مدير تطوير الأعمال في «سيتا»: مصر تمثل ثقلًا سياسيًا إقليميًا وعالميًا

أدونيس سكر خلال حديثه مع «الأخبار»
أدونيس سكر خلال حديثه مع «الأخبار»

يسافر الكثيرون يوميًا إلى وجهات مختلفة حول العالم، ويمرون بإجراءات تسجيل الدخول وتسليم الأمتعة والمرور عبر البوابات المختلفة وصولاً إلى سلم الطائرة، ومنها إلى وجهة الوصول إلا ما يخفى عليهم من المجهود الكبير خلف هذه الإجراءات التى تبدو بسيطة لمن يراها من الخارج، لكن خلف كل هذه الإجراءات الكثير من العمل، والكثير من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى تؤمِّن كل هذه البيانات، وتسمح بتبادلها فى أمان الجهات المعنية فى مطارات العالم، وهذا هو جزء من الدور الذى تلعبه شركة «سيتا» المتخصصة فى خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقطاع النقل الجوى، من لحظة حجز التذكرة وحتى صعود الراكب إلى الطائرة مع حقائبه، ومن داخل مؤتمر إفريقيا للمطارات كان لجريدة «الأخبار» هذا الحوار مع أدونيس سكر، مدير تطوير الأعمال فى الشرق الأوسط وإفريقيا فى شركة «سيتا»، والذى سوف يطلعنا على كل ما يخص دور التكنولوجيا والاستثمار فى قطاع الطيران بالسوق المصرى، والرؤية التى سوف يتم تقديمها للمسافرين من القاهرة خلال الشهور القادمة.

 ما رأيكم فى استضافة مصر لمؤتمر المطارات الإفريقية؟
يعد تنظيم المؤتمر الإفريقى للمطارات فى القاهرة قرارًا استراتيجيًا بامتياز، خصوصًا مع ما تمثله مصر من ثقل سياسى وموقع جغرافى واستراتيجى متميز إقليميًا وعالميًا. ويعتبر مطار القاهرة الدولى المطار الأول فى إفريقيا من ناحية أعداد المسافرين، وتوافر الخبرات المصرية وتنوع أماكن الاستثمار وشركات الطيران والمطارات، وهو ما يجعلها سوقا لكل الشركات العالمية التى تسعى للاستثمار والتعاون مع الحكومة المصرية ووزارة الطيران المدنى، وشركات الطيران والمطارات، وتعد مصر منصة ممتازة لعقد مثل هذه المؤتمرات العالمية، التى تناقش التحديات التى تواجهه صناعة الطيران، والمساهمة فى بحث الحلول سواء للقارة الإفريقية أو فى إيجاد حلول عالمية.

 كيف تقيم «سيتا» السوق المصرية وصناعة الطيران والتطورات الأخيرة فيها؟
تعتبر السوق المصرية من الأسواق الحيوية بامتياز، ونعمل فيها بالشراكة مع الحكومة المصرية، خصوصا فى مجال تكنولوجيا المعلومات ونقل البيانات، كما نعمل مع مطار القاهرة الدولى، والمطارات الداخلية، ولدينا عدد من المشاريع مع شركة مصر للطيران فى مجال الاتصالات، كما يعمل فريق من «سيتا» فى مكتب القاهرة فى مختلف المجالات الخاصة للدعم الفنى والاستثمار.

اقرأ أيضاً | «غرابيب» البحر.. حملات لمقاومة أسراب «السفاح الأسود» في البردويل

 ما طبيعة البرامج التى يتم تقديمها للحكومة المصرية وقطاع الطيران المدنى فى مصر؟
تعمل شركتنا على تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقطاع النقل الجوى مع أكثر من 2500 جهة فى 200 دولة، وبالاستفادة من الخبرة الواسعة وشبكة العلاقات العالمية، فإننا نساهم فى تزويد الحكومة المصرية، وشركة مصر للطيران، والمطارات المختلفة التى نعمل معها، ونقدم لهم كل ما يخص خدمات الأمن السيبرانى، وأمن المعلومات والاتصالات وتأمينها، ونعمل مع مصر للطيران على تأمين شبكة الاتصالات الخاصة بها سواء داخل مصر بمختلف المطارات أو فى مكاتبها الخارجية.

 كيف تقيمون قطاع الطيران المدنى فى الشرق الأوسط خاصة مع التقدم الكبير فى هذه الصناعة والمنافسة الكبيرة فى هذا المجال؟
تضم منطقة الشرق الأوسط معظم المطارات وشركات الطيران التى تحقق أرباحا عالمية والتقدم الذى تشهده المنطقة مذهل بشكل كبير والمنافسة كبيرة، وتنافس عواصم كبرى فى المنطقة عواصم عالمية فى صناعة الطيران المدنى خاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين وتطوير تجربة المسافر، خصوصًا من ناحية الاستثمارات التى يتم ضخها من قبل شركات الطيران المدنى فى الشرق الأوسط، وهى كبيرة إلى درجة أنها تقوم بنقل جزء من هذه الاستثمارات إلى السوق الإفريقى وهذا وضع لافت للنظر، كما نقوم بنقل الخبرات وأحدث التكنولوجيا التى فى الشرق الأوسط إلى مصر، ولدينا رؤية للتطوير فى السوق المصرى ننقلها إلى القطاعات العاملة فى هذا المجال.



