تفسير ومعانى| « الرحمة»

الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

حديث اليوم الذى يقدمه الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف عن الرحمة وكيف نكون رحماء حيث يقول: الرحمة من صفات المولى عز وجل ومن افتتاح الكتاب الكريم ببسم الله الرحمن الرحيم، وقد اختلف العلماء فيها هل هى آية من فاتحة الكتاب أم انها للتبرك من الفاتحة وفى غيرها؟ وأكثر العلماء على أن البسملة آية من فاتحة الكتاب والخلاف إنما هو فى الإسرار بها أو الجهر بها فى الصلاة، غاية هذا الحديث أن البداية عندنا بالرحمن الرحيم، وفى الحديث الشريف من لم يرحم لم يرحم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم أرحموا ترحموا، والرحماء يحبهم الرحمن الرحيم، ولدينا قاعدة عامة فى الدين لم تتخلف تقول: الجزاء من جنس العمل، والرحمة صفة قلبية لا تنزع بدليل حديث البخارى وغيره أن رجلًا من الصحابة هو الأقرع بن قيس أسلم عام الفتح وذهب لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم فوجده يقبل الحسن والحسين، فقال: أوتقبلون صبيانكم؟ فقال صلى الله عليه وسلم نعم، قال: والله إن لى عشرة من الأبناء ما قبلت واحدًا منهم، فماذا رد عليه صلى الله عليه وسلم قال له: وهل أملك وقد انتزعت الرحمة من قلبك، فإذا كان عدم تقبيل الصبى دليل على انتزاع الرحمة من قلب من لم يقبله فما بالنا بمن يقتله وما بالنا بمن يحرقه وما بالنا بمن ييتمه وبمن يقسوا عليه ويضربه، ودروس الفقه الغائبة فى هذا المضمار هو أن الصبى والصبية لا يؤمران بالصلاة إلا عند بلوغ سبع سنوات وألوف الأسر ممن يزعمون أنهم مسلمون موحدون ثابتون عالمون يضربون أطفالهم فى عمر السنة والسنتين على الصلاة تحت حجة أنهم يتعودون ولا عادة أقل من سبع سنين فإذا بلغ عشرة ضربه ضربًا غير مبرح لأن اللعب بإجماع الفقهاء يصرفه عن الصلاة ولابد أن يرحمه والداه وأهله ويأخذوه بالرفق والرحمة، وهناك أياد رحيمة وقلوب رحيمة لكنها مع وجوه عابسة، فقبل أن ترحم بيدك أرحم بوجهك وعليك ان تلقى الناس بوجه طلق وعليك أن تعطى المسكين والمحتاج وذوى العاهات وكل من هو فى حاجة إليك بابتسامة لكن بعض الغافلين يظن انه متى أعطى بيده لا شأن لوجهه أو لحسن معاملته وهذا خطأ بدليل المعهود عن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم أنه ما رؤى إلا مبتسمًا سواء أعطى أو لم يعط فالابتسامة أولى مراحل الرحمة.