احم احم !

«الاتنين حلوين..الاتنين طعمين» !!

هشام مبارك
هشام مبارك

تخيل سعادتك عندما تكون مشجعاً لأى من الفريقين وتجد صباح بكل رقتها تريد أن تشيلك جوه عيونها !

كان من تقاليد التليفزيون المصرى زمان أن يذيع قبيل مباريات القمة بين الأهلى والزمالك أغنية شهيرة لصباح تقول: بين الأهلى والزمالك محتارة والله.. حب الأهلى والزمالك حيرنى والله.. وبعد هذه المقدمة الجميلة تسأل صباح سؤالاً متداولاً بين جميع الناس ويحرص على معرفة إجابته أى شخص حتى لو كان يقابلك للمرة الأولى فتقول: أنت أهلاوى؟! فترد المجموعة نيابة عن جماهير الأهلى:ايوه..

وكذلك تفعل نفس المجموعة عندما تقول بنفس الحماس أيوه نيابة عن جماهير الزمالك عندما تسألهم صباح:ولا زملكاوى؟!.لا أعرف إذا كان الجيل الحالى من محبى الساحرة المستديرة يعرف هذه الاغنية أم لا..لكنها كانت وهى من تأليف حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب تحض على الروح الرياضية وتحاول ترضية جمهور الفريقين حيث بعد هذا السؤال تقول كلمات الأغنية بصوت الشحرورة الشجي:الاتنين حلوين..الاتنين طعمين..محتارة اشيل مين ولا اشيل مين جوه عيونى.تخيل سعادتك عندما تكون مشجعاً لأى من الفريقين وتجد صباح بكل رقتها تريد أن تشيلك جوه عيونها !

طبعا مع حلاوة وعبقرية وبساطة الكلمات واللحن والصوت إلا ان الأغنية كان لها مفعول السحر.. تذكرت كلمات تلك الأغنية وأنا أتابع بفرحة شديدة حصول كل من الزمالك والأهلى مؤخرا على بطولتى كأس الكونفدرالية وبطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى.شرف كبير أن تتصدر الفرق المصرية عرش كرة القدم فى القارة السمراء، وهو ما يؤهلنا كذلك لوجود فريق مصرى فى كأس العالم للأندية حيث يمثلنا الأهلى فيها منذ سنوات محققاً سمعة طيبة للكرة المصرية وكذلك تصب هذه البطولات فى مصلحة منتخب مصر الذى يخوض اعتبارا من اليوم مباريات مهمة فى طريقه لكأس العالم.

فعلا سعدت بفوز الناديين العريقين ونجاحهما فى إسعاد ملايين المصريين الذين أصبحت كرة القدم أحد أهم مصادر سعادتهم.يفرحون بها ويتابعها بكل اهتمام وشغف.شاهدت مباراة الزمالك فى نادى الزمالك بميت عقبة وسط جماهير مخلصة من كل الأعمار كانت فرحة بالانتصار المهم ترقص وتغنى طوال المباراة وبعدها حتى الفجر.

وكنت ماراً أمام ستاد القاهرة قبيل انطلاق مباراة الأهلى والترجى التونسى ورأيت الآلاف من الشباب صغار السن يزحفون تجاه الاستاد، وهم يلبسون فانلة الأهلى تلك الفانلة التى لها فعل السحر فى بث الحماس فى كل من يرتديها حتى لو كان طفلا صغيراً.كان الجمهور فعلاً صورة مبهجة أعادت إلينا أمجاد ستاد القاهرة الذى كان يتسع لأكثر من 120 ألف متفرج عندما استضاف لأول مرة نهائى إفريقيا التى فاز فيها الإسماعيلى المصرى على فريق انجلبير الكونغولى عام 1969.

وأتمنى من قناتى الأهلى والزمالك أن تعيد إذاعة مثل هذه المباريات لترى جماهير الجيل الحالى تاريخنا المشرف.لم تكن كرة القدم فى تلك الأيام أهلى وزمالك فقط وكان للأقاليم كلمتها ومكانتها على الساحة الرياضية وهو ما نتمنى ان يعود من جديد كما عادت الجماهير لاستاد القاهرة تصدح وتزأر لتشجيع فرقها.

أتمنى أن يكون فوز الأهلى والزمالك بداية جديدة للرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة.صفحة جديدة ننبذ فيها التطرف والتعصب فى التشجيع.نهنئ الفائز ونشد على يد خصمه فهى رياضة وليست معركة حربية. وشكرا من جديد للأهلى والزمالك.. وعلى رأى صباح:الاتنين حلوين الاتنين طعمين ومع احترامى لكمات الكبير حسين السيد لحن موسيقار الأجيال ولصوت الصبوحة إلا أنى لا أرى أى حيرة ولا مانع أبداً عندى من أن «أشيلهم هم الاتنين جوه عيوني»!.