الحريفة .. الفيلم الذى هزم الكبار في الأيرادات

فيلم الحريفة
فيلم الحريفة

خيرى‭ ‬الكمار

لا يعد فيلم “الحريفة” مفاجأة السينما المصرية في الموسم السينمائي الحالي بإيراداته الضخمة التي حققها وتفوق بها على كل الأفلام المنافسة له فقط، بل هو مفاجأة لم تحدث من قبل في تاريخ السينما المصرية، وتفوق المفاجأت التي حققتها أفلام “إسماعيلية رايح جاي” و”صعيدي في الجامعة الأمريكية”، وذلك للعديد من الأسباب، التي نتناولها في السطور التالية..

تجارب سابقة

يعتبر البعض أن المفاجأة التي حققها فيلم “الحريفة” تتشابه إلى حد كبير مع التي حققتها بعض الأفلام التي عرضت في نهاية القرن الماضي، أو بداية هذه الألفية، خاصة أفلام “إسماعيلية رايح جاي” الذي عرض عام 1997 بطولة محمد فؤاد ومحمد هنيدي وحنان ترك وخالد النبوي، وحقق إيرادات بلغت 15 مليون جنيه، وهو رقم كان غير متوقع، وغير مسبوق في تلك الفترة، أو فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” الذي عرض عام 1998 بطولة محمد هنيدي وأحمد السقا ومنى زكي وطارق لطفي وغادة عادل وهاني رمزي، وحقق إيرادات تفوق كل التوقعات، حيث بلغت إيراداته ما يزيد عن 27 مليون جنيه، وفيلم “اللمبي” الذي عرض عام 2002 بطولة محمد سعد وحلا شيحة وعبلة كامل وحسن حسني، وحقق إيرادات غير متوقعة أيضا، بلغت 22 مليون جنيه، إلا أن مفاجأة فيلم “الحريفة” بالإيرادات التي حققها حتى الآن، والتي تجاوزت 56 مليون جنيه بعد حوالي 5 أسابيع من عرضه، وتفوق بها على كل الأفلام المنافسة له، سواء التي سبقته في العرض خلال هذا الموسم، أو التي بدأ عرضها بعده، والتي يقوم ببطولتها مجموعة من أهم النجوم والنجمات، تفوق بكثير مفاجأة الأفلام الثلاثة التي تم الإشارة إليها، وذلك للعديد من الأسباب أهمها على الإطلاق أن هذه الأفلام الثلاثة قام ببطولتها مجموعة من النجوم الذين كان بعضهم يحظى بجماهيرية كبيرة، والبعض الآخر شاركوا في العديد من الأعمال الفنية ومعروفين بشكل كبير للجمهور، فمحمد فؤاد بطل “إسماعيلية رايح جاي” كان يحظى بجماهيرية ضخمة كمطرب، وقدم قبل هذا الفيلم عدة أفلام حققت نجاح كبير، أهمها “أمريكا شيكا بيكا” و”إشارة مرور”، ومحمد هنيدي الذي شاركه بطولة الفيلم كان قد شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة قبل هذا الفيلم وحنان ترك كانت قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال أهمها فيلمي “رغبة متوحشة” و”ضحك ولعب وجد وحب”، وكذلك خالد النبوي كان شارك في العديد من الأعمال الفنية، وفيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” قدمه هنيدي بعد النجاح الضخم لفيلم “إسماعيلية”، وبعد أن قدم مع أحمد زكي ومصطفى قمر بطولة فيلم “البطل”، وكل النجوم الذين شاركوه بطولة “صعيدي”، خاصة أحمد السقا ومنى زكي وهاني رمزي وطارق لطفي، كانوا قد شاركوا في العديد من الأعمال الفنية قبل هذا الفيلم، ومحمد سعد عندما قدم فيلم “اللمبي” كان قد شارك قبل ذلك في عدة أفلام حققت نجاح كبير ومنحته جماهيرية ضخمة، أهمها فيلمي “الناظر” و”55 إسعاف”، وحلا شيحة التي شاركته البطولة كانت قدمت عدة أعمال قبل ذلك، كان من أهمها فيلمي “ليه خلتني احبك؟” و”السلم والثعبان” هذا إلى جانب مشاركة عبلة كامل وحسن حسني، أما فيلم “الحريفة” فهو من بطولة وجوه شابة تظهر على شاشة السينما لأول أو ثاني مرة، فبطل الفيلم نور النبوي يعتبر هذا العمل هو ثاني عمل سينمائي له بعد فيلم “5 جولات” الذي عرض في الموسم السينمائي الصيفي الماضي، وتعد بدايته الفنية بشكل عام من خلال مسلسل “راجعين يا هوى” الذي عرض عام 2022، ويعد هذا الفيلم التجربة السينمائية الأولى لكل من أحمد غزي وكزبرة عبد الرحمن محمد، أما الممثلة نور إيهاب والممثل خالد الذهبي وسليم الترك، فرغم مشاركتهم من قبل في بعض الأعمال السينمائية، إلا أن هذه المشاركة كانت من خلال أدوار صغيرة جدا، ويعد “الحريفة” أول فرصة حقيقية لهم وبذلك يكون الفيلم بالكامل يعتمد في بطولته على فنانين شباب ووجوه جديدة إلى جانب مشاركة لاعب كرة القدم أحمد حسام “ميدو”، والذي يخوض تجربة التمثيل لأول مرة وظهور بيومي فؤاد كضيف شرف ضمن الأحداث، لهذا يعد نجاح فيلم “الحريفة” بهذا الشكل من خلال الإيرادات التي حققها هي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ السينما المصرية، وقد كتب الفيلم إياد صالح وإخراج رؤوف السيد.

