معرض الكتاب| إصدارات السلاسل المخفضة تكسب وحفلات التوقيع تثير الجدل

إقبال الزائرين على أجنحة المعرض واقتناء الكتب
إقبال الزائرين على أجنحة المعرض واقتناء الكتب

مع انتصاف أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الجديدة بدأت تتضح بعض ملامح الدورة الخامسة والخمسين، ومن أبرزها: إقبال عشاق القراءة على إصدارات السلاسل المرتفعة القيمة الزهيدة السعر فى نفس الوقت، ومنها: سلسلة تراث الإنسانية للنشء والشباب التى تطرحها مكتبة الإسكندرية فى جناحيها بالمعرض، وهى كتيبات تحاول شرح المصطلحات الأساسية في مختلف مجالات المعرفة، وعلى نفس الصعيد أقبل الرواد على إصدارات سلسلة «ما» التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومع أهميتها البالغة فى شرح المفاهيم الأساسية وطرح المعلومات الشارحة التي تمثل لبناتٍ فى تكوين ثقافة الفرد إلا أن سعر النسخة منها لا يتعدى 5 جنيهات ، وكذلك إصدارات سلسلة «رؤية» التى تصدرها هيئة الكتاب بالتعاون مع وزارة الأوقاف ، وكل هذه الإصدارات تبرز على أرفف أجنحة الهيئة.

وفى اليوم الرابع، يتوالى الإقبال الكثيف على المعرض، حيث ازدحمت القاعات بالرواد الذين يرغبون في اقتناء الكتب، حين وجدوا خصوماتٍ مميزة من قبل دور النشر، التى قدمت عروضًا مميزة مثل: شراء كتابين والحصول على الثالث هدية، وإذا اشترى القارئ خمسة كتب يُمنح خصمًا 40%، وقد أعلنت بعض دور النشر إنها تطرح كتبًا ذات أسعار لا تتجاوز 50 جنيهًا. كما تستخدم إحدى الدور طريقة دعاية طريفة ؛ هى وضع دفتر كبير فى جناحها، حيث تطلب من الزائرين أن يكتبوا فكرة يرغبون فى تحويلها إلى قصة، ثم يختاروا أفضل عشرة أفكار، ثم يطلبون منهم تحويلها إلى قصة حتى ينشروها فى كتاب.

لكن بعض الرواد أبدوا انزعاجهم بسبب غلاء أسعار بعض الكتب، إضافة الى أن عددًا من العناوين التى كانوا يرغبون فى شرائها لم تصل من المطبعة بعد، وبعض الأجنحة كانت توزع كتبًا مجانية في الدورات السابقة، بينما أصبحت تباع فى هذه الدورة بأسعار معينة.

وقد حققت الهيئة المصرية العامة للكتاب مبيعاتٍ تجاوزت نصف المليون جنيه خلال اليومين الأول والثانى لاستقبال الجمهور، إذ شهد الجناح إقبالاً كثيفًا على الكتب المخفضة ضمن مبادرة وزارة الثقافة التى تبدأ من جنيه حتى 20 جنيهًا، إلى جانب شراء الموسوعات وعلى رأسها موسوعة «مصر القديمة» تأليف العالم الفذ الراحل د. سليم حسن التى يبلغ سعرها 2000 جنيه.

ومن ناحية أخرى أقيمت لعدد كبير من «انفلونسرز»- الذين تُعرض لهم كتب صدرت فى المعرض- لهم حفلات توقيع، جاءت حاشدة بالحاضرين، مما أزعج البعض لأنهم لهم رأى سلبى فى الـ»انفلونسرز» ، وقد سألنا أحد المنزعجين، هل الكتابة حق الجميع؟، فأجاب: الكتابة تساعد الإنسان فى تأسيس عالمه الداخلي، الذى يكتشفه حين تظهر آراؤه ورؤيته للحياة بعدما يدونها على أوراقه، بينما القراءة دون التفكير فى الإجابة، بالطبع للجميع؛ تفتح أفاقاً للوعى والخيال، لكن يجب أن يسأل الـ «انفلونسرز» أنفسهم هل سأقدم عملا مختلفا أم عملا تقليديا؟!.

من جهة أخرى أقُيم حفل توقيع كتاب «فرقة العمال المصرية» من تأليف «كايل جون أندرسون» بحضور المترجمين د. شكرى مجاهد ومحمد صلاح، وتحدثت د. كرمة سامى مديرة المركز القومي للترجمة عن أهمية الكتاب الذى يرصد ما حدث للعمال المصريين الذين عملوا بالسخرة في الحرب العالمية الأولى لصالح إنجلترا، وما عانوه أثناء استغلالهم من قبل الجيش الإنجليزى.

ودعت الجهات المعنية إلى العمل على تدريس الكتاب فى المراحل التعليمية المختلفة، بينما أوضح المترجم الكبير شكري مجاهد أن جده أحمد مجاهد كان نحات حجر، وشارك فى تلك الفرقة، وأثناء الترجمة كان يكتشف تاريخه الشخصي مع الكشف عن جزء من تاريخ مصر مما اعتبره فرض عين.

ويشارك المركز في هذه الدورة بـ200 عنوان جديد، والأكثر مبيعاً حتى الآن في إصدارات المركز القومي للترجمة «دراسات عن المماليك في مصر»، «تاريخ الصراع بين العلم واللاهوت فى المسيحية»، «مقدمة فى التصوف المسيحي»، «سفر دانيال»، «ثقافة الاستهلاك»، «قصور مصر المنسية»، «مقدمة فى الأناجيل الثلاثة»، «ذكريات فى الترجمة»، «القصة العظيمة للرياضيات»، «فرقة العمال المصرية»، و«مدريد الأصول الخفية لعاصمة مسيحية» ويقدم المركز خصوماتٍ تصل إلى 25% .