أحلام في المقص.. رحلة ابن المنيا من صالون الحلاقة لكلية الطب

محمد صابر  من صالون الحلق لكلية الطب
محمد صابر من صالون الحلق لكلية الطب

كتب حمد الترهوني 

 


من صالون الحلاقة، إلى كلية الطب، احتاج محمد صابر تلك الرحلة منذ نعومة أظافرة من أجل تحقيق حلمه بارتداء "البالطو الأبيض"، إلى جانب كسب قوت يومه.

يرتدي محمد صابر "البالطو الأبيض"  أثناء عمله بالحلاقة، والوقف في صالون الحلاقة لأن هذه المهنة  لها فضل كبير عليه كما يوضح لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه استطاع من خلالها دفع تكاليف دراسته، قائلاً:"رغم أن والدي لم يتوانَ عن دعمي اثناء فترة دراستي بجميع مراحلي التعليمية لكن إصراري على العمل والاعتماد على نفسي وتوفيق ربنا جعلني اصل إلى هدفي والحمد لله ده فضل من ربنا كبير عليا".

كفاح البالطو الأبيض 


رفض محمد صابر ابن مدينة ملوي  جنوب محافظة المنيا، الاستسلام للظروف، والتواكل على والديه في تلبية احتياجاته، في الكفاح وتحمل مسئولية نفسه منذ صغر سنه حتى وصل به المطاف إلى كلية الطب.

وكشف ابن المنيا في حديثة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه أصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمه الذي أصبح حقيقة أمام أعين الجميع وأصبح حديث ساعة بين أبناء محافظته بعد رحلة كفاح سطر فيها كل معاني الصبر والاجتهاد. 

«خفيف الظل ورشيق».. أحمد زويل بعيدا عن الميكروسكوب| صور

 

الحلاقة.. أعيش في جلباب أبي


بدأ محمد رحلة كفاحه منذ الرابعة عشر من عمره  لم يقف مكتوف الأيدي تحمل المسئولية  وعمل في مهنة والده الحلاقة وهو في المرحلة الإعدادية، ليوفر احتياجاته الشخصية والمدرسية، بدلا من أن ينتظر والده يعطيه أموالا، أو يوفر له احتياجاته، ورغم رفض والده عمله وقت دراسته، إلا أن الشاب قرر أن يعتمد على نفسه، بجانب الاجتهاد في المذاكرة في المرحلة الثانوية، وحقق نجاحا باهرا أهله إلى الالتحاق بكلية الطب جامعة المنيا، ولم يكتف بذلك بل استمر في العمل في مهنة الحلاقة، بجانب دراسته لتوفير مصاريفه، لكي يصل إلى هدفه  أن يتخرج في الكلية بتقدير جيد جدا.

حكايات| علي الشرقاوي.. «جامع قمامة» بالنهار وبطل كمال الأجسام بالليل

 

يقول الشاب الطبيب محمد صابر مفتخرا بالحلاقة: "هي مهنتي ومهنة والدي وأجدادي وسعيد جدا بالعمل بها لان هذه المهنة الشريفة هي من أوصلتني  إلى كلية الطب لماذا لا افخر بذلك وأصبحت مهنته الحلاقة جزاء كبير من حياتي ومصدر رزقي دون أي إحراج من احد والحمد لله أصبح لي زبائن في كل مكان بعد تطوري في مجال الحلاقة".

انتقادات لاذعة.. حلاق ودكتور 

وأوضح أنه تعرض لانتقادات حتى وصلت إلى الكلام مباشر مثل:" إزاى تبقي دكتور وترضي علي نفسك تشتغل حلاق"، إلا أنه رفض الخضع لتلك الأفكار قائلاً:"  لكن الانتقادات دي قوتني وديتني  دوافع النجاح في دارستي التي الم اهملها ابدا وكان يومي في فترة الصباح أتوجه إلي الكلية من أجل ممارسة دراستي وفي الليل أعود لعملي".

حكايات| الأسطى مي السباكة.. «بتطلع لأكل عيشها على المواسير»

 

حلاق ديليفري 

واستكمل محمد صابر حديثه قائلاً لـ«بوابة أخبار اليوم» عندما التحقت بكلية الطب البيطري، كنت أعلم أن تكاليف التعليم في تلك الكليات مرتفعة جدًا، لذا قرر أن يستمر في مهنته كحلاق ولكن بطريقة دليفري، حيث كان لديه عربة خاصة بالحلاقة وكان يقوم بزيارة الزبائن في منازلهم، خاصة في مدينة المنيا الجديدة، وذلك لتخفيف العبء عن والديه إلى حد ما.