د. إلهام سيف الدولة حمدان تكتب .. فنون الطفل المصرى

د. إلهام سيف الدولة حمدان
د. إلهام سيف الدولة حمدان

‭  ‬‮ ‬‭ ‬سُئل‭ ‬العقاد‭ ‬مرة‭: ‬هل‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬من‭ ‬ضرورات‭ ‬الحياة،‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬كماليات‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬لقمة‭ ‬العيش؟

فأجاب‭:‬‮ ‬‭ ‬بوسعنا‭ ‬العيش‭ ‬دون‭ ‬ملكة‭ ‬النظر‭ ‬سبعين‭ ‬عامًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نهلك،‭ ‬ولا‭ ‬نقدر‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬سبعين‭ ‬يومًا‭ ‬دون‭ ‬الرغيف،‭ ‬ولم‭ ‬يقل‭ ‬أحد‭ ‬لهذا‭ ‬إن‭ ‬الرغيف‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬البصر‭. ‬

وبتقييم‭ ‬السوق‭: ‬الرغيف‭ ‬أرخص‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬والتمثال‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬الثوب‭. ‬

فقيمة‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بقدر‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه،‭ ‬بل‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نصبح‭ ‬عليه‭ ‬إذا‭ ‬حصَّلناه‭. ‬

فتحصيلنا‭ ‬الرغيف‭ ‬يساوينا‭ ‬بسائر‭ ‬الأحياء،‭ ‬ولكن‭ ‬تحصيلنا‭ ‬الجمال‭ ‬لا‭ ‬يجعلنا‭ ‬أحياء‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬يجعلنا‭ ‬بشرًا‭ ‬ممتازين‭ ‬فى‭ ‬أمة‭ ‬ممتازة،‭ ‬تحس‭ ‬وتحسن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬إحساسها‭. ‬

الضرورات‭ ‬توكلنا‭ ‬بالأدنى‭ ‬من‭ ‬مراتب‭ ‬الحياة،‭ ‬أما‭ ‬الذي‭ ‬يرفعنا‭ ‬إلى‭ ‬الأوج‭ ‬من‭ ‬طبقات‭ ‬الإنسان،‭ ....‬فهو‭ ‬الفنون‭.‬

فما‭ ‬بالنا‭ ‬بالفنون‭ ‬المقدمة‭ ‬للطفل‭ ‬ومدى‭ ‬أهميتها‭ ‬لنرتفع‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭ ‬الإنسانية‭ ‬؛وهذا‭ ‬مادفعني‭ ‬لمراجعة‭ ‬ماكتبته‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬تنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬حتى‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمه‭:‬

“سمعناهم‭ ‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬آدمية‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬المهد‭ ‬إلى‭ ‬اللحد،أنهم‭ ‬يسمعون‭ ‬“الجنين”‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمه‭ ‬نغمات‭ ‬الموسيقا؛‭ ‬لتصنع‭ ‬ــ‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النغمات‭ ‬الربَّانية‭ ‬لخفقات‭ ‬قلب‭ ‬الأم‭ ‬ــ‭ ‬عالمًا‭ ‬رائعًا‭ ‬من‭ ‬الجمال؛‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬فضاءات‭ ‬الحياة‭ ‬الرحبة،‭ ‬ويتم‭ ‬هذا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬جماعية‭ ‬للأمهات‭ ‬“الحوامل”‭ ‬منذ‭ ‬الشهور‭ ‬الأربعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الطبية‭ ‬ومستشفيات‭ ‬التوليد‭ ‬المتخصصة‭ .‬

وهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لايأتي‭ ‬اعتباطًا‭ ‬لمجرد‭ ‬مضيعة‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬والمال؛‭ ‬أو‭ ‬للترفيه‭ ‬عن‭ ‬“الأم”‭ ‬خلال‭ ‬شهور‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الحمل؛‭ ‬ولكنه‭ ‬يأتي‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بأن‭ ‬للفن‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وتربية‭ ‬الوجدان،‭ ‬وإدراكًا‭ ‬لمدى‭ ‬حساسية‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬المؤثرات‭ ‬الجمالية‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬وبخاصة‭ ‬عند‭ ‬الأجنَّة‭ ‬والأطفال‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬خلايا‭ ‬الذاكرة‭ ‬وكأنها‭ ‬صفحة‭ ‬الحياة‭ ‬البيضاء‭ ‬النقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يمسسها‭ ‬قلم‭ .‬

