عن عتبات البهجة| إبراهيم عبدالمجيد: لا يجب أن نقرأ الفن باعتباره أخلاقا

يحيى الفخرانى وصلاح عبدالله فى مشهد من «عتبات البهجة»
يحيى الفخرانى وصلاح عبدالله فى مشهد من «عتبات البهجة»

حوار: عاطف سليمان

للأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد يتابع الجمهور العربى المسلسل الجديد «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية له بذات العنوان وبطل «عتبات البهجة» رجل جاوز الستين من عمره، (يحيى الفخراني) يتأمل ما مضى من حياته ومشواره الكبير يحاور نفسه ويسأل صديق عمره القريب منه فى السن. لماذا كلما اقتربت منَّا البهجة ابتعدت عنَّا؟ وهو ما يجعل صديقه  صلاح عبدالله يقول له إن الوقوف على عتبات البهجة خير من الدخول إلى البهجة نفسها؛ لأنك إن دخلت إليها قتلتك وأهلكتك. هكذا، وعبر سرد حميم ومشوِّق، سيصحب القارئ هذا الرجل الخمسينى فى رحلته بحثا عن البهجة.

ويتساءل الراوي- عبر فصول الرواية التى استهلَّ كل واحد منها بسؤالين يبدآن بكيف، ولماذا؟- عن أمور يعرف أنه لن يجد لها إجابة؛ فضياع البهجة أو افتقادها قد يحدث مرة أو اثنتيْن فى المجتمع ويمضي، لكننا فى بلادنا هذه كلما صادفتنا البهجة، ضاعت منّا ولا تعود، ويكون علينا دائما وفى كل مرة أن نبحث عنها من جديد! وهذا ما سنراه عبر حلقات المسلسل الذى  كتب له السيناريو مدحت العدل ويخرجه مجدى أبو عميره وحول هذه التجربة يتحدث إبراهيم عبد المجيد فى السطور التالية.

فى البداية لماذا ابتعدت عن كتابة السيناريو بعدما كتبت سيناريو روايتك الشهيرة «لا أحد ينام فى الاسكندرية»؟

فى (لا أحد ينام فى الاسكندرية) كتبت السيناريو وقام المخرج وكاتب آخر بتغيير الكلام و(مزعلتش منهم) ولكننى قررت عدم تكرار التجربة أما فى عتبات البهجة أكيد مدحت العدل سيغير فيها ولن أتدخل فى ذلك ولم أشترط عليهم شيئا فى الرواية لأننى أعلم أن هناك تفاصيل فى الرواية لن تظهر فى المسلسل لأننى أدرك أنها لا تصلح رقابيا لمشاهدى الدراما وهذا شيء طبيعي، منها مثلا فصل عن شخصية تموت كل أسبوع. وتفاصيل أخرى.

وأضاف أن الرواية لى ولكم العمل الفنى سينما أو تليفزيون صورة ولقطة تعبر باختصار وإيجاز فبالرواية أنت حر فيها فأنت ككاتب حر تكسر التابوهات وإذا لم تنشر روايتك فى بلدك ممكن تنشرها فى أى بلد ولك مطلق الحرية فيما تطرحه فى الرواية ولكن فى الفيلم أنت مش حر وفيه رقابة. لكن الكتاب ليس عليه رقابة كان زمان فيه رقابة أيام الرئيس جمال عبدالناصر لكن أيام الرئيس السادات تم إلغاء الرقابة. وقد عانيت فى أول رواية كتبتها فى منتصف الستينيات «فى الصيف السابع والستين »ولم  أستطع نشرها إلا بعد بـ 10 سنوات  بعد أن صدر قرار بإلغاء الرقابة على الكتب.

إذا ما هو رأيك فى قضية ارتباط الفن بالأخلاق؟

لا يجب أن نقرأ الفن باعتباره أخلاقا.. الفن لما ينزل السوق يصبح سلعة

فيه منه التفاح وفيه منه الحرنكش اللى يعجبك اقرأه واللى ما يعجبكش لا تقرأه فيمكن حتى أن تقطع الرواية  فـأنت كقارئ حر إنما السينما أوالتلفزيون عليها رقابة وهنا لا بد وأن نلتزم.

ما رأيك فى فريق عمل المسلسل؟

أنا سعيد جدا أن الفخرانى هو بطل روايتى وأن مجدى أبوعميرة هو مخرجها.

كيف ترى دور الرواية فى الارتقاء بمستوى الدراما؟

السينما والمسلسلات هبطت لأنها بعدت عن الروايات وأصبحت تتناول العشوائيات. وما شابه ذلك وموضوعات سخيفة للاسف الشديد أين مسلسلاتنا التى كانت مأخوذة عن الروايات وحققت نجاحًا كبيرا.