شمس التنمية تُشرق على الساحل الشمالى

«شعيب»: القيادة السياسية ستجعل الجزء الغربي من أهم المدن العالمية

اهتمام من القيادة السياسية لتنمية الساحل الشمالي الغربي
اهتمام من القيادة السياسية لتنمية الساحل الشمالي الغربي

تُعد قرية «رأس الحكمة»، التى تقع شرق مدينة مرسى مطروح، بنحو 70 كيلو متراً واحدة من أهم المناطق بالساحل الشمالى الغربي، والتى باتت أهم المقاصد السياحية بعد اهتمام القيادة السياسية بتنمية المنطقة بالكامل لتضاهى أهم المدن العالمية على ساحل البحر المتوسط.

وتنقسم قرية رأس الحكمة إلى 11 منطقة «البوابة الشرقية باب الشمس- التل الأبيض حى التصميم- مدينة القبائل- جزيرة الحكمة- وادى التين- الحى القديم- شاطئ السلاحف- الخليج- البوابة الغربية، ومن المخطط أن يتم بناؤها على الطابع المعمارى الحديث.

وأكد اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، فى تصريح خاص لـ «الأخبار» أن شمس التنمية تشرق من جديد غرب البلاد لاهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتلك المنطقة لوضعها على خريطة السياحة العالمية.

وأشار ألى أهمية تنفيذ مشروعات البنية الأساسية والمشروعات القومية التى تنفذ على أرض الساحل الشمالي الغربي، حيث تم الانتهاء من المرحلة الثانية من «حياة كريمة» بتطوير أكثر من ٢٣ قرية بمدن ومراكز المحافظة الثمانية بداية من مدينة الحمام شرقًا وحتى مدينة السلوم غربًا وواحه سيوة، كما يتم الانتهاء من تطوير طريق «سيوة-مرسى مطروح»، الذى كان يعرف بـ«طريق الموت» قديمًا ليصبح الآن علامة متميزة لأعمال تطوير الطرق بالمحافظة أكبر طريق خرساني غرب البلاد بطول ٣٠٠ كيلو متر.

ويعد الطريق الخرساني مخصص للشاحنات، وطريق أسفلتى آخر مخصص للسيارات، بما يخدم حركة الانتقال على الطريق بأمان، ويسهل من مهمة الشاحنات التى تنقل شحنات الملح من سيوة إلى المواني المختلف وذلك بالتوازى مع أعمال أخرى لتطوير طرق، مثل: «وادى النطرون-  العلمين»، و«الضبعة - روض الفرج».

وأضاف: «إننا سنكرر نموذج العلمين الجديدة بطول سواحل مطروح لنرى «رأس الحكمة» الجديدة كمدينة سياحية بيئية على «المتوسط».

وأشار إلى أن هناك نموذجًا جديدًا يجرى تنفيذه على أرض محافظة مطروح، على غرار مدينة العلمين الجديدة، وذلك من خلال أعمال إنشاء مدينة رأس الحكمة الجديدة، لتكون بمثابة مقصد سياحى عالمى يتماشى مع رؤية الدولة لتطوير منطقة الساحل الشمالى الغربى، والذى كان يضم فى بعض مواقعه سابقًا حقول ألغام، بينما أصبح الآن يحفل بنموذج متميز، وهو مدينة العلمين الجديدة، ورأس الحكمة الجديدة، كمدينة سياحية بيئية مستدامة على البحر المتوسط، تنافس مثيلاتها على المستوى العالمى.

وأوضح أن ميناء جرجوب البحرى بمحافظة مطروح يُعد من مشروعات الموانئ الواعدة بالبلاد، والجارى تنفيذها حاليًّا لزيادة فرص التجارة والاستثمار وفرص العمل، حيث إنه من المقرر إقامة منطقة لوجستية وصناعية وسكنية وزراعية فى محيط الميناء، بما يوفر 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وتابع أن هناك مشروعات زراعية عملاقة تنفذها الدولة على أرض محافظة مطروح، كمشروع الدلتا الجديدة ومستقبل مصر والريف المصرى الجديد، بهدف زيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى من مختلف المحاصيل، وهو ما ساعد على تحويل مساحات شاسعة من «صحراء مطروح» إلى جنة خضراء.

وحول تطوير واحة سيوة، لفت محافظ مطروح، إلى أنه كانت هناك مشكلات ضخمة كادت تعصف بواحة سيوة بمحافظة مطروح، بسبب تسرب مياه الصرف الزراعى والحفر العشوائى للآبار، بخلاف مشكلات الصرف الصحى المتراكمة، وهو ما كان يهدد زراعات النخيل والتمور التى تشتهر بها الواحة عالميًّا، لذلك تدخلت الدولة بشكل عاجل لإنقاذ الواحة، ولدعم أنشطتها الزراعية، خاصة لصالح صغار المزارعين، بتوزيع 100 فدان على الشباب هناك، بالإضافة إلى أعمال تأهيل البنية التحتية بالواحة لوضعها على خريطة السياحة العالمية.

وشدد على أن هناك فرصًا استثمارية واعدة على أرض محافظة مطروح، يجرى استغلالها حاليا لصالح إقامة مشروعات فى صناعات الأسمنت والحديد والصلب والسيليكون والطاقة الجديدة والمتجددة وغيرها، وذلك لتوفير المزيد من فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم التصدير والتى تنفذ مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى منطقة جرجوب بمطروح، باستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار فى المرحلة الأولى فقط من المشروع، مع تخصيص إنتاجه للتصدير إلى أوروبا.

ووضعت الحكومة المصرية مخططًا استراتيجيًا لمنطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالى لتصبح مركزًا عالميًا للسياحة فى مصر، وذلك بإقامة مركز سياحى متكامل يحقق طفرة غير مسبوقة لدعم قطاع السياحة وجذب السياحة العالمية والمحلية.

وتضم قطاع «الجراولة - رأس الحكمة» والذى يستهدف تحقيق التكامل والترابط بين كافة محافظات ومناطق النطاق الساحلى ومنها: الإسكندرية والعلمين والضبعة ومرسى مطروح وسيدى برانى والسلوم.

وتتميز منطقة رأس الحكمة التى تقع فى نطاق الساحل الشمالى الغربى للبحر المتوسط بمقومات تنموية شاملة وعديدة، بما يجعلها منطقة رائدة سياحيًا واستثماريًا وعمرانيًا، ومركزًا عالميًا للسياحة فى منطقة الشرق الأوسط وعالميًا.

ويستهدف المخطط الاستراتيجى وإقامة مركز سياحى عالمى مُتكامل فى رأس الحكمة، يحقق طفرة غير مسبوقة لدعم قطاع السياحة فى مصر وجذب السياحة العالمية والمحلية بمختلف أنواعها، إضافةً إلى إقامة وتطوير خدمات اجتماعية متنوعة فى التجمعات العمرانية القائمة والمقترحة بتلك المنطقة.

وتتمتع المنطقة بوجود عدد من المناطق الأثرية والخلجان والرؤوس البحرية والكثبان الرملية، إضافةً إلى توافر بيئة طبيعية مناسبة لكافة أنواع الأنشطة السياحية، سواء البحرية أو الشاطئية أو التاريخية أو سياحة السفارى والأنشطة الصحراوية المتنوعة، علاوةً على وجود نواة أولية للتنمية السياحية من طاقة فندقية مميزة ومراكز للمنتجعات والمؤتمرات متكاملة الخدمات والمرافق لتنمية السياحة المحلية والدولية معاً لضمان استغلال الشاطئ على مدار العام.

ومن المقومات السياحية لمنطقة رأس الحكمة، تتميز المنطقة بمقومات تسهم فى تعزيز التنمية الزراعية والصناعية، وتسمح بإقامة صناعات غذائية متنوعة، كتعبئة التين والتمور ومصانع استخلاص الزيوت واستغلال النباتات الطبية والعطرية، إضافة إلى استغلال المخلفات الزراعية فى تصنيع الأعلاف.. وتدخل منطقة رأس الحكمة فى نطاق الساحل الشمالى الغربى للبحر المتوسط، وهو نطاق متنوع بموارده وإمكاناته، ويسهم فى تحقيق التنمية الشاملة المُتوازنة بين متطلبات النمو العمرانى والاقتصادى من ناحية، وبين متطلبات الحفاظ على الموارد والتنمية الاجتماعية من ناحية أخرى.

ويمتدُ نطاق الساحل الشمالى الغربى لنحو 550 كم على ساحل البحر المتوسط، بدءًا من حدود محافظة الإسكندرية، وانتهاءً بحدود مُحافظة مطروح، وبعُمق يتراوح ما بين 20 كم و5 كم وفقاً لمسار الطريق الدولى الساحلى.

ويتوفر بالنطاق الساحلى الغربى مجموعة من شبكات الطرق والنقل، أهمها الطريق الدولى الساحلى الذى يمتد غرباً من حدود مصر الدولية بالسلوم، وحتى حدود مدينة الإسكندرية شرقاً، والذى يسمح بسهولة وحرية التنقل الآمن والسريع، والذى جاء ضمن خطة بناء وتطوير البنية الأساسية فى مصر التى أولتها القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية.

وكانت الدولة قد قامت بصرف تعويضات لأهالي قرية رأس الحكمة، حيث قامت بتعويض أكثر من ٨٥% من الأهالى بمبالغ مالية وصلت إلى ١٥٠ ألف جنيه عن الفدان الأراضى الفضاء والمثمرة، حيث تم تعويض الأراضى المزروعة بأشجار التين والزيتون عن كل شجرة مثمرة ، وجارٍ صرف التعويضات عن الجزء المتبقى بعمق ٢ كيلو من الطريق الدولى الساحلى وحتى عمق البحر.