تفسيرومعانى «البر»

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل كلها وغيرها من أعمال البِرِّ، والذى يعنى التوسُّع فى فعل الخير، والفعل المرضِى لله، الذى هو فى تزكية النَّفس عن الأهواء والتوسع فى طاعة الله وفى الإحسان إلى الوالدين، ومقابلة الآخرين بوجه طليق وكلام ليِّن، وكذلك المعاونة على البِرِّ والتَّقوى، أى الاتصاف بجميل الخصال على الوجه الذى يُقتدى بك فيه، ومن أشكال البر أيضًا حسن الخلق، والإنصاف فى المعاملة والعدل فى الأحكام والبذل فى العطاء. وقيل إنه لا يزيد فى العمر إلا البر..
 حول شرح وتوضيح معنى البر، وكيف يتحقق ونكون من الأبرار، يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: البر أعلى درجات الخير، يعنى الحصول على درجة ممتاز فيما يعمله المسلمون فى صلاتهم وزكاتهم وصدقاتهم وأعمالهم الموظفين فيها وأعمالهم غير الموظفين فيها، إذا وصل الإنسان إلى درجة البر معناها أنه حصل على تقدير ممتاز فيما يعمل، ومن حصل على تقدير ممتاز فيما يعمل، كان له من الأجر ما يساوى امتيازين، لأن الله يضاعف الحسنات. وقد وعد ربنا عباده بنيل البر على شرط، فقال تعالى فى سورة آل عمران: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ». ولأنه يعلم سبحانه وتعالى بأن عباده جميعًا لن ينفقوا مما يحبون، أكمل الآية بقوله: «وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»، أى سواء أنفقت مما تحب أو أنفقت مما لا تحب، فأنت مأجور عليه، ولكن الأجر يختلف من البر إلى غيره فإذا كنت تطمع فى البر فأنفق مما تحب. شاهد الناس ابن عمر رضى الله عنهما يتصدق بالسكر، فتعجبوا، فقالوا له: أيتصدق أحد بالسكر؟، قال: إنى أحبه والله تعالى يقول: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون».
 ومن أسماء الله تبارك وتعالى «البر»، جاء فى سورة الطور: «إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ»، والبر هو الذى يبر عباده، وسمى الإحسان إلى الوالدين برا، فقالوا بر الوالدين لحاجتهما إلى البر والخير والإحسان والرفق فى التعامل والعطاء والدواء، إلى آخر ما هو منصوص فى بابه، وأهل البر أبرار، والأبرار يقول الله تبارك وتعالى فيهم: «إِنَّ الأبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ».
حافظ محمدى