من بدر للعاشر من رمضان.. أعظم الانتصارات فى شهر الصيام

صورة موضوعية
صورة موضوعية

من يتصفح كتب التاريخ أو يقلب أوراقه يجد نفسه أمام صفحات مشرقة من التاريخ فى هذا الشهر من الأحداث والبطولات التى نعلمها والتى لا نعلمها التى تتسم بأحداث عظيمة على قدر فضل شهر رمضان نتعرف على أهم الفتوحات والغزوات فى هذا الشهر لعل من أبرزها:

غزوة بدر الكبرى

وقعت غزوة بدر فى شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، خرج المسلمون بقيادة النبى صلى الله عليه وسلم ليعترضوا قافلة لقريش آتية من بلاد الشام يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان علم بذلك فغير الطريق إلى الساحل، وهذا استفز أهل مكة فخرجوا لمحاربة المسلمين، والتقى الجمعان فى بدر فى السابع عشر من رمضان ونصر الله عز وجل رسوله والمؤمنين، رغم قلة عددهم وعدتهم ، وخسرت قريش جزءاً من مكانتها وأخذت تعد للثأر والانتقام، وسميت بغزوة الفرقان لأن فى هذه الغزوة فرق بين الحق والباطل وأعز هذه الأمة فى هذه المعركة فى هذا الشهر الكريم، رغم قلة عددهم فأصبح المسلمون بعد غزوة بدر قوة خارقة يهابها الأعداء ولا يتجرءون عليها.
 

فتح مكة 

ومن الفتوحات العظمى التى تمت فى شهر رمضان فتح مكة فى السنة الثامنة من الهجرة، وتحقق أكبر فتح للمسلمين فبعد أن نقضت قريش الصلح الذى عقدته مع المسلمين فى الحديبية وأعد الرسول صلى الله عليه وسلم العهد فى سرية تامه وقالوا قولتهم الشهيرة بعد ان قذف الرعب فى قلوبهم.

وقال الرسول لهم بعد أن تجمعوا وارتبكوا :«يا معشر قريش ما ترون أنى فاعل بكم؟ قالوا: خيرا أخٌ كريم وابن أخٍ كريم»، قال:»فإنى أقول لكم كما قال يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء»وكان لهذا الفتح أثر كبير فى تاريخ البشرية، فقد قضى على عبادة الأوثان والأصنام فى مكة تماماً، وتسابقت الشعوب والقبائل إلى الدخول فى الإسلام، ووضع النبى صلى الله عليه وسلم الأسس الخالدة التى قامت عليها الفتوحات الإسلامية مثل : العفو والصفح عند المقدرة . 


اقرأ أيضاً | د. سامي هلال.. عميد كلية القرآن الكريم الأسبق: رمضان مدرسة لتربية النفس وخلاصها من أمراضها

معركة القادسية

كانت فى رمضان، سنة 15 للهجرة، بقيادة الصحابى سعد بن أبى وقاص، وهى من المعارك الفاصلة بين المسلمين والفرس، وقد عانى المسلمون فى هذه المعركة من الأفيال، ونفرت منها الخيل، ولكن القبائل العربية التى كانت حليفة لكسرى قبل إسلامها، انضمت لجيش المسلمين، ومنها قبيلة تميم، التى كان لها دور كبير فى وضع خطة لهزيمة الفيلة، بحكم خبرات أفرادها السابقة فى القتال بجوار الفرس فى السابق، فنجحت هذه الخطة فى هزيمة الفرس.

فتح بلاد النوبة

كان ذلك سنة 31 هجرية على يد عبد الله بن سعد بن أبى السرح لنشر الإسلام وتأمين حدود مصر الجنوبية، وقوبلت هذه الحملة بمقاومة عنيفة، ولم تستطع التوغل جنوباً، وبعد قتال عنيف استمر لعدة أشهر ومن الله على المسلمين بفتح تلك البلاد، وعقد معاهدة حسن الجوار عرفت باسم معاهدة البقط، وظلت هذه المعاهدة أساس التعامل لمدة ستة قرون حتى انتشرت القبائل العربية المسلمة فى بلاد النوبة وتصاهرت مع سكانها .

فتح الأندلس

هذا الفتح امتد غرباً إلى فتح بلاد الأندلس، التى تم فتحها سنة 92 هجرية، واستمر فيها الإسلام ثمانية قرون ، وحمل معه الخير إلى شتى بلاد أوروبا التى كانت تعيش فى عصور التخلف والجهل، فكانت بلاد الأندلس معبراً من معابر الحضارة الإسلامية إلى الغرب.

معركة عين جالوت

فى الخامس والعشرين من شهر رمضان الكريم، خرج سلطان مصر «سيف الدين قطز» من مصر وذلك لمواجهة المغول، وانتصر المسلمون انتصارا عظيما على عدوهم، وكانت من نتائج المعركة خروج المغول من بلاد الشام نهائيا. وكان ذلك عام 658 هجرية 1260 ميلادية.

موقعة حطين

معركة فاصلة بين المسلمين بقيادة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى والصليبين وقعت فى رمضان سنة 584 هجرية يوم السبت وقيل وقعت فى يوم 25 ربيع الثانى الموافق 4 يوليو 1187 ووقعت بالقرب بين الناصرة وطبرية وانتصر فيها المسلمون وأسفرت عن تحرير الأراضى التى احتلها الصليبيون.

ملحمة العبور
ومن المعارك التى وقعت فى رمضان ولها بصمة واضحة فى نفوس المصريين بصفة خاصة والشعوب العربية بصفة عامة وكانت نقطة جوهرية فى تغيير العديد من النظريات فى التاريخ المعاصر معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تواجه العدو المغتصب وتعيد العديد من الأراضى العربية التى احتلت فى 1967 ميلادية وتستعيدها مرة أخرى فى هذا الشهر العظيم وعبرت القوات المسلحة قناة السويس وهم صائمون فأبهروا العالم بقدراتهم القتالية على مواجهة ذلك العدو .

يجب على الأجيال المسلمة أن تستفيد من تلك المعارك التى حدثت فى شهر رمضان فبالصبر يستطيع كل شاب أن يحقق أهدافه التى يسعى إليها مثلما فعل النبى (صلى الله عليه وسلم)، وكان الغرض من تلك الفتوحات نشر الإسلام واللغة العربية، لم ينتشر الإسلام بحد السيف كما يقول المستشرقون، فعندما أراد المسلمون فتح بلاد النوبة أو الأندلس التى فتحوها فى رمضان كانوا يعرضون على أهلها الإسلام فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالقتال، ولم تكن الفتوحات الإسلامية غزوات استعمارية لنهب مقدرات الشعوب وخيراتها، بل كانت الفتوحات رحمة مهداة للبشرية فالنبى صلى الله عليه وسلم عندما أراد فتح مكة لم يغزها أو ينتقم من أهلها فقال لهم : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وكان للمرأة دور فى الفتوحات والمعارك الإسلامية التى وقعت فى رمضان، فقامت فى غزوة بدر بالعديد من المهام مثل تقديم الطعام والماء إلى الجنود، مثل السيدة عائشة ونسيبة بنت كعب وغيرهما من النساء التى كانت لهن مجهود حربى فى الفتوحات الرمضانية، وأيضاً كان للعلماء دور مؤثر فى المعارك الفاصلة فى شهر رمضان فالأمة الإسلامية أمة عز وكبرياء لا يستطيع أحد أن يقضى عليها هذه ولن تركع أمة قائدها سيدنا محمد بن عبد الله.