هيكل.. «جورنالجي صاحبة الجلالة» الذي صنع السياسة في مصر

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

هو أشهر الصحفيين المصريين والعرب في القرن العشرين، قضى 70 منها صحفيا وكاتبا ومُحللا وشاهدا على التاريخ، ولد هيكل في 23 سبتمبر عام 1923.

اقرأ أيضا «هيكل».. آخر تلميذ في قائمة التابعي وأول من أجرى حوارًا مع «الخميني»


أسهم محمد حسنين هيكل في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016، فقد تولى مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام.

صدر له أول كتاب «إيران فوق بركان»، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً، وبدأ عمله في الأهرام وكان أول عدد يصدر تحت رئاسة تحريره في 1 أغسطس 1958، وفي 1968 أسس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بتشجيع من الرئيس عبدالناصر، وفي 1970 عين وزيرًا للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي محمود رياض.

صدر له أول كتاب باللغة الإنجليزية The Cairo Documents، في عام 1971، وتم ترجم إلى 21 لغة.

أعلن محمد حسنين هيكل اعتزال الكتابة في 23 سبتمبر 2003 , وكان هيكل أول من عمل حوار مع «الخميني» قائد الثورة الإسلامية في إيران، كما أنه أجرى حوارًا مع أم كلثوم عام 1967

وعن أستاذه محمد التابعي قال هيكل في أسرار الساسة والسياسية: من حسن حظى أنني عملت مع الأستاذ التابعي وكان وقتها صاحب ورئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» أيام عزها، قادماً من جريدة الإيجيبشان جازيت بتوصية من رئيس تحريرها فى ذلك الوقت «هارولد إيرل» وأظننى ولعل ذلك كان رأيه أيضاً كنت آخر قائمة طويلة من الشباب وقتها تتلمذوا عليه».

تزوج هيكل من هدايت تيمور؛ التي قالت عن قصة ارتباطها بهيكل كنت أيام الخطوبة بقوله أستاذ هيكل فقال لها وقتها أنا محمد يا هدايت بداية التعارف عندما كنت أتعلم فى الأيسي وكانت الدراسة فرنساوي وبعدها ذهبت إلى والدتي ومش عاوزه أتعلم وطلبت منها اشتغل أي شيء، فقمت بالذهاب إلى الهلال الأحمر للتطوع وعندما تقابلنا ايديا اترعشت فى أول لقاء بيننا وبعدها قمت بسكب القهوة وكان فى حضور الصحفي الكبير مصطفي أمين وانتهي اللقاء وبعدها ذهبنا إلى مكتب هيكل في مكتبه بأخبار اليوم. 

وكانت قد كشفت هدايت لأول مرة عن وصية تركها لها قبل 20 عامًا من رحيله، قائلة: "أعطاني وصية في ظرف مغلق مكتوب عليه (هدايت) في عام 1997، وطلب مني عدم فتحه إلا بعد وفاته، وبالفعل فتحتها بعد 20 عاماً من كتابتها".

وأضافت: "طوال هذه السنوات كان عندي فضول أعرف اللي في الظرف، لكن ما دام وعدته لازم أوفي بوعدي، وكان لدي ثقة أن به أمور عن فترة ما بعد رحيله، هو قال لي خدي ده شيليه متفتحيهوش إلا بعد وفاتي، وفي أيام مرضه الأخيرة سألني عليه وقال لي قرأتيه؟ قلت له لأ طبعا، فطلبها وزود عليها حاجة وقفلها تاني".

 وجاءت نصية الوصية كالتالي:

«هدايت.. لقد عشت حياة أعتقد أنها كانت خصبة ونافعة، بسيطة ومتدافعة وفوارة، تذكرني دائما ولا أعرف لماذا بشلالات الماء وسط الصخور من أعلى المرتفعات. وأنا فخور بكل لحظة في حياتي بما في ذلك، بل أول ذلك، تلك اللحظات الصعبة التي مارست فيها الاختيار واستعدادي لتكاليفه، وقبولي لمخاطره، وأنا راضٍ بما أديت من دور في خدمة المهنة، وفي خدمة الوطن، وفي خدمة العائلة.

ثم إنني سعيد أن الظروف أتاحت أنا أشارك وأعيش سنوات الإشراق في المشروع القومي العربي الذي قاده ذلك الصديق الحبيب والأثير جمال عبد الناصر.

وتلك فصول من قصة بدأت قبل أن تظهري في أفقي، لكن مجيئك كان لحظة فارقة في حياتي، وقد عشناها معًا سنينًا طويلة، تجربة عريضة تبحث عن الحق والخير والجمال في هذا الكون بطوله وعرضه.

إن الدنيا يا حبيبتي كانت كريمة معي وقد أعطتني أكثر مما حلمت به، وربما أكثر مما أستحقه، وكان أكرم ما أعطته الدنيا "أنتِ"، وعندما أذهب للنوم العميق الآن بعد حياة طويلة، فإن الزمن الذي عشته يقظًا كان جميلًا في كل أحواله وأشكاله.

وأشهد أمامكِ وأمام الكل، أن الدنيا والزمن لم يتركا لي سببًا كي أنظر الآن ورائي في أسى أو في ندم أو في غضب. 

رعاكِ الله يا حبيبتي ورعى أولادنا الثلاثة علي وأحمد وحسن، ورعى زوجاتهم وأبنائهم جميعا محمد وهدايت ومنصور وتيمور ونادية، وآخرين فيما آمل، لا أعرف إن كان مكتوبًا لي أن ألقاهم.

رعاكِ الله يا حبيبتي ورعاهم، سلمتِ وسلموا، سعدتِ وسعدوا، وسلام عليكِ وعليهم.. وحمدا لله كثيراً وبلا حدود وبلا نهاية».

رحل هيكل عن عالمنا في 17 فبراير عام 2016.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم