الألعاب النارية .. البداية هزار وتسلية والنهاية مأساة

الصواريخ والألعاب النارية
الصواريخ والألعاب النارية

محمود‭ ‬صالح‭ - ‬محمد‭ ‬عوف‭ ‬

  مع حلول شهر رمضان الكريم، تنتشر ظاهرة الصواريخ والألعاب النارية في الشوارع ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم؛ حيث تشهد الشوارع والميادين إطلاق  الأطفال والشباب الألعاب النارية التي تباع على الأرصفة وفى المحال التجارية وبشكل عشوائي؛ مما يتسبب في حدوث فزع للمارة وأحيانا تتسبب هذه الألعاب في إصابة مستخدميها بإصابات بالغة ومنها ما يُعرف باسم «البازوكا»، وهى عبارة عن ماسورة بلاستيكية وعبوة مياه غازية فارغة ومجموعة من الحجارة المخلوطة بالكربون يتم وضع الحجارة داخل الماسورة ورجها ثم إشعالها، مما ينتج عنه صوت انفجار شديد يشبه صوت الرصاص، فضلاً عن تعرض الأطفال للإصابة كما حدث مع أحد الأطفال في مدينة طنطا والذي أصيب في وجهه وعينيه جراء تعرضه لانفجار ألعاب نارية «صواريخ» أثناء لهوه مع أقرانه في أحد الشوارع بمدينة طنطا ابتهاجًا بشهر رمضان، بتكرر الأمر في محافظات أخرى بالفيوم وقنا.

تبدأ تفاصيل الواقعة عندما كان الطفل عمر أحمد البالغ من العمر 10 سنوات يقف وسط أطفال المنطقة في أحد شوارع مدينة طنطا يلهو معهم عقب الإفطار،اشترى صاروخ يسمى «بازوكا» للهو به والاستمتاع بإشعاله وصوت المفرقعات الذي يحدثه لكنه لم يتمكن من قذفه بعيداً؛ فقد انفجر في يده ولشدته أصيب الطفل في يده ووجهه وعينيه، ظل يصرخ مستغيثًا لإنقاذه، وعلى الفور نقل إلى مستشفى الرمد بطنطا لتقديم العلاج اللازم، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه قد أصيب بحروق شديدة في الوجه والعين نتيجة انفجار مادة ديناميت أثناء لهوه بألعاب نارية، وقام الأطباء بالمستشفى بالتدخل السريع لعلاجه وإنقاذ عينه.

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى فقد سبقتها واقعة اخرى ولم تتعظ الأسر الذين يرون أبناءهم يشترون هذه الألعاب معرضين حياتهم والآخرين للخطر ولم يحركوا ساكنًا؛ فقد أصيب طفل صغير بإصابات بالغة جراء تعرضه لانفجار ألعاب نارية في يده أثناء لهوه بها مما أسفر عن بتر أحد أصابعه، وتم نقله للمستشفى بالعامرية بمركز المحلة؛ تبين أن الطفل ويدعى مالك يبلغ من العمر 10 سنوات، مصابًاً بحروق شديدة في يده نتيجة انفجار مادة ديناميت أثناء لهوه بألعاب نارية، واضطر الفريق الطبي بالمستشفى تحت إشراف الدكتور خالد البشبيشى لبتر أحد الأصابع باليد اليسرى للطفل وإنقاذ حياته.

ومن جهتها أصدرت الوحدة المحلية بالجابرية بمركز المحلة تحذيرًا، ناشدت فيه الأهالي وأصحاب المحلات والمكتبات بعدم بيع المفرقعات والألعاب النارية التي تحتوي على مواد خطرة تؤثر على صحة الأشخاص خاصة الأطفال وتؤدي إلى عواقب وخيمة للأطفال فضلاً عن إزعاج لكبار السن والمرضى.

تحذيرات السوشيال ميديا

ومن محافظة الغربية الى محافظة الفيوم؛ عندما أصيب طفل في العقد الأول من العمر، بجرح قطعي في يده وتهتك أوردة اليد بسبب، انفجار «صاروخ» ألعاب نارية في يده، أثناء اللهو واللعب في الشارع ابتهاجًا بشهر رمضان، وذلك بعد ساعات قليلة من إصابة طفلة في عينها اليسرى بسبب انفجار صاروخ، ونقلت أسرة الطفل، ابنهم المصاب إلى المستشفى لتقديم العلاج اللازم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة؛ تبين إصابة الطفل ويدعى محمود علي، بتهتك في الأوردة وقطع في كف يده، وذلك بعد انفجار ألعاب نارية «صواريخ» في يده، أثناء قيامه باللهو واللعب بالألعاب النارية رفقة أقرانه من نفس العمر، في أحد الشوارع قرب منزله بقرية قصر الباسل، وفي قرية دار السلام التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، أصيبت طفلة تدعى مريم 9 سنوات، بنزيف دموي في العين اليسرى، وحرق في الجفن، إثر انفجار صاروخ ألعاب نارية في عينها، وتم نقلها للمستشفى لتقديم العلاج اللازم.

