«المعروف» و «الإخلاص».. تفسير ومعاني

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

صفتان هامتان إذا تحلى بهما شخص كان له أجر كبير وهما «المعروف» و«الإخلاص» يقول د. مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف عن المعروف: المعروف باب واسع والذى وسعه رسول الله  حيث قال: المعروف كله صدقة، وفى حديث آخر يبين لنا صلى الله عليه وسلم جوانب من المعروف منه الصدقة ومنه أن تصنع لأخرق أى عاجز عن الصناعة وفى هذا يروى السهيلى فى الروض الأنف أن النبى صلى الله عليه وسلم وجد شابا يسلخ شاة ولا يجيد سلخها فقال له - تنحى أوريك فتنحى الشاب فسلخها صلى الله عليه وسلم معلما إياه كيف يسلخ الشاة إذا ذبحها.

اقر أ أيضاً | خواطر الشيخ محمد متولى الشعراوى.. موقف أم سلمة في صلح الحديبية

ومن المعروف الوارد فى الحديث أن تلقى أخاك بوجه طلق إلى آخر ما جاء فى الحديث الشريف. والله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم يقول: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» وإجماع المفسرين على أن العرف هو المعروف أى أمر بالمعروف، ومن صفات هذه الأمة المحمدية الشريفة أنها جميعا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

وباستطاعة أى إنسان أن يأمر ولده أو أخاه أو زوجته بالمعروف والأساس فى النفقة الواجبة شرعا أن تكون بالمعروف، قال الله تعالى: «وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ». وحين أشتكت هند للنبى  شح زوجها قال لها خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف، فالمعروف كلمة شائعة فى كل أبواب الدين الذى نقول إذا لخصناه أنه دين يأمر بكل معروف وينهى عن كل منكر.

أما «الإخلاص» أساسها وأصل معناها اللبن، اللبن إذا خلص من مخالطته بالماء أو بغير الماء يعنى من الماشية إلى الإناء ومنه إلى أفواه الشاربين، فإذا خلط اللبن بعد حلبه بشيء من الماء لم يعد لبنا خالصا وإنما صار لبنا مشوها مغشوشا، وصلة هذا المعنى اللغوى بالشريعة الإسلامية تتمثل فى إخلاص العبادة لله.

والله تبارك وتعالى يقول فى مطلع سورة الزمر: «أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ» أى الذى لا تشوبه شائبة بدءا من الشرك الأعظم وعبادة مخلوق بجانب عبادة الله تبارك وتعالى والتعلق بغيبيات عن طريق العرافين والدجالين؛ لأن الغيب لله وحده، ومن مسوغات الاستجابة للدعاء أن يكون نابعا من قلب مخلص بالتوحيد، قال تعالى: «وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ».

وهذه النقطة من النقاط التى لم تأخذ حقها من النشر والإذاعة والشرح والتفصيل، فقبل أن تتطلع إلى إجابة السماء لدعائك أبحث فى قلبك عن الإخلاص لله تبارك وتعالى، فإن عرفت الله دون سواه وتوكلت عليه دون غيره ودعوته استجاب منك.