بسبب الجشع .. قتل شريكه فى التجارة طمعًا فى المال

الضحية
الضحية

المنوفية:‭ ‬إيمان‭ ‬البلطي

  مقولة «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» تجسد بكل تفاصيلها هذه الجريمة التي ارتكبها شاب في حق مسن كانت بينهما شراكة في تربية المواشي؛ منذ ما يقرب من ٤ سنوات كانا شريكين في تربية المواشي وشرائها وبيعها، لكن على الرغم من أن الشراكة بينهما كانت ناجحة، إلا أن الشيطان لعب في عقل الشاب؛ فأقدم على جريمته بأبشع الطرق، حيث قتل المسن ووضعه فى