عاجل

مؤتمر الدعوة: تضافر جهود المؤسسات الدينية لمواجهة التطرف

وكيل الأزهر خلال كلمته فى المؤتمر
وكيل الأزهر خلال كلمته فى المؤتمر

أوصى مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر والذى عقد بعنوان «نحو شراكة أزهرية فى صناعة وعى فكرى آمن» بضرورة التنسيق المتكامل بين مؤسسات الدولة الوطنية، دينية وغيرها؛ لإزالة صور التطرف والسلبية، وتأكيد السلم المجتمعي، وبث روح الأمل والتفاؤل فى نفوس الشباب، ودعم الأطر المشتركة بين مكونات المجتمع المصري.

وقال الدكتور صلاح الباجوري، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث، إن المؤتمر دعا لضرورة التعاون بين قطاعات الأزهر الشريف، ومنابره العلمية، ومؤسساته الشرعية؛ حرصا على تكامل الجهود، ووحدة الصف، وتعظيم الإفادة من موارد الأزهر المعرفية والعلمية والبشرية لصالح الأمة، فى مشارق الأرض ومغاربها.

وأوصى بالعمل على بناء داعية على قدر كبير من الوعى والثقافة، يمكنه من إدراك الواقع، وفهم أحداثه المتسارعة والجديدة، والقدرة على تحديد مشكلاته وقضاياه، وتقديم الحلول المناسبة لها.

وطالب المؤتمر بالانفتاح الفكرى والعلمي؛ والإلمام الواعى بقضايا الوطن، والأخطار المحيطة به، والتحديات التى تواجهه، والسعى الدءوب لخدمة خطط التنمية المستدامة، التى تضطلع بها الدولة، برؤية موحدة وجهود منسقة؛ تفعيلا لمشاركة الداعية فى بناء وطنه وخدمة أمته.

وأكد ضرورة متابعة ما يثيره أصحاب المذاهب الهدامة والجماعات المتطرفة، من دعاوى ومغالطات دينية وفكرية، والعمل الجاد على تفكيكها، والرد عليها؛ قياما بواجب البلاغ عن الله تعالى.

وطالب المؤتمر بتطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة فى الواقع، وتلبى حاجات الطلاب العلمية والنفسية، والجمع بين مناهج الفهم والتفكير، ومناهج الحفظ والتلقين؛ لتكون هذه المناهج حصنا منيعا أمام الأفكار المتطرفة والمناهج الهدامة.

وأوصى بالفهم المقاصدى للعلوم الإسلامية؛ الذى يرقى بالوعى الكامل بأهداف الإسلام وغاياته، ويعزز فى النفوس الإيمان عن قناعة ودراسة، بديلا عن إيمان التقليد والوراثة.

التوسع فى عقد الدورات التدريبية النوعية لطلاب الكلية، بالشراكة مع مجمع البحوث الإسلامية، وأكاديمية الأزهر العالمية، ووزارة الأوقاف، ومرصد الأزهر، وغيرها من المؤسسات؛ لتعزيز الشراكة، وتبادل الخبرات، بما يسهم فى زيادة الوعى الفكري، وتحقيق الأمن المجتمعي. وتفعيلا لما سبق قامت الكلية بتدشين (وحدة التوعية الفكرية) على هامش هذا المؤتمر؛ مساهمة منها فى إبراز الشراكة الأزهرية، وتأكيدها على أرض الواقع.

وبعد، فيسعدنى فى نهاية هذه التوصيات أن أعلن عن المؤتمر الرابع لكلية الدعوة الإسلامية، وعنوانه: (الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري: رؤية واقعية استشرافية).

وفى الختام نشكر الله -تعالى- على توفيقه لعقد هذا المؤتمر، الذى نرجو أن يكون حلقة وصل بين الهيئات الأزهرية. سائلين الله تعالى أن ينعم على مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان، وأن يكتب لأزهرنا الشريف دوام الرفعة والارتقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.