«نسل إبليس» قصة قصيرة للكاتب صابر قدح

الكاتب صابر قدح
الكاتب صابر قدح

كنت وما زلت الترس الدائر في ماكينة أبى وأمي كنت أجوب الأرض بحثا عن سعادتهم. أختي التي تصغرني وفّقت لتجهيزها وزواجها وتستقر في بيتها ثم أخي الأصغر في مرحلة التعليم الجامعي فعلت كل ما أحظى به على رضا أبى وأمي في قضاء حوائجهم وفقني ربى باصطحابهم إلى بيته الحرام.. فعلت من أجلهما كل ما يرضيهما عني وبالفعل أحسست أن الله معي في كل خطوة وحظوة رَبا رزقي ويزيد كلما أثرت أن أرضيهما.. كل أجازة أنزلها الى مصر تطالبني أمي بالزواج وأنا أرفض حتى اطمأننت على أختي وعلى أخي بنوال شهادته الجامعية فقالت لي أمي لم يعد لك حجة يجب أن تتزوج قلت لها نعم يجب أن أتزوج الآن اطمئنت عليكما

بحثت قليلا فلم أجد أفضل من جارتنا التي تذكر وأبيها وأمها بالخير أبلغت أمي بها فكادت تطير فرحا حيث أن البنت لا غبار عليها بل تتميز بدماثه الخلق واللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش ذهبت أمي إلى أمها وكذلك أبى وأنا الى أبيها وكانوا في منتهى السعادة حيث بادروا بالموافقة من أول من مقابلة وكنت ألمح في عيني مخطوبتي علامات الحزن وعدم لهفتها علي فسألتها.. قالت لا يوجد شيء

سألتها أنت لا تريدينني قالت كيف لا أريدك فأنت تتميز بالسمعة الطيبة وكل الصفات الجميلة فيك ولا يعيبك أي شيء توكلت على الله وحزمت حقائب السفر على موعد إتمام الزفاف بعد عام كنت أحمل هم أخي الذى يقبع بالبيت يبحث عن عمل ولم يجد قررت حين يكرمني المولى عز وجل بأن أعطيه ليفتتح مشروعا يسيّر حياته

استمرت مخطوبتي خلال العام لا تتلهف على لا تسمعني الكلمة الجميلة التي تسعد قلب الحبيب أو الخطيب كنت دائما ما أسألها ما الذي يعكر صفوك ويجعلك حزينة دائما تقول لا شيء بُعدك عني هو الذي يفعل بي ذلك. حتى نزلت إلى مصر وأتممت زواجي بعد ثلاثة أيام من عودتي حيث أن شقتي كانت كاملة وجاهزة حاولت أن أسعدها فوق قدر الإمكان حيث رتبت أوراقي أن أسافر ثم أرسل لتكون برفقتي في سفري فأنا لا أطيق البعاد عن زوجتي ولا أريد أن تبعد عني سارعت في إسعادها وكان كل همي. كنا نفطر بالخارج ونتعشى بالخارج حتى لا أرهقها وأحضر لها الوجبات الجاهزة لتكون دائما بجانبي خلال أجازتي حتى يجمعنا الله في مستقر عملي

أغدقت عليها وهي حبة القلب ورفيقة الدرب

ما كان يؤرقني سوى انكسارها وعدم تلهفها علىّ

هل تزوجتني مجبرة كنت أتركها بعض الوقت مع الموبايل لإلا أثقل عليها

بقيت أيام قليلة على سفري وكنت أقوم ببعض الأعمال على الموبايل الخاص بي وأثناء ذلك انسكب فنجان القهوة حماقة عليه فأفسده لم أستطع إكمال عملي وحيث أن عروستي كانت نائمة أخذت الموبايل خاصتها حتى أتمم هذا العمل ففوجئت بالمتصفح في وجهي ورسائل متتالية لم أكن يوما من محبى رؤية هاتف زوجتي فلقد تربيت على الثقة واحترام خصوصية الأخر وكانت الصاعقة رسائل غرامية

إباحية.. رجعت إلى الرسائل السابقة وجدت الحوار كأنه بين رجل وزوجته وما يدل على أنه

التقى بها وطارحها الغرام أثناء إحضاري لبعض لوازم البيت. واتفاقهما على العيش سويا بلا عائق فقد كان يحبها وتحبه لولا عدم مقدرته على تكاليف الزواج بها

مادت بيا الأرض واصّعْدت إلى السماء وضاقت نفسي بما رحبت ولعنت اليوم الذي ولدتُ فيه

فكيف لى بتحمل هذا الجبل الذي سقط على صدري. كيف أواجهها؟ هل أقتلها وأمثّل بها كما مثّلت بشرفي وبشقاء غربتي تمنيت لو ابتلعتني الأرض قبل أن أرى ما رأيت وما الذي فعلته ليجنيا علىّ بأقسى وأقصى جريمة

أظلم الكون في عيني وأرعدت السماء واكتسى الطريق بالوحل التصقت قدماي بالطريق وغاصت فلم أعد أستطيع حراكا أريد أن أمزقهما وكيف والذي سطا على شرفي للأسف كان ابن أمى وأبى.