«زهرة سبتمبر» قصيدة للشاعر الدكتور محمد حلمي حامد

الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد
الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد

حينَ اشتعلتْ

بالوَجدِ النـَّشوةُ

واشتمـَلـَتْ

بالصمتِ الذكرَى

خاصـَــرَ قلبَ الأرضِ

الزمنُ الطيـَّبُ

فانفـَلـَقـَتْ

عَن أولِ زهرة

 

حَدثهَا الفجْرُ

حديثَ الشوقِ الدافقْ

عن سِحرِ سَـناها

عن أحلامِ العطرِ العاشقْ

هَامتْ زَمناً فى كفـَّيهِ

فما اختالتْ

أو مالتْ نـحوَ شذاهَا

واثقةً

كانتْ تبتــسمُ لعينيهِ

وتنفـَلِتُ سَراباً وخدَاعا

هَامَ بها زمَنا للحلمِ

فشـَقَّ البحرَ

وناوَلهَا نـَفسَه

ناولهَا الأنداءَ

فمَا كانَ ليمْلِكَ إلاهَا

كانتْ أثرَى

من أن تقفَ

أمامَ الليلِ ضَريرَة

لكنَّ الريحَ الشِّريرَة

جاءتْ تتخبَّطُ

فى ألفِ ضَفيرَة

جَاءَتْ فوقَ جَوادِ الحُزنِ

ببعضِ رسَالة :

حُبـُّك للزَهرةِ

مَحْضُ ضَلالة

فاخلعْ ثوْبَكَ للبردِ العَاهرِ

واسقطْ تحتَ المطرِ

المَاجنْ

واتركْ للسيلِ الزهرةَ

واتركْ هذا الحلمَ الخَائنْ

راقصَتْ الريحُ

ذؤاباتِ الجَبلِ

وراقصتْ الآلامْ

رَكَعَ  الفَجْرُ على قدميهِ

احتضنَ الزهرةَ

واحتضنَ الأحلامْ

 

رفضَ الموتَ

تحدى السيلَ

اصطدمَ معَ الإعصارْ

لكنَّ الريحَ المجنونة

تَرَكَتْ قـُرصَاناً فى كلَّ سـَفينة

واقتلعَتْ أحلى الأزهَارْ .