التفوق على الجميع

المفاجأة الأكبر بالنسبة لما حققه فيلم “الحريفة” أنه حقق هذا التفوق والإيرادات التي وصل لها في موسم لم تشهده السينما المصرية من قبل في هذه الألفية، فلأول مرة منذ ما يزيد عن ربع قرن، وربما أكثر من ذلك، يعرض في موسم سينمائي 16 فيلما، والغريب، والمثير أن يكون هذا الموسم هو موسم إجازة نصف العام، وليس الموسم الصيفي أو موسمي عيد الفطر والأضحى، فقد شهد موسم أجازة نصف العام الحالي منذ انطلاقه في شهر ديسمبر الماضي وحتى الآن عرض 16 فيلما، هي “كارت شحن” بطولة بيومي فؤاد ومحمد ثروت، “أبو نسب” بطولة محمد إمام وياسمين صبري وماجد الكدواني، “الإسكندراني” بطولة أحمد العوضي وزينة، “الحريفة”، “أنا وابن خالتي” بطولة بيومي فؤاد وسيد رجب، “عصابة عظيمة” بطولة إسعاد يونس وكريم عفيفي، “ليه تعيشها لوحدك” بطولة شريف منير وخالد الصاوي، “مقسوم” بطولة ليلى علوي وشيرين رضا، “الملكة” بطولة هالة صدقي، “عادل مش عادل” بطولة أحمد الفيشاوي وشيري عادل، “رحلة 404” بطولة منى زكي ومحمد ممدوح ومحمد فراج، “ليلة العيد” بطولة يسرا وسيد رجب وريهام عبد الغفور، “التجربة المكسيكية” بطولة بيومي فؤاد، “أنف و3 عيون” بطولة التونسي ظافر العابدين وأمينة خليل والأردنية صبا مبارك وسلمى أبو ضيف، “السيستم” بطولة أحمد الفيشاوي وطارق لطفي والسورية نسرين طافش، “درويلة” بطولة عمرو عبد الجليل وآيتن عامر ومحمود عبد المغني، ورغم أن الأفلام التي نافست فيلم “الحريفة” في هذا الموسم تضم كما هو واضح نجوم لهم جماهيرية ضخمة وتاريخ سينمائي كبير ونجاحات عديدة، إلا أن فيلم “الحريفة” استطاع أن يهزم كل هولاء النجوم في شباك التذاكر، ويتفوق عليهم ويحتل صدارة إيرادات الموسم.

قصة الحريفة

تعد قصة فيلم “الحريفة” التي قدمها الفيلم أحد أهم أسباب نجاحه، فهي رغم بساطتها إلا أنها تعد قريبة جدا من جمهور الشباب، لهذا تفاعل معها ومنحها كل هذا النجاح، وأحداث الفيلم تدور حول “ماجد” الذي يعشق كرة القدم ويعد موهوب فيها وتضطره ظروفه العائلية إلى الانتقال من المدرسة الدولية التي كان يدرس بها إلى مدرسة حكومية، وهناك يتعرف على مجموعة من زملائه ويرتبط معهم بعلاقة صداقة قوية، ويبدأ في المشاركة معهم بمباريات كرة القدم التي تقام في الساحات الشعبية ومراكز الشباب، إلى أن يشاركون بمسابقة ضخمة تقام في كرة القدم جائزتها مليون جنيه، ويسعون للمشاركة في هذه المسابقة والفوز بجائزتها والتي تعني لهم الكثير وتحقق العديد من أحلامهم.

جزء ثانى

بعد النجاح الضخم وغير المسبوق الذي حققه “الحريفة”، قرر منتجه طارق الجنايني تقديم جزء ثاني منه، وبدأ بالفعل مؤلفه إياد صالح ومخرجه رؤوف السيد في التحضير لهذا الجزء لعرضه مع نهاية هذا العام، أو خلال موسم أجازة نصف العام المقبل، وسيشارك في بطولته كل نجوم الجزء الأول والذي بدأ أغلبهم يرشحون لبطولة العديد من الأفلام، خاصة نور النبوي.

جرس إنذار 

الناقدة ماجدة موريس علقت على النجاح الاستثنائي للفيلم بالقول: “(الحريفة) جرس إنذار للجميع بأن هناك جيل جديد من الشباب له أحلامه وطموحاته، والجمهور يرى أن الفيلم يعبر عنه، فقرر أن يشاهده، خاصة أن 60% من الجمهور المصري من الشباب”، وتابعت: “الحالة التي صنعها الفيلم قد تأتي بثمارها إذا دفعت المنتجين للتركيز على إنتاج أفلام تعتمد على الفكرة، خاصة أن هناك حالة من عدم الإنجذاب إلى النجوم الحاليين، لأنهم لم يصبحوا مناسبين لتقديم أفكار جيدة ولا جديدة تمس الجمهور، وبالتالي لابد أن نشكر (الحريفة)”.

اقرأ  أيضا : جابي خوري: السوق الخارجي لتوزيع الأفلام المصرية مهم جدا


 

;