صدى الصوت

منتدى المكتبة للسلام

عمرو الديب
عمرو الديب

حوار لاصدام، تعاون لاصراع، تبادل للعطاء، لا قطيعة تمليها أجواء الشحناء والبغضاء، مد الجسور وإنشاء المعابر بديلاً عن التناحر والتطاحن بين التجارب الإنسانية الحضارية، فالأعراق والأمم صانعة الحضارات لا تبلغ مكانتها اعتباطًا وارتجالًا، وإنما بعد طول عناء، وعقب اكتساب خبرات تتطلب جهودًا مُضنية، والأوطان صاحبة التجارب الحضارية ترتقى مدارج النضج لتصل إلى ذروة الإدراك والحكمة، وسمو الأخلاق والحنو على الإنسانية كلها بغض النظر عن الجنس أو العرق، أو اللون، أو المُعتقد، والحضارات الحقيقية تمد يد العون دومًا إلى المنتمين إلى الجنس البشرى، بغض النظر عن أى اعتبار آخر، ويجد صانعو هذه الحضارات الراقية أنفسهم مسئولين عن أشقائهم فى الإنسانية، يقدمون لهم العون ويمدون لهم اليد بلا أدنى تردد.. تمامًا مثلما حدث فى جائحة «كوفيد ١٩»، ولأن الإنسانية بأسرها دائمًا ما تواجه مصيرًا واحدًا، وتؤرقها نفس الهموم والتحديات، فإن الحوار بين أبناء الجنس البشرى حتمى، وواجب، ولامعنى لغيابه، ودعاة الصدام، والاستعلاء، والقطيعة، وتبرير الاستئثار بتفوق جنسٍ ما على آخر، وتميز عرق على غيره صار أكذوبة مفضوحة، فالبشر سواء، والجميع منحهم رب الأكوان نعمة بلا تمييز على أساس اللون، أو العرق، أو الجنس، وفى توقيت حرج للغاية، واختبار أخلاقى دقيق تمر به الإنسانية كلها ممثلًا فى حرب الإبادة الجماعية التى تستهدف أهل غزة العُزل تخرج إلينا الأنباء من مكتبة الإسكندرية بعزم ذلك الصرح الثقافى الكبير على تنظيم منتدى دولى للسلام والحوار بين الحضارات والثقافات تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقد أكد عالم الاجتماع البارز د.أحمد زايد مدير المكتبة فى افتتاح فعاليات مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية -منذ أيام- حاجة العالم إلى منتديات الفكر، وعلى رأسها الجامعات لمناقشة مصير البشرية، والروابط التى تجمع بين أبناء الإنسانية، لتحقن العقلانية، والأخلاقية فى شرايين العالم، وتصبح وسيطًا لبناء الوعي.