ولكننا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬ـ‭ ‬ومصر‭ ‬بالتحديد‭ ‬ـ‭ ‬لايمتد‭ ‬بنا‭ ‬الطموح‭ ‬أو‭ ‬العشم‭ ‬في‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬الطفل؛‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬الرفيع‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعالم‭ ‬الأجنَّة‭ ‬والطفولة،‭ ‬وهم‭ ‬رجال‭ ‬الغد‭ ‬الذين‭ ‬سيؤول‭ ‬إليهم‭ ‬زمام‭ ‬ومقاليد‭ ‬الأمور،ونساء‭ ‬الغد‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬يعددن‭ ‬أجيالا‭ ‬تحمل‭ ‬مشاعل‭ ‬المستقبل،‭ ‬كل‭ ‬مانتمناه‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الواقع‭ ‬مبادرة‭ ‬قومية‭ ‬تتبناها‭ ‬الدولة‭ ‬بإنشاء‭ ‬“وزارة‭ ‬الطفولة”؛‭ ‬لاتكون‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وقيد‭ ‬المواليد‭ ‬فقطـ‭ ‬مع‭ ‬احترامنا‭ ‬الشديد‭ ‬للمجلس‭ ‬القومي‭ ‬للأمومة‭ ‬والطفولة‭ ‬الذي‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬دوره‭ ‬ليس‭ ‬كافياً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ـ‭ ‬بل‭ ‬تكون‭ ‬وزارة‭ ‬مستقلة‭ ‬أسوة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬الآن‭ ‬لـ‭ ‬“وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬“،‭ ‬لتكون‭ ‬حلقات‭ ‬السلسلة‭ ‬العمرية‭ ‬متوالية‭ ‬متسقة‭ ‬مع‮ ‬‭ ‬ماهو‭ ‬مطلوب‭ ‬للأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والفنية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬فنون‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬التشكيل‭ ‬الغائب‭ ‬لوجدان‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬ميلاده‭ . ‬

ويمتد‭ ‬بنا‭ ‬الطموح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬ـ‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬ـ‭ ‬إنشاء‭ ‬ورش‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمسرحي‭ ‬والرسم‭ ‬والنحت‭ ‬والأدب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البنادر‭ ‬والقرى‭ ‬والنجوع،‭ ‬أسوة‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬تلك‭ ‬القصور‭ ‬التي‭ ‬خرج‭ ‬منها‭ ‬عمالقة‭ ‬الأدب‭ ‬والفنون؛‭ ‬الموجودون‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الآن،‭ ‬وسنَّة‭ ‬وطبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬هي‭ ‬الإحلال‭ ‬والتجديد‭ ‬في‭ ‬العناصر‭ ‬البشرية،‭ ‬فهل‭ ‬سيتولى‭ ‬الزمام‭ ‬في‭ ‬الغد‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬تربوا‭ ‬على‭ ‬مايقدَّم‭ ‬لهم‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬السياسي‭ ‬والعقائدي‭ ‬وترسيخ‭ ‬وإعلاء‭ ‬القيم‭ ‬المادية‭ ‬والاستهلاكية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفن‭ ‬الرفيع‭ ‬والأخلاق‭ ‬السامية‭ ‬؟‭ ‬

لقد‭ ‬حظي‭ ‬جيلنا‭ ‬بالاطلاع‭ ‬المبكرعلى‭ ‬قصص‭ ‬وروايات‭ ‬بقلم‭ ‬رائد‭ ‬أدب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭/‬كامل‭ ‬كيلاني؛‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬للمكتبة‭ ‬العربية‭ ‬الكثيرمن‭ ‬الروائع‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتعميق‭ ‬الثقافة‭ ‬المعرفية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬عند‭ ‬الأجيال،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التراث‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬“احمد‭ ‬شوقي”‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬للأطفال‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬اهتماماته‭ ‬في‭ ‬ديوانه‭ ‬وقصصه‭ ‬التي‭ ‬انطوت‭ ‬على‭ ‬الحكمة‭ ‬والنصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬للطفل؛‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أشهرها‭ ‬ما‭ ‬حذر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬المكر‭ ‬والخداع‭ ‬برمزية؛‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ : ‬

برز‭ ‬الثعلبُ‭ ‬يوما‭ / ‬في‭ ‬شعار‭ ‬الواعِظينا‭/‬فمشى‭ ‬في‭ ‬الأرضِ‭ ‬يهذي‭ / ‬ويسبُّ‭ ‬الماكرينا

ويقولُ‭ : ‬الحمدُ‭ ‬للــهِ‭ ‬إلهِ‭ ‬العالمينا‭ /‬يا‭ ‬عِباد‭ ‬الله،‭ ‬تُوبُوا‭ /‬فهْوَ‭ ‬كهفُ‭ ‬التائبينا‭/‬

وازهَدُوا‭ ‬في‭ ‬الطَّير،‭ ‬إنّ‭ ‬الـعيشَ‭ ‬عيشُ‭ ‬الزاهدينا‭/‬واطلبوا‭ ‬الدِّيك‭ ‬يؤذنْ‭ ‬لصلاة‭ ‬ِ‭ ‬الصُّبحِ‭ ‬فينا‭/‬فأَتى‭ ‬الديكَ‭ ‬رسولٌ‭ ‬من‭ ‬إمام‭ ‬الناسكينا‭/‬عَرَضَ‭ ‬الأَمْرَ‭ ‬عليه‭ ‬وهْوَ‭ ‬يرجو‭ ‬أَن‭ ‬يَلينا‭/‬

