بدون أقنعة

بطلوا «هرى وفتى»

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

مجرد ساعة على فيسبوك قد تصيبك بالغثيان وتسد نفسك من الدخول إليه.. بوستات هايفة جدًا ورغى بلا معنى وخناقات تصل إلى قلة الأدب والسب بألفاظ يعاقب عليها بالقوانين الإنسانية..
على فيسبوك ليس هناك قانون يحكم أحد وربما يسبك شخص ما لا تعرفه وليس بينك وبينه سابق معرفة ولا تعرف أن تأخذ حقك منه. والأدهى أن هناك أناسًا كنت تظن فيهم القيمة والقامة وإذ تفاجأ بهم وقد تلونوا بألوان الفيسبوك غير الأخلاقية فى ردودهم على بعضهم البعض..
ذلك الرجل الذى كان يشغل منصبًا مهمًا وتحول إلى ناشط فيسبوكى غضب بشدة من تعليق أحد الأشخاص على بوست كتبه بـ «صباع رجله» وسب المعترض رغم أنه على حق من وجهة نظرى فيما كتبه فيجب ألا تقلب الحقائق وتنفعل بهذا الشكل..
كثيرون مثل هذا الرجل يتخذون من الفيسبوك سكنًا لهم يشغلون به أوقاتهم ويعبرون عن وجهة نظرهم ويكرهون أن ينتقدهم أحد حتى لو المنتقد على حق.
فيسبوك نفسه لا يتبع معايير العدالة ويحرض الناس على انتقاد أوضاع بعينها وإذا شكوتهم إلى إدارته يحجبون عنك حسابك وأبسط مثال على ذلك ظهر بوضوح فى حرب إسرائيل على غزة حينما كانوا يحجبون أى «بوست» يهاجم إسرائيل.
الرغى هو آفة حارتنا.. ناس فاضية بيتكلموا فى كل حاجة وأى حاجة.. المهم كل واحد يفتى ويبقى من العالمين ببواطن الأمور ويؤلف حكاية من خياله و»الفانز» مبهورون بحواديته وكلامه الفارغ.. ينفع يعنى واحد يلبس بدلة وكرافتة وفى رجليه شبشب؟
المشكلة أن جماعة الفيسبوك طلعوا شوية مسميات زى البلوجر والتيكتوكر والناشط  يعنى زى خريجى الطب والهندسة كده.. المهم وهات يا رغى من عينة ده الوزير فلان كل يوم فى التليفزيون .. بيلمعوه عشان يجيبوه رئيس للوزراء.. وكل مفتى يدخل يقول معلومة قال يعنى هو الوحيد اللى مطلع وبيجيب التايهة.. ويجى واحد ويخبط خبطته ويقولك أصلى قابلت فلان اللى فى أمن الدولة وهو اللى بلغنى .. إيه الهرى ده والفضا.
الهرى فى كل شىء مباح على فيسبوك وممكن تعرف منه أحوال البلاد والعباد وبدون ما تتعب روحك.. يعنى فلانة اتطلقت وعاملة حفلة أنها بقت حرة وتلاقى تعليقات على كيف كيفك.. شوية معاها بيحيوها وشوية نازلين شتيمة فيها.. الغريب إن فيه جمهور بيتابعهم وعنده استعداد يخصص 3 أو 4 ساعات يوميا من وقته عشان يدخل يعلق ويقول ما فى نفسه من شتيمة وقلة أدب.
من الفيس حتعرف مين مات ومين بيتجوز وحكايات البيوت وأسرارها مجانًا وبدون ما تطلب.. فيه واحد بيحكى فى التو واللحظة أنه اتخانق مع مراته وأنه شتم ابنه الكبير عشان تدخل بينهم.. كتير من متابعى فيسبوك منتهى المسخرة.. مفيش كسوف ولا اختشى ولا حياة لمن تنادى والأسوأ اللى بتعرض نفسها ومفاتنها وكاتبه تليفونها. فيسبوك فى حياتنا اختراع يودى فى داهية.. ربى أنى لا أسالك رد القضاء لكنى أسألك اللطف فيه.