فى الصميم

.. وإن كره نتنياهو !!

جلال عارف
جلال عارف

كان نتنياهو ـ كالعادة ـ يتأهب للتصعيد نحو مزيد من القتل والدمار، من تحميل الطرف الآخر «حماس» المسئولية عن استمرار الحرب.. حين فوجئ بالرد الإيجابى الذى قبلت من خلاله «حماس» الإتفاق المقترح من مصر وباقى الوسطاء بدون أى شروط..

ليجد نتنياهو نفسه مطالباً بالرد وتحمل المسئولية عن استمرار حرب إبادة يرفضها العالم كله، ولا يؤيدها إلا زعماء عصابات الإرهاب الصهيونى الذين يشاركونه فى حكم إسرائيل يجد نتنياهو نفسه مضطراً لإرسال وفد التفاوض للقاهرة مع الزعم بأن الاتفاق لا يلبى مطالب إسرائيل فى محاولة لشراء الوقت.. بينما يمضى فى التصعيد والتهديد باجتياح رفح وهو يعرف جيداً أنه يسير فى طريق مسدود كما قال له قادة جيشه وأجهزة مخابراته قبل أيام وهم يؤكدون له أن الحرب وصلت لنهايتها وأن الاتفاق المعروض جيد وينبغى قبوله، وأن استمرار الحرب ستكون تكلفته كبيرة خاصة مع افتقاد عنصرين هامين هما: الوحدة الداخلية فى إسرائيل، والتأييد الأمريكى الذى كان بلا حدود ولم يعد كذلك!!

يعرف نتنياهو أن الاتفاق المعروض عليه هو فى جوهره ما سبق أن وافق عليه، وهو حصيلة جهد الوسطاء، وهو أيضاً بداية النهاية الحتمية لهذه الحرب التى وصلت ـ باعتراف قياداته العسكرية ـ إلى طريق مسدود(!!) ويعرف نتنياهو أن اجتياح «رفح» لا تستطيع إسرائيل تحمل تبعاته.. لكنه ـ فى كل الأحوال  يبحث عن لقطة تذكارية يحاول بها أن يقول إنه كان على حق بالاستمرار فى الحرب وأن الحرب وحدها ـ وليس التفاوض ـ هو الذى جاء بالصفقة وأفرج عن الرهائن (!!) لعله بهذا التزييف للحقائق يهرب من المسئولية ويرضى زعماء العصابات اليمينية الذين يبقونه فى موقعه!!

سيسعى نتنياهو كالعادة ـ للتسويف وشراء الوقت لكنها معركة خاسرة العالم كله لا يريد الحرب ويرفض اجتياح رفح وتفجير الأوضاع فى كل المنطقة، محادثات القاهرة ستكون حاسمة، على إسرائيل أن تستمع جيداً لتحذير مصر بأن ما تفعله  فى «رفح» مرفوض ومدان، وأنه لا طريق لإيقاف هذه الحرب فوراً ونهائياً.. وإن كره نتنياهو أو غضب بن غفير!!