تفسير ومعاني| «العدل»

الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

يوضح الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف معنى «العدل» على نهج الإسلام كما طبقه النبى صلى الله عليه وسلم والتابعين فيقول: حكت كتب السيرة أن أحد الناس جاء النبى  وقال له اقرأ عليّ شيئا مما أنزل عليك، فقال صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» فقال أعد عليّ يا محمد فقرأ النبى - صلى الله عليه وسلم - عليه هذه الآية من سورة النحل مرة أخرى فأسلم، وهذا ذكرته فى كتابى «الإسلام كما عرفه الصحابة» عرف الصحابة الإسلام مبادىْ عليا ولم يعرفوه جزيئات فقهية، عرف الصحابة الإسلام على أنه دعوة إلى العدل والإحسان وصلة الرحم وإكرام الجيران والوفاء بالعهود والعقود والأمانة والصدق؛ الأمور التى تبنى المسلمين وتقيم حياتهم وتجلب لهم رحمة ربهم. الله تبارك وتعالى هو العدل ولا نقول الله عادل لأن الاشتقاق ينقص من قيمة المصدر، فالله هو العدل نفسه ويأمر بالعدل ويحكم بالعدل والإحسان والتجاوز والفضل. ومن طرائف ما قرأت أن قوما وجدوا نواة لتمرة منذ زمن بعيد وكان شكل النواة ضخما فخما غير معهود فتعجبوا لكونها مختلفة عن كل نواة لدينا وتستطيع ان تشبهها بكوز الذرة ولاحظ أحدهم سطرا كتب على تلك النواة هذا السطر يقول: كان هذا البلح فى زمن يعيش الناس فيه بالعدل، فلو عدل الناس لرزقهم الله من حيث لا يحتسبون وبارك لهم فى رزقهم، العدل كما يقول فى الحكم القضائى يكون فى إجابة السائل ويكون فى العدل بين الأولاد ويكون فيما يتجاوز الأحكام، أنت مأمور أن تحكم بالعدل، والظلم كما ورد فى الحديث ظلمات يوم القيامة، والله تعالى يقول فى الحديث القدسي: «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى فلا تظالموا» ومن إجابة الدعاء المجمع عليه إجابة دعوة المظلوم، يقول لها الله لأنصرنك ولو بعد حين ويقول النبى :«اتقوا دعوة المظلوم» لأن المظلوم إذا دعا عليك ربما نسى مع الأيام لكن الله تبارك وتعالى لا ينسى، قال عز من قائل فى سورة مريم: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا»، فالمظلوم دعا دعوة وانصرف ونسيها مع مر السنين لكنه دعا من لا تأخذه سنة ولا نوم ولا ينسى أبدا وانتقامه شديد وبطشه شديد وعذابه أليم، قال تعالى فى سورة الحجر: «نبِّئ عبادِى أنّى أنا الغَفُورُ الرَّحيمُ وأنَّ عَذَابِى هُوَ العَذَابُ الألِيمُ».
حافظ محمدى