بسم الله

«المُحن» الأمريكى!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

غريب أمر الإدارة الأمريكية، فى تصريحاتها تولول على جرائم الحرب التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ، ثم تتبعها بتصريحات تبرر ما يقوم به السفاح نتنياهو وحكومته بادعاء وجود حماس ، وبالتالى تمنح الإدارة الأمريكية المبرر فى قتل المدنيين بسبب حماس . هذا الموقف ينطبق عليه اللفظ الشعبى (المحن) !.

هذا ما نراه فى تصريحات الرئيس بايدن والمتحدث باسم البيت الأبيض وايضا الخارجية الأمريكية ، وهو ما قالته كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى إن «كلمة مأساة ليست حتى أقل ما تُوصف به» الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم للنازحين فى مدينة رفح بقطاع غزة أسفرت عن مقتل 45 فلسطينيا». وقد أثار استهداف الجيش الإسرائيلى للنازحين الفلسطينيين إدانات دولية ودعوات لوقف العملية العسكرية فى رفح المكتظة بالنازحين.

الواضح ان إسرائيل بدعم صريح من أمريكا وبريطانيا ودعم خفى من فرنسا ، لا تهتم بالدعوات الصادرة عن عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية ، ومن محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة ، التى تطالبها بالوقف الفورى لهجومها العسكرى وأى عمل آخر فى رفح . بل تواصل عملياتها العسكرية ضد المدنيين العزل وتمارس مجازرها البشعة ضد الأطفال والنساء والشيوخ ، ويسقط عشرات الضحايا الأبرياء . وقد تخطى عدد شهداء عملية غزة الـ ٤٠ ألف ضحية والـ ١٠٠ ألف مصاب أغلبهم من النساء والأطفال.

من الملاحظ ان الغضب الدولى يزداد ضد إسرائيل ، وهو ما يزيد من عزلتها دوليا ، ليس فقط غضبا شعبيا انسانيا انما غضب للعديد من الحكومات الاوروبية والدولية . وأعتقد أننا امام فرصة سانحة لاتخاذ قرار عربى صريح بقطع العلاقات نهائياً مع الكيان الصهيونى . والأهم من ذلك ان تتحقق المصالحة الفلسطينية ، وان تتوحد الفصائل والتنظيمات الفلسطينية تحت قيادة ولواء واحد ، الكل على قلب رجل واحد من اجل إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض قبل احتلالها فى ٥ يونيه ١٩٦٧ ، الأرض التى كانت مصر قد اتفقت على عودتها للفلسطينيين فى عهد الرئيس الشهيد محمد انور السادات .! لكنهم تمنعوا وأخذتهم العزة بالإثم ، وفرطوا فى الأرض والعرض ، وضاعت الأراضى الفلسطينية وضاع المسجد الأقصى ، وضاع الجولان السورى والجنوب اللبنانى ، ولم يبق إلا الضفة بلا حول ولاقوة ومستباحة من حكومة السفاح نتنياهو !.

دعاء : اللهم انى أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن