فى الصميم

حصار الجوع.. جريمة إسرائيل ومسئولية أمريكا

جلال عارف
جلال عارف

على مدى شهور من حرب الإبادة الإسرائيلية، كانت الولايات المتحدة وبعض الحلفاء يكثرون من الحديث عن المساعدات الإنسانية فى محاولة فاشلة للتغطية على التواطؤ من أجل استمرار الحرب والتغافل عن مسئولية إسرائيل فى حصار الجوع إلى جانب القتل والدمار فى كل أنحاء غزة!
بالأمس أعلنت واشنطن عن وصول أول شحنة من المساعدات عن طريق الجسر العائم الذى تحيط به الشبهات فى الوقت الذى تغلق فيه إسرائيل كل المعابر البرية (وفى مقدمتها معبر رفح) والتى لا غنى عنها لإنقاذ الفلسطينيين من حصار الجوع.. ولاشك أن كل المساعدات الإنسانية مطلوبة ولكنها لايمكن أن تستخدم كغطاء للتواطؤ على استمرار قتل الفلسطينيين(!!)
ولن يكون مقبولاً أبداً أن ترسل كيس طحين لنازح فلسطينى، ثم ترسل - فى نفس الوقت - القنابل والصواريخ لإسرائيل كى تقتل النازح وعائلته!!
الأسوأ يكشفه تقرير نشرته بالأمس صحيفة «الاندبندنت» البريطانية يكشف عن وثائق أمريكية تثبت مسئولية أمريكا عن تفشى المجاعة فى غزة من خلال تجاهلهم كل التحذيرات التى قدمها الخبراء ومنظمات الإغاثة التابعة للإدارة الأمريكية التى وفرت أيضاً الغطاء الدبلوماسى لحليفتها إسرائيل لكى تفعل كل شىء من أجل فرض حصار الجوع على أهل غزة. وبينما تتحدث بعض الشهادات الموثقة عن «تجاهل» أمريكى، فإن بعضها الآخر يتحدث عن «التواطؤ» الذى جعل إسرائيل تمضى فى جريمتها وهى مقتنعة بأنها - بفضل الحماية الأمريكية - لن ينالها العقاب!!
وسواء ظل الأمر فى دائرة «التجاهل» أو «التواطؤ» فإن مسئولية الولايات المتحدة ستظل أكبر من كل المناورات السياسية حصار الجوع فى غزة هو جزء من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل بدعم أمريكا الكامل. والحرب ما قامت ولا استمرت إلا بقرار «واشنطن» وارتداء قناع «الإنسانية» الزائف لن يغير من حقيقة الموقف المفضوح. سلاح التجويع واستمرار المذابح ورصيف الميناء المشبوه أجزاء فى مخطط واحد، والتهجير القسرى هو الهدف وهو الجريمة. وأمريكا مازالت «تتجاهل» أو «تتواطأ»!!