كما تسببت الألعاب النارية في اشتعال النيران في دراجة نارية بعد أن أشعل مجموعة من الصبية النيران في سلك المواعين وقذفه على بعضهم وانتقلت النيران للدراجة النارية واشتعلت النيران فيها وتدخل الأهالي للسيطرة على الحريق. 

 وشهدت منصات وصفحات التواصل الاجتماعي، تحذيرات للأهالي خاصة الأطفال، من الإقدام على شراء مثل هذه الألعاب النارية لما تحدثه من أضرار بصحة أولادنا، كما ناشد الأهالي بمحافظة قنا أصحاب المحلات والمكتبات بعدم بيع المفرقعات والألعاب النارية التي تحتوي على مواد خطرة تؤثر على صحة الأشخاص خاصة الأطفال وتؤدي إلى عواقب وخيمة بهم فضلاً عن إزعاج لكبار السن والمرضى.

«دار الإفتاء»

وقد اختلف أهل العلم المعاصرين في حكم استعمال الألعاب والمفرقعات النارية في المناسبات المباحة، فمنهم من ذهب إلى المنع مطلقًا، وهم جمهور العلماء ومنهم من أجازها بشروطٍ معينة بحيث لا يستخدمها الأطفال، وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى سابقة بحرمة مثل هذه الألعاب وذلك لأنها ضياع للمال، وضياع المال محرمة، لنهي النبي -ﷺ- عن ذلك وأن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق، وهي حية لم تُطفأ.

يقول الشيخ عبد الحميد الزغبي الإمام والخطيب بأوقاف الغربية؛ إن ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية التي انتشرت في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، فإن بيعها وشراءها من قبل الأطفال ما زال منتشرًا بلا رقيب، وخاصة في شهر رمضان وأيام الأعياد.

أضاف؛ أن مشكلة الألعاب النارية هي مشكلة مجتمعية وليست مشكلة أفراد، لذلك فإن علاج هذه المشكلة ومواجهتها يتطلب تضافر الجهود الفردية، والجماعية علي المستويين الرسمي والتطوعي وللوصول إلى نتائج إيجابية، فيجب التركيز علي الأسباب الجوهرية للمشكلة والابتعاد تمامًا عن التركيز علي الأعراض المصاحبة للمشكلة، عند التدخل لعلاجها، ويجب الأخذ في الاعتبار أن علاج المشكلة لن يكون بين عشيةٍ، وضحاها، وإنما قد يستغرق زمنًا طويلًا.

 وفي هذ الإطار يمكن اقتراح بعض الحلول لعلاج هذه المشكلة؛ منها التنشئة الاجتماعية السليمة في الأسرة والتقويم المستمر لسلوكيات الأبناء، مع محاسبتهم علي المصروف اليومي وماذا فعلوا به، والعمل علي غرس القيم والتعاليم الإسلامية خاصة التي تساعد النشء على التعامل مع الآخرين بصورة يرضي عنها الله وخاصة التي تتعلق بحق المسلم علي أخيه المسلم، وحق الجيران، وحق الطريق، و تفعيل قاعدة لا ضرر ولا ضرار وربطها بما تسببه الألعاب النارية من أضرار.

السجن المؤبد

ويُجرم قانون العقوبات حيازة واستخدام الألعاب النارية؛ حيث إن العقوبة تصل للسجن المؤبد أو المشدد، والمشرع اعتبرها من جرائم حيازة المفرقعات، والخبراء يؤكدون أن ربحها يُعادل تجارة المخدرات، ومنذ عدة أيام تمكنت الأجهزة الأمنية في القاهرة والجيزة من ضبط شخصين أحدهما بمحافظة القاهرة وبحوزته أكثر من مليون قطعة ألعاب نارية «مختلفة الأحجام»، بينما الآخر في نطاق الجيزة وبحوزته 400 ألف قطعة ألعاب نارية، ليصبح مجموع المضبوطات مليونا و400 ألف قطعة، وذلك استعدادًا للإتجار بها وبيعها بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

وتبذل الأجهزة الأمنية خلال تلك الفترة جهودًا كبيرة في سبيل مكافحة جرائم حيازة واستخدام الألعاب النارية، أو الاتجار بها، وذلك لما تسببه هذه الألعاب والصواريخ من مخاطر كبيرة، وتشن الأجهزة الأمنية حملات أمنية ضبطت خلالها كميات كبيرة من الألعاب النارية، حيث تنتشر في مثل هذه المناسبات والأعياد بشكل كبير في الأسواق الألعاب النارية.    

اقرأ  أيضا : محافظ الغربية: ضبط 5057 صاروخ العاب نارية ولا تهاون مع ظاهرة بيع وتداول الألعاب النارية

;