فأجاب‭ ‬الديك‭ : ‬عذرً‭ ‬ايا‭ ‬أضلَّ‭ ‬المهتدينا‭/‬بلِّغ‭ ‬الثعلبَ‭ ‬عني‭ ‬عن‭ ‬جدودي‭ ‬الصالحينا‭/‬

عن‭ ‬ذوي‭ ‬التِّيجان‭ ‬ممن‭ ‬دَخل‭ ‬البَطْنَ‭ ‬اللعِينا‭/‬أَنهم‭ ‬قالوا‭ ‬وخيرُ‭ ‬الـ‮ ‬‭ *‬‮ ‬‭ ‬ـقولِ‭ ‬قولُ‭ ‬العارفينا

مخطئ‭ ‬من‭ ‬ظنّ‭ ‬يوما‮ ‬‭ *‬‮ ‬‭ ‬أَنّ‭ ‬للثعلبِ‭ ‬دِينا‭ !!‬

ونرى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الكتابة‭ ‬للطفل‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬عددٍ‭ ‬محدود‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الانتشار‭ ‬والتشجيع؛‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬التمويل‭ ‬الكافي‭ ‬لاستمرار‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬او‭ ‬اختفاء‭ ‬إصدارات‭ ‬مجلات‭ ‬الأطفال‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تملأ‭ ‬الساحة‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬“سندباد”‭ ‬ومجلة‭ ‬“سمير”‭ ‬وغيرها‭ ‬بدعم‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وفناني‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬الجميل‭ .‬

إننا‭ ‬لانطالب‭ ‬بوزارة‭ ‬متخصصة‭ ‬للطفولة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬“الفانتازيا”‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬المحاكاة‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولكننا‭ ‬نريد‭ ‬تصحيح‭ ‬بعض‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬انفلت‭ ‬زمامها‭ ‬في‭ ‬“هوجة”‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬ثقافات‭ ‬العولمة‭ ‬بلا‭ ‬انتقاءات‭ ‬أو‭ ‬“غربلة”‭ ‬لنأخذ‭ ‬الصالح‭ ‬منها‭ ‬لمجتمعاتنا‭ ‬الشرقية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬شفافية‭ ‬ونقاء‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ ‬الخالصة‭ ‬من‭ ‬شوائب‭ ‬مايصدره‭ ‬إلينا‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬لاتتفق‭ ‬وسلوكياتنا‭ ‬وأعرافنا‭ ‬التي‭ ‬تربينا‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬أجدادنا‭ ‬الفراعنة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬لمن‭ ‬يهمه‭ ‬أمر‭ ‬الطفولة‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬مصرنا‭ ‬الغالية؛‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬المثالية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬أنجبت‭ ‬الملك‭ ‬الشاب‭ ‬“أحمس”‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الجيوش‭ ‬المصرية‭ ‬وانتصر‭ ‬على‭ ‬جحافل‭ ‬الهكسوس؛‭ ‬وكان‭ ‬عمره‭ ‬ـ‭ ‬آنذاك‭ ‬ـ‭ ‬تسعة‭ ‬عشرعامًا؛‭ ‬واستطاع‭ ‬الانتصار‭ ‬باستخدامه‭ ‬أحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬والعجلات‭ ‬الحربية‭ ‬والبارود،‭ ‬ولم‭ ‬تظهر‭ ‬دولة‭ ‬الهكسوس‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ . ‬

إن‭ ‬تشكيل‭ ‬الوجدان‭ ‬والإحساس‭ ‬الجمعي‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الرفيعة؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الميلاد،‭ ‬وبهذا‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬قمنا‭ ‬بأداء‭ ‬الرسالة‭ ‬وقمنا‭ ‬بتسليم‭ ‬الأمانة‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بعدنا،‭ ‬ليتحدثوا‭ ‬عنّا‭ ‬بكل‭ ‬الفخر‭ ‬لأنا‭ ‬لم‭ ‬نقم‭ ‬بالتقصير‭ ‬في‭ ‬حقوقهم‭ ‬وأدينا‭ ‬واجبنا‭ ‬على‭ ‬أحسن‭ ‬مايكون‭ . ‬

إنها‭ ‬مصر‭ ‬الغنية‭ ‬بالرواد‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬كافة؛‭ ‬فهل‭ ‬تبخلون‭ ‬على‭ ‬النشء‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬بالفنون‭ ‬والآداب؛‭ ‬و‭ ‬“‭ ‬وزارة”‭ ‬ترعي‭ ‬شئونهم‭ ‬ومستقبلهم‭ ‬؟”‭.‬

أتمنى‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬المشوار‭ ‬التذكيري‭ ‬بأهمية‭ ‬العناية‭ ‬بطفلنا‭ ‬المصري‭ ‬وإحاطته‭ ‬بكل‭ ‬مايلزم‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬وجدانية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬مقترحي‭ _‬الذي‭ ‬لن‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬تكراره‭ ‬والتأكيد‭ ‬عليه‭_ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مصرنا‭ ‬المحروسة‭ ‬فمانسعى‭ ‬إليه‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لأبنائنا‭ ‬عماد‭ ‬المستقبل‭. ‬

;