما الحقيقة الرابعة التى بدت واضحة خلال هذه المأساة، فهى انكشاف وسفور الأبعاد الحقيقية للعلاقة العضوية الأمريكية الإسرائيلية، فى ظل الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل، وتأييدها اللا محدود لها مادياً ومعنوياً وعسكرياً فى عدوانها الإجرامى على الشعب الفلسطينى.

ولكن على الرغم من ذلك كله بات واضحاً ومؤكداً، أن على العالم كله وأمريكا فى المقدمة، الإدراك بأن المنطقة العربية والشرق أوسطية، لن تشهد استقراراً وأمناً وسلاماً، دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التى هى لب وجوهر وأساس الصراع فى المنطقة، وهى قضية القضايا لكل العرب.

وأن السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة، يتحقق فقط بحل الدولتين وفقاً للمبادرة العربية للسلام، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧، وفقاً لحدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، فى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس العربية.