ما الرؤية التى تقدمونها لتطوير العمل فى السوق المصرية؟
لقد قمنا بطرح مشروع «تصريح السفر الإلكترونى» لتطبيقه فى مصر، ويقوم على إمكانية حجز تذكرة الطيران من خلال الهاتف المحمول، وإتمام إجراءات السفر من خلال «الهوية الرقمية»، والتى تستخدم بصمة الوجه «البيومترية»، ليتم التعرف على المسافر، والتى تتضمن سلفًا بيانات جواز سفره، وكل البيانات المطلوبة للسفر، للحصول على بطاقة الصعود إلى الطائرة قبل التوجه إلى المطار، وفور وصوله إلى المطار للسفر يسمح له بالدخول دون التواصل الشخصى، وذلك من خلال كاميرات سوف ينظر لها الراكب لتقوم بتحديد «هويته»، وفتح البوابات له للعبور بعد تفتيشه أمنيا وتسليم حقائبه، ثم يتوجه إلى منطقة الجوازات، حيث ينظر للكاميرات مرة أخرى، لتسمح له بالصعود للطائرة دون التحدث مع أى مسئول، بالاعتماد فقط على بصمة الوجه «البيومترية»، ويتم العمل على هذه الرؤية مع مطار القاهرة وشركة مصر للطيران، ويمكن تطبيقها فى أقل من عام إذا توافرت المتطلبات اللازمة لأن التكنولوجيا المطلوبة لهذا المشروع موجودة وينتظر التطبيق، وهذه الرؤية يتم تطبيقها الآن فى مختلف مطارات العالم لأنه مشروع عالمى يتم العمل عليه بالتعاون مع الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا» تحت شعار «هوية رقمية واحدة».

وهذه الرؤية تسمح لمصر لتسهيل استضافة أية أحداث عالمية سواء كانت سياسية أو رياضية أو اجتماعية، حيث يسمح لكل من يشارك فى هذا الحدث بعبور البوابات من خلال الكاميرات دون اطلاع على أى وثائق ورقية، وذلك من خلال البصمة «البيومترية» أو «الهويّة الرقميّة» نفسها، وهذا ما تم تطبيقه خلال بطولة كأس العالم، كما تسمح هذه الهوية بإجراءات المسح الآمن المسبق لكل المشاركين فى الأحداث قبل وصولهم من الدول التى يعيشون فيها.

ما الدور الذى سيلعبه الذكاء الاصطناعى فى السنوات القادمة؟
يشهد مجال الذكاء الاصطناعى اهتمامًا متزايدًا من قبل شركات الطيران، حيث يعتبر من أكبر مجالات الاستثمار التكنولوجى فى السنوات الثلاث المقبلة إذ يستثمر نحو 73% من هذه الشركات فى البرامج الرئيسية، وتعمل حوالى ثلثا المطارات وشركات الطيران على جمع البيانات وتوحيدها، حيث تتطلع إلى استخدام حلول الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى للاستفادة من هذه البيانات وتوليد تحليلات دقيقة، خاصة بعد ظهور الذكاء الاصطناعى التوليدى.

وبحسب تقرير رؤى سيتا لتكنولوجيا المعلومات فى قطاع النقل الجوى لعام 2024، فإن الإحصائيات تشير إلى أن 97% من المطارات و82% من شركات الطيران تعتزم الاستثمار فى الذكاء الاصطناعى بحلول عام 2026، ويركز معظمها على استخدام البيانات لتحسين الكفاءة التشغيلية، وباستخدام الحلول المتقدمة فى مجالات تبادل البيانات والتحليلات، يمكن للمطارات وشركات الطيران تحسين الكفاءة وتبسيط العمليات، حيث تقدم حلولًا مثل الإدارة المتكاملة للمطارات وذكاء الأعمال لمعالجة أعداد الركاب، وتمكنهم من رؤية دقيقة خلال الوقت الفعلى لإدارة الأصول وتدفق الركاب، مما يساعد فى التعاون الفعّال بين الجهات المعنية لمواجهة أى اضطرابات بشكل سريع وفعّال.

كيف تعمل الشركة على تعزيز الأمن السيبرانى فى قطاع النقل الجوى؟
يعتبر الأمان السيبرانى من الركائز الرئيسية فى استراتيجية عمل الشركة، حيث تلتزم بتحقيق أعلى المعايير الأمنية واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية البيانات التى تُفوَّض بها. وتضع الشركة دائمًا جهودًا إضافية لتعزيز مستويات الحماية، وتعمل على تعزيز التعاون مع عملائها وجميع الجهات المعنية فى القطاع لمواجهة التحديات المشتركة.

وتكرس الشركة اهتمامًا خاصًا لضمان السلامة فى قطاع النقل الجوى، حيث تشمل هذه الجهود السعى لضمان السلامة المادية للمسافرين والبنية التحتية والمطارات، بالإضافة إلى تركيزها على أمان المعلومات. وتأتى هذه الجهود فى إطار الدور الكبير الذى تلعبه الشركة فى دعم البنية التحتية العالمية لقطاع الطيران، من خلال تقديم خدمات وحلول فى مجال أمان المعلومات والاتصالات.

كما تستمر «سيتا» فى تطوير برنامج تحسين الأمان المؤسسى الخاص بها، الذى يُعتبر نموذج تسليم متسقا، ويهدف هذا البرنامج إلى تحقيق تغيير مستمر فى حالة الأمان على مستوى المؤسسة، بهدف تقليل المخاطر من خلال تعزيز الشفافية وتعزيز القدرة على إدارة المخاطر الأمنية وتحسين نقاط الضعف.