«ياميت» قرية مصرية أبكت شارون

بكاء الإسرائيلين عند الخروج من ياميت
بكاء الإسرائيلين عند الخروج من ياميت

طوال سنوات الاحتلال لسيناء، كانت إسرائيل تؤكد أن قرية ياميت على حدود مصر الشرقية هي نقطة الأمان لهم ومنها يبدأ وينتهي أي خطر على الدولة العبرية، وكانوا يعتقدون أن وجود ياميت تحت السيادة الإسرائيلية هو الضمانة الوحيد لأمن إسرائيل والسؤال هو كيف أصبحت ياميت بعد 31 سنه من الحرب وفي ظل السلام وما هي قصتها؟

على بعد 7 كيلو مترات فقط من حدود مصر الشرقية في رفح تقع قرية أبو شنار وهي قرية مصريه بسيطة يسكنها عده مئات من البدو البسطاء سطر لهم القدر صفحه خالدة في التاريخ عندما احتل الجيش الإسرائيلي سيناء الحبيبة وقتها وقعت أعين المحتل عليها لا سيما أنها من مكان متميز وتحتل ربوة عاليه في المنطقة وتطل على الساحل مباشره فقام الإسرائيليون بطرد سكانها وحولوها إلى مستعمرة اسرائيلية ضخمة وأطلقوا عليها اسم يميت هذه القرية كانت بالنسبة لليهود صرحا شاملا من ذراعة وصناعة وبها كل الأنشطة فتمسك بها المحتل الإسرائيلي وراح يتفاوض على الإبقاء عليها تحت السيادة الإسرائيلية لكن لأنها جزء غال من ارض مصر فقد تمسكنا بها حتى عادت وقال رئيس جمعية مستثمري سيناء وشاهد عيان أثناء انسحاب إسرائيل من قرية ياميت لقد شاهدت الإسرائيليين وهم يبكون بكاء شديدا عند الانسحاب منها ورفضوا الخروج من المنازل التي شيدت لهم حتى حضر قائد من الجيش الإسرائيلي وقتها.

وكان شارون وهو يبكي حزنا على ضياع يميت وأبى الإسرائيليون أن يتركوها أو يعيدوها إلى المصريين كما هي فقاموا بنسفها على آخرها وإبادة كل ما قاموا وشيدوه تحت وفوق الأرض من مصانع ومزارع وحتى أنفاق استغلوها في عملياتهم العسكرية وقال رئيس جمعية مستثمري سيناء من وقتها أصبح يراودني هاتف إذا كان الإسرائيليون يتمسكون بأرض ليست لهم ويبكون كل هذا البكاء وهي ليست ملكهم فكيف بنا نحن أصحاب الأرض وأخذت على عاتقي الاستثمار في سيناء مهما تكن النتائج.

ياميت وبعد 31 عامًا على حرب أكتوبر فإن الانجاز والإعجاز يتحدثان عن نفسهما معا حيث المزارع والمصانع حركه لا تهدا هناك اختفت الأرض الصفراء الصحراوية وحل محلها اللون الأخضر في كل مكان العمران امتد إلى القرية مره أخرى وعاد إليها سكانها وعلى أنقاض المستعمرة، أقيم مصنع العصائر، والمربات  ليوفر فرص العمل لأهالي وشباب القرية و بإقامة المصنع انتعشت الزراعة واتجه الأهالي إلى استصلاح الأراضي، وأكد وقتها  أحمد أبو صالح شيخ منطقه العقور برفح: منذ أن شاهدت يا ميت المستعمرة الإسرائيلية التي أقاموها على أراضينا وهم يدمرونها لم أكن أتخيل أن تعود الحياة بهذه السرعة ويمثل هذا الانجاز حيث المصانع والمدارس والأراضي الزراعية المستصلحة وقد أطلقت عليها اسم قرية أبو شنار لأنه اسم طائر معروف لدى سكان البادية ويكثر وجوده بهذه المنطقة لذلك أطلقنا اسمه على القرية.

اقرأ أيضًا| من الهكسوس لـلعصر الإسلامي.. سيناء عبر التاريخ 


كانت يميت ومعناها بالعبرية البحر الصغير درة المستوطنات الإسرائيلية في سيناء قامت الدولة العبرية ببنائها على أحدث ما في العصر من هندسة بناء المعسكرات الدائمة والمدن الصغيرة لتكون مثالا يتخذ به أمام أي مستوطنه في سيناء أو غزه أو الضفة الغربية ولكن عوده السيادة المصرية كاملة على سيناء حتم على الجانب الإسرائيلي إعادة كل شبر من تراب ورمال آخر جزء محتل من الأرض إلى الوطن الأم وذلك كأحد ثمار انتصارات أكتوبر المجيد عام 1973 بدأت عمليه اليمامة الحمراء في 21 ابريل سنه 1982 التي قامت بها السلطات الإسرائيلية لإخلاء المستوطنة وتفكيكها ولكن أدى ذلك إلى المواجهات عنيفة بين تلك السلطات ومئات من المستوطنين المدعومين من حاخامات وقادة يمينيين متطرفين ومتشددين قاموا بالتحصن على أسطح البيوت ووصل عددهم لأكثر من ألفي معارض لمغادره آخر مستوطنه في سيناء اعتقادا منهم بان ذلك سيلحق بهم أذى،

 كما لجأت مجموعة من الشباب المعارض والمتطرف تابعين للرباط الدفاع اليهودي التي كان يتزعمها الحاخام مائير كهانه إلى مكان محصن داخل أحد البيوت مهددين بالانتحار للدفاع عن هذا الرمز لانتصار إسرائيل الكبرى لكن القوات الإسرائيلية تمكنت من إخراجهم باستخدام خراطيم المياه والهراوات ومواد كيمياوية رغوية تساعد على انزلاقهم حتى تم إخلاء آخر فرد من المستوطنة بعد ثلاث أيام كاملة ثم قامت 50 جرافة إسرائيلية بتدمير أحياء وبيوت المستوطنة  فلم يبقى منها شيء وكانت مدينه يضربها الزلزال منذ لحظات واشترك في عمليات الإجلاء نحو 20000 جندي وحوالي 1000 شرطي تمكنت عمليه الهدم باستخدام 70 شاحنه من الديناميت تزن كل واحده منها 100 كلم وضعت في عشرات الملاجئ المحصنة في يميت فانتقل عدد كبير من مستوطنيها إلى قطاع غزه وخاصة في مستوطنات نيفيدكالين حيث وضعت عند مدخل معبد المستوطنة لوحه جدارية تمتد لعدة أمطار تعرف باسم جدار يميت لتذكر المستوطنين بصدمة كانوا يعتقدون أنها لن تتكرر أبدا، المثير أنه قبل إجلاء المستوطنة نحو تسع شهور تكونت في إسرائيل رابطة تدعى حركه وقف الانسحاب من سيناء بهدف تكثيف أنشطة وقف الانسحاب من المستعمرة وانضم لصفوفها عناصر مدرعة جماعتي حوسن ايمونيم وتحيا و ييشع الذين كانوا يخشون أن الانسحاب من يميت سيمثل سابقه تكرس لمسألة الانسحاب من المستوطنات عموما وقد حاولت الحركة جمع مليون توقيع على عريضة تتضمن الاحتجاج على الانسحاب من ياميت لكنها لم تتوقف.