الإسكندرية للفيلم القصير .. ختام مهرجان «كامل العدد»

مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

اختتمت الثلاثاء الماضي فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي أقيم في الفترة من 25 إلى 30 إبريل.. برئاسة المخرج محمد محمود، ومدير المهرجان محمد سعدون، والمدير الفني موني محمود، والرئاسة الشرفية للمنتج د. محمد العدل، الذي تحمس للتجربة وقرر دعمها منذ الدورة الأولى.. المهرجان الذي بدأ بتجربة بسيطة من خلال مجموعة من الشباب، وخلال أعوام قليلة استطاع التطور والتقدم وتوسيع برامجه الموازية ليصل اليوم إلى وجود 4 مسابقات رسمية، ويتمييز هذا المهرجان عن مهرجانات أخرى أقدم وأكبر بالحضور الجماهيري الذي ملأ قاعات العرض فيه بكل العروض طوال أيام المهرجان، لدرجة أنه يطلق عليه مصطلح “مهرجان كامل العدد”، وهو نجاح يجب الإشادة به في أنه من المهرجانات القليلة التي نجحت فى الوصول للجمهور.

وتميزت الدورة العاشرة بوجود فعالية جديدة حققت صدى واسع، وكانت أهمها وأنجحها خلال الدورة العاشرة، برنامج “سينما المكفوفين”، الذي يعد أول تعاون بين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ووزارة التضامن الإجتماعي، ويأتي ضمن مهام المهرجان في التواصل مع المجتمع المدني، من خلال إتاحة الفرصة في تقديم المزيد من الفرص لذوي الهمم.

البرنامج يعد خطوة أولى ضمن عدد من الفعاليات والورش الفنية الموجهة لذوي القدرات الخاصة، بالتعاون والشراكة مع وزارة التضامن الإجتماعي، وهي تجربة تقدم لأول مرة على هذا النحو، وبهذا الحجم، في المهرجان صاحب الحضور الجماهيري الضخم.

وقد علق المنتج محمد العدل - رئيس شرف المهرجان - على هذا البرنامج قائلا: “لقاء الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي كان مثمرا وفعالا، فهي تثبت أن لديها رؤية واضحة وتتمتع بخلفية ثقافية وفنية كبيرة، وتدرك أهمية تلك الفعاليات التي تخدم المجتمع، وسعيد للغاية بهذه الفرصة التي تتاح لأبناء محافظة الإسكندرية من خلال المهرجان”.

وحرصت وزيرة التضامن الإجتماعي، الدكتورة نيفين القباج، على توجيه التحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، لتقديمه برنامج “سينما المكفوفين” الذي يعد سابقة في المهرجانات المصرية. 

وقالت عبر مكالمة خاصة من قاعة السينما، أنها لا تتأخر في توفير كل الأدوات التي من شأنها مساعدة الأبناء من ضعاف البصر، بجانب الدعم المادي والمساهمة في توفير فرص العمل، ووعدت بمزيد من الجهد في هذا الصدد.. كما ثمنت الوزيرة جهود المهرجان في تقديم فرص حقيقية لذوي الهمم للمشاركة الفعالة في تذوق الفنون، ومشاركة فاقدي البصر في التعبير عن أنفسهم عن طريق الفن.

ضمن فعاليات المهرجان ايضا، أقيمت 3 “ماستر كلاس” للمرة الأولى في المتحف الروماني اليوناني، الأول خاص بالممثل المكرم خلال الدورة، الفنان سيد رجب، الذي قال أن بدايته أمام الكاميرا كانت عام 1992 في فيلم “أحلام صغيرة” مع صلاح السعدني،  وأدارت الندوة الممثلة سلوى محمد علي.

وبدأ سيد حديثه عن بداياته في فرقة “الورشة” المسرحية، وعمله في فرقة شركة “النصر للسيارات” في بداياته قبل إحترافه التمثيل، كذلك تتلمذه على يد أساتذة تعلم منهم، مثل المخرج حسن الجريتلي صاحب الأثر الكبير عليه في فن الحكي، وقال رجب: “أعتبر الشركات منبع لخروج مواهب في الفن والرياضة والثقافة والأنشطة فيها هدفها زيادة وعي العمال، وأنا استفدت جدا من عملي في مسرح الشركة، وكان يتم الإستعانة بأساتذة كبار يخرجون لنا مثل فهمي الخولي وصفوت حجازي أيضا، ووجودي في فرقة (الورشة) المسرحية مع المخرج حسن الجريتلي، وكانت أول بطولة لي في الثقافة الجماهيرية، من خلال مسرحية (النديم)”. 

وتطرق رجب أيضا لمرحلة الانتقال من المسرح إلى التمثيل أمام الكاميرا في السينما والدراما، وعمله في الدوبلاج أيضا، قائلا: “بدأت بالوقوف أمام الكاميرا من خلال دور صغير في فيلم (أحلام صغيرة) مع الفنان الراحل صلاح السعدني وإخراج خالد الحجر، عام 1992، ثم دور صغير في فيلم (إبراهيم الأبيض) مع النجم محمود عبدالعزيز وأحمد السقا، وقدمت أول مسلسل (الحارة)، ثم جاءت تجربة فيلم (الشوق) تمثيلا وكتابة، والذي أعتبره نقلة مهمة في حياتي”.

الـ”ماستر كلاس” الثاني، كان الذي أقامه مهندس الديكور أحمد فايز، وأدارها المدير الفني للمهرجان، موني، وفي البداية تحدث فايز عن رحلته مع الأفلام القصيرة قائلا: “أنا من محبي الأفلام القصيرة، لأنها تفكير (خارج الصندوق)، وتعطي صناعها عمر أطول، ومنذ كنت طالبا في معهد السينما وعلى مدار دراستي، قدمت 11 فيلم قصير، من حبي لها، على الرغم أنه كان مطلوب مني فيلم قصير واحد فقط في مشروع التخرج، وأعتقد أن سر نجاح الفيلم القصير وجود فريق متعاون يحاول الوصول لأهداف معينة في حدود المتاح”.

وأشار فايز أن أهم شيء لمهندس الديكور هو السيناريو الذي يبنى عليه العمل، وأهم شخصين في العمل بعد المؤلف بالنسبة للمخرج، هما مهندس الديكور ومدير التصوير، لأنهما ينقلان للشاشة وجهة نظر المخرج، لذلك من الضروري أن يكون هناك “كيمياء” بينهما.

وأكد فايز أن نصائح أستاذه، مهندس الديكور الكبير صلاح مرعي، تأثر بها في حياته، ومازال يتذكر هذه النصائح حتى الآن، ووعد  بتقديم ورشة للديكور إبتداءً من الدورة المقبلة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.

ثالث “ماستر كلاس”، وأهمهم، كان الذي أقيم مع المنتج والسيناريست محمد حفظي، وتم خلاله الاتفاق على بروتوكول تعاوني إنتاجي، وأدارها مدير المهرجان، موني محمود.

وبدأ حفظي حديثه عن اتجاهه للإنتاج، والذي جاء تدريجيا، وقال: “بعد فيلم (السلم والثعبان)، قررت تأسيس شركة هدفها دعم مشاريع جيدة تبحث عن تمويل، والحقيقة أن تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة، لكني مستمتع أكثر كمنتج يساعد مشاريع أخرى تحتاج فرصة وتطويرها”، وأشار حفظي إلى أن هناك مفهوم خاطئ لدى الكثيرون أن الفيلم القصير مرحلة للوصول للفيلم الطويل، مؤكدا أن إستمرار أي مخرج في تقديم الأفلام القصيرة لا يقلل منه، والتي أعتبرها مكان لاكتشاف المواهب.

وتطرق حفظي لعدم الاقبال على صناعة الأفلام القصيرة في مصر، قائلا: “قد يكون السبب في ذلك هو المجهود الذي يتم بذله في هذه الأفلام، والذي لا يقابله عائد مادي مجزي، وأنا من خلال شركتي أعمل هذه الفترة على تجهيز لفيلم قصير مدته 10 دقائق، وأعتقد أن وجود حدث متخصص في الأفلام القصيرة، مثل مهرجان الإسكندرية، سيكون مشجع لإنتاج أكبر لهذه النوعية من الأفلام، لما له من دور فعال في نشر هذه الثقافة السينمائية”.

من جانبه وجه المنتج صفي الدين محمود، الدعوة لتدشين بروتوكول تعاون بين أكثر من كيان إنتاجي لصناعة أفلام قصيرة، تعطي الفرصة للمواهب في التعبير عن أنفسهم، وهي الدعوة التي قوبلت بترحاب كبير.

اقرأ  أيضا : تنويه خاص لياسمينا العبد عن فيلم إلى ريما بمهرجان الإسكندرية


 

 

 

;