حكايات| «ذبح الحمير» في العالم من أجل تعزيز الخصوبة

حيوان الحمار
حيوان الحمار

كتب :عطا أبو رية
"الحمار".. أصبح ذلك الحيوان الذي يجر عربات الكارو، ويحمل الفلاح لأرضه الزراعية، ورمزا للبدائية، بين عشية وضحاها، هدف الأسواق العالمية، ليس لذلك الغرض، بل توسع الأمر إلى جلودها، التي تدخل في صناعات مختلفة، كانت للصين الدور الأبرز في تلك القصة.

وتحتاج الصين إلى أكثر من 10 ملايين حمار سنويا، لكى تنتج 5 آلاف من مادة مادة الـ"إيجياو"، لتلبية متطلبات سوقها المقدر قيمته بملايين الدولارات، في حين يقتصر العرض العالمي على 1.8 مليون.

اقرأ أيضاً | حكايات| أحياء مصر تبتسم بـ«زينة رمضان»

وقالت منظمة "دونكي سانكشواري" البريطانية فى عام 2022، إن الصين تشكل السوق الاستهلاكية الأبرز لمادة الـ"إيجياو" بسبب مزاعم باحتواء جلودها على مادة ذات خصائص علاجية، وفق الطب التقليدي الصيني.

ويقدر تعداد الحمير في العالم أكثر من 44 مليونا، لكن أعدادها شهدت انخفاضا ملحوظا خلال الفترة الأخير بسبب الطلب الصيني الكبير على مادة الـ"إيجياو"، وهى دائما تجد ضالتها فى الحمير الموجودة فى الدول الأفريقية، مثلما تفعل بعاج الأفيال الأفريقية.

و ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن آلاف الحمير تسرق سنويا من أفريقيا لسلخها واستخراج مستحضر الإيجياو من جلودها، ما تسبب في ارتفاع قيمتها السوقية، مشيرا إلى وقوع حوادث سرقة عديدة للحمير، وخاصة في كينيا، إذ تعتبر هي المركز الأساسي لتجارة جلود الحمير في أفريقيا، وفق منظمة "بروك للأحصنة والحمير" الدولية.



ورغم عدم ثبوت خصائص الإيجياو العلاجية علميا، فإن الطب التقليدي الصيني يعتبرها بمثابة "علاج سحري" يتمتع بخصائص مشابهة لتلك المنسوبة إلى قرون وحيد القرن، ومن أبرزها تحسين الدورة الدموية وإبطاء الشيخوخة وتحفيز الرغبة الجنسية وزيادة الخصوبة، حيث يتم غلي جلود الحمير لاستخراج الجيلاتين، الذي يتحول إلى مسحوق أو حبوب أو سائل، أو يضاف إلى الطعام.

 وتُقدَّم هذه المادة على شكل مشروب أو مع المكسرات كفاتح للشهية، وبينما كانت تُخصص في الماضي للأباطرة يتزايد الطلب عليها حاليا من الطبقة الوسطى في الصين ، وذكر تقرير أن "إيجياو" علاج مستخدم من آلاف السنوات، ويُعتقد أنه له فوائد صحية، ويعزز الخصوبة والجمال، حتى أصبح سلعة مهمة للنخبة الأنثوية.