التنوع البيولوجي.. مستقبلنا يكمن في الطبيعة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يحتفل العالم اليوم الأربعاء 22 مايو باليوم العالمي للتنوع البيولوجى، والذى يقام هذا العام تحت شعار " كن جزءًا من الخطة " وهو يوافق تاريخ اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو  1992 ، لذلك يتم الاحتفال به فى نفس اليوم كل عام .

أهمية التنوع البيولوجي

وترجع أهمية التنوع البيولوجي فى كونه هو مصدر السلع والخدمات الأساسية التي ينعم بها كوكب الأرض والتى تعتمد على تنوع وتباين الجينات والأنواع والتجمعات الحية والنظم الايكولوجية ، فالموارد البيولوجية هي التي تمد الإنسان بالمأكل والملبس، والدواء والغذاء الروحي والأكسجين الذي يتنفسه وتنقية المياه ومجابهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
والتنوع البيولوجي هو مجموعة من الكائنات الحية التي تشكل الحياة على الأرض، تشمل ما يقرب من ثمانية ملايين نوع على كوكب الأرض، من نباتات وحيوانات، وفطريات وبكتيريا، إضافة للأنظمة البيئية التي تؤويها، مثل المحيطات، والغابات، والبيئات الجبلية، والشعاب المرجانية.
وحسب ما جاء في التقارير التي صدرت عام 2018 من قبل المنتدى الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES)، فإن العوامل العالمية المسببة لخسارة التنوع البيولوجي تتمثل بالتغير المناخي وانتشار الأنواع الغازية، والإستغلال المفرط للموارد الطبيعية والتلوث والتوسع الحضري ويمثل التنوع البيولوجي منفعة عامة، وتراثا ثمينا تجمع على مدى ملايين السنين.
وأكدت الدراسات أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع، بما في ذلك الصحة العامة فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

اقرأ أيضًا| بمناسبة اليوم العالمي.. 5 نصائح للاهتمام بالنباتات المنزلية

وأشارت التقارير أن مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالانقراض عالميا .

دور مصر للحفاظ على التنوع البيولوجى

أن مصر لعبت دور مهم بدعم من كافة الشركاء في وضع أهداف رفيعة المستوى طموحة في الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، الذي تم إعلانه في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15، بقيادة الصين ودعم الدول الأفريقية وباقي الأعضاء والمجتمع المدني، وتم التركيز على كيفية سد الفجوات لتوفير ٧ مليار دولار سنويا لتجنب فقد التنوع البيولوجي، وذلك من خلال الاستثمار في الطبيعة وتطوير البنية التحتية للطبيعة التي توفر المأوى للمعيشة على كوكب الأرض.

إنجازات مصر فى الحفاظ على التنوع البيولوجى

وقامت مصر من خلال وزارة البيئة بتحقيق العديد من الإنجازات للحفاظ على التنوع البيولوجى ومنها تطوير المحميات الطبيعية وتفعيل رؤية واستراتيجية متطورة لنظم إدارة استخدامات الموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية تستهدف تحقيق الاستدامة لمواردها كأحد توجيهات القيادة السياسية وإدارتها وفق النظم العالمية لتحقيق الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية .
و تم تطبيق منظومة ضبط الأنشطة السياحية بمحميات جنوب سيناء والبحر الأحمر  وكذلك تنفيذ برنامجاً لتطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار  بعدد من المحميات الطبيعية ، حيث تم الإنتهاء من تطوير عدد 13 محمية بالإضافة إلى إطلاق حملة إيكو إيجيبت للسياحة البيئة لحماية التنوع البيولوجى .

تؤامة بين مصر و الأردن

ومن جهود وزارة البيئة لحماية التنوع البيولوجى على المستوى العالمى  إعلان أول تؤامة بين مصر و الأردن بالمحميات الطبيعية بالفيوم، لتنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادي الريان وتوقيع بروتوكول رباعى بين وزارة البيئة ومحافظة الفيوم ومؤسسة الأميرة عالية ومؤسسة عالمية لإنشاء ملاذ آمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان بالفيوم ، يهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي، بتوفير ملاذ آمن للحيوانات التى أنقذت من مصر ومنطقة الشرق الأوسط، بما يكفل لها الرعاية مدى الحياة في مواطن بيئية مناسبة، ليكون المشروع واجهة مشرفة ومقصداً سياحياً جديداً في مجال السياحة البيئية بمصر.

مكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية

كما تقوم وزارة البيئة بمكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات و الجهات المعنية من خلال تنفيذ خطة سنوية للتفتيش على الأسواق وأماكن ومحال بيع الحيوانات البرية والتفتيش الدوري على المزارع والقرى السياحية والمشروعات المرخص لها بإكثار الحيوانات البرية ،  بالإضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الحيوان والمتطوعين في التعامل مع البلاغات والضبطيات وكذلك عملية إعادة إطلاق الحيوانات والطيور الى بيئتها مرة اخرى.

القارة الأفريقية والتنوع البيولوجي

القارة الأفريقية تمتلك تنوع بيولوجي ثري إلا أنها تعاني من فقدان كبير للتنوع البيولوجي الذي يمكن أن يتسبب تغير المناخ في فقدان أكثر من نصف أنواع الطيور والثدييات بحلول عام ٢١٠٠.
فتغير المناخ يهدد التنوع البيولوجي فى أفريقيا كموطن لنباتات وحيوانات غنية ومتنوعة، بما يؤثر على العديد من الأنواع والنظم البيئية، ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، قد تفقد أفريقيا ما يصل إلى 50% من أنواع الطيور والثدييات بحلول عام 2100 إذا تجاوزت ظاهرة الاحتباس الحراري (إرتفاع 3 درجات مئوية)  مما يتطلب تعزيز الاستثمار في إفريقيا في جهود الحفاظ على البيئة، والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وتعزيز التعاون بين البلدان والمناطق في هذا المجال.