«المسجد العمري» بقنا.. تحفة معمارية عمرها 400 سنة في انتظار الترميم

المسجد العمري بنجع حمادي
المسجد العمري بنجع حمادي

في الرابع من سبتمبر لعام 2014، تعرض المسجد العمري بقرية هو، بنجع حمادي، لحريق التهم محتوياته بالكامل، فلقد محت النيران تاريخ هذا المسجد الكبير، والذي يحمل في كل ركن من أركانه، عبادات وذكريات لا تنسى على مدار التاريخ.

ويعد المسجد العمري بقرية هو، من أقدم مساجد قنا، ويتخطى عمره أكثر من 400 سنة، وفي هذه الحلقة الرابعة من حلقات مساجد لها تاريخ بقنا، ترصد «بوابة أخبار اليوم»، أبرز المعلومات التاريخية عن هذا المسجد العريق.

اقرأ أيضا| القومي للمرأة يواصل تدريب القادة الدينيين بالمحافظات لنشر الوعي بالقضية السكانية

- المسجد العمري تم بناؤه سنة 1049هـ / 1639 م، ويقع فوق تل ترابي يصل ارتفاعه إلى 12مترا في منطقة السوق الحالية بقرية هو والتي بها بقايا معبد حتحور بالقرب من النيل.

- للمسجد أربع واجهات تطل على منطقة مسورة بسور بنائي حديث من جميع الجهات وهي تعتبر الحرم الأثري للمسجد.

بني المسجد العمرى بقرية هو مع بداية دخول الإسلام لتلك القرية أيام الفتح العربي لمصر، فلقد كان بموقع المسجد الجامع جامع أقدم منه أسماه محمود أفندى أحمد مهندس لجنة لحفظ الآثار العربية سنة 1909م باسم جامع السقطي وقد اندثر هذا المسجد وتخلفت عنه المئذنة الحالية والتي ترجع إلى العصر الفاطمي، ويؤكد ذلك أنه في الفضاء الخارجي توجد أساسات مباني قديمة من الطوب اللبن والطين وبعضها من الطوب الأحمر يبدوا أنها كانت أساسات المسجد القديم .

- يوجد أعلى المدخل الشرقي للمسجد، عتب خشبي مسطح نقش عليه بالحفر البارز كتابة بخط الثلث تنتهى بما نصه " جدد هذا المسجد المعمور بذكر الله شيخ العرب الشيخ على ابن الشيخ محمد بن احمد وقصد بذلك السواب من الله سنة 1639 م كما يوجد على أحد الأبواب في خارج المسجد من الناحية الشمالية نص تجديد نقش بالحفر الغائر في سطرين نصهما: أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد، وجدد هذا المسجد العتيق في غرة محرم سنة 1310هـ.

 - كان بالمسجد منبر خشبي دقيق الصنع به نص كتابي منفذ بالحفر البارز في ستة أسطر من الكتابات تنتهى بما نصه ( تحريرا في غرة شهر رمضان من شهور سنة خمس واربعين ومايه والف سنة 1145هـ ) .

- لقد بني الجامع العمرى بهو من الطوب اللبن بمونه من الطين والتبن، مضافا إليهما قليل من الرماد وذلك في كل جدران المسجد ما عدا كتلة المدخل الشرقي فقد بنيت من الطوب الأحمر " الأجر"، بمونة من الحمرة والجير والقصرمل، وقد بنى المسجد بالطريقة المعروفة بالطريقة المصرية القديمة.

- يتكون تخطيط الجامع العمري، بهو من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها راوق القبلة ، وهو أنسب التخطيطات للمساجد التي تشغل مساحة كبيرة حيث تتسع بحورها فيحتاج معها الى بائكات تحمل السقف، وهذا التخطيط هو استمرار لتخطيطات المساجد الجامعة من قبل العصر المملوكي.

- يلاحظ في هذا التخطيط، أن مداخل المسجد تؤدى مباشرة إلى أروقة المسجد الشمالية والغربية وذلك عن طريق استطراق أرضى يؤدي إلى صحن المسجد بحيث تقتصر المسافات وتخصص للمرور لعدم مضايقة المصلين أو تخطى رقابهم في الأروقة أثناء الصلاة .

- الأروقة في هذا التخطيط تكون معدة لاستقبال المصلين وهى مسقفة حتى تحميهم من أشعة الشمس أثناء الصلاة ، كذلك يلاحظ استخدام الأعمدة بدلا من الدعامات الضخمة مما يساعد على توفير اكبر مساحة خالية لإقامة الصلاة بها .

- يلاحظ في هذا المسجد استخدام 12 عامودا من الجرانيت تعلوها تيجان فرعونية ورومانية في صفين يتقدمان المحراب الرئيسي، وهى ظاهرة وجدت من قبل حيث نقل العرب كثيرا من الأعمدة من المعابد والكنائس الخربة الى مساجدهم ولأول مرة شوهدت فى أطلال قصر الخليفة المعتصم بسامراء المعروف بالجوسق الخاقانى أعمدة تيجانها ناقوسيه ورمانية الشكل ، وشوهدت بعد ذلك لأول مرة في مصر فى مقياس النيل بالروضة ثم في الجامع الطولوني.

ؤتتمتع الأروقة في هذا التخطيط بإضاءة طبيعية كافية نهارا عن طريق صحن المسجد وصفوف النوافذ العلوية بحيث تسمح هذه النوافذ بمرور الضوء والهواء إلى داخل المسجد ، ودرجة الإضاءة بهذه الأروقة ليست مطلوبة فقط لعرض الرؤية العادية ولكنها مطلوبة بصفة ضرورية لقراءة المصحف للذين يقرؤون القرآن من مصاحفهم فى هذه الأروقة من الدارسين والمتصوفة.

 - تقع مئذنة الجامع العمرى بهو بالبلاطة الثانية جهة الصحن بالرواق الغربى للمسجد، وهي مبنية بالطوب المحروق ومبلطة بطبقة من البياض من الطوب اللبن وهذه المئذنة أقدم من المسجد حيث يرى بعض الباحثين إنها ترجع إلى العصر الفاطمي ويصل ارتفاع المئذنة إلى 17.50 متر.