تفسير ومعانى| «الثبات»

الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف

حافظ محمدى

فى هذا الباب نقدم لك عزيزى القارئ تفسيرا ومعانى لصفات جاء ذكرها فى كتاب الله يقدم هذا الشرح والتفسير لها وعلى مدار شهر رمضان الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف.

يوضح الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف معنى «الثبات» وكيف يتحقق فى حياتنا فيقول: الثبات يقابلة فى اللغة الانحراف والتزعزع، والانحراف قد يكون انحرافا بالمنهج، فنجد أمة ممن هداهم الله وحسبناهم على ديننا انحرفوا وغيروا معتقداتهم لأنهم لم يعرفوا قيمة الثبات، والثبات يتمثل فى قصة محمد بن مسيلمة الذى وعد النبى صلى الله عليه وسلم بعمل، فلما ذهب إلى بيته سأل نفسه هل ستؤدى ما وعدت به رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وأدى به هذا الفكر إلى أن يمتنع عن الطعام والشراب 3 أيام حتى ذهب جمع من الصحابة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وحكوا له أن محمدا لا يأكل ولا يشرب من ثلاثة أيام، فهم صلى الله عليه وسلم بالذهاب إليه، وقابلة فى بيته، فقال مالك لا تأكل ولا تشرب يا محمد؟ قال يا رسول الله وعدتك وعدا لا أدرى أموفيه أم لا؟ فقال له صلى الله عليه وسلم عليك الجهد..

كلمة مكونة من مبتدأ وخبر مقدم أى الجهد عليك، تبذل الجهد ولكن ليس لك بعد هذا البذل من تطلع إلى تحقيق نتائج، إن أراد الله كان وإن لم يرد لم يكن، وتركه صلى الله عليه وسلم ثابتا على هذه القاعدة التى نحن فى حاجة إليها عليك الجهد، لأن الأمور مختلطة ببعضها فالذى يبذل قصارى جهده ولا يحصل ثمرة يشك فى خالقه فيفكر وما عليه إلا أن يبذل قصارى جهده مخلصا ثابتا لا يتزحزح قيد أنملة عن ثباته بأن الله فعال لما يريد، وإن الأمر قد يعد له عدته ولم يحصل منه نتيجة، وأنه قد يبذل أقل من جهده ويحصل على نتائج باهرة وأنه قد يبذل جهدا ضئيلا منحرفا فى باب المعايير ويحصل الشيء الكثير، أمور مختلفة يقتضى قرائتنا لها يقيننا بأن الله عز وجل هو مالك الأمر وإليه يرد الأمر كله، وهو القائل فى أكثر من آية «وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ» فى هذا السياق يقول تعالي»وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» وفى هذا السياق يقول فى آية الشورى «وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِى الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ»، القدير الذى يقدر الأمور شاءت إرادته بمقتضى علمه أن يكون القليل خير لبعض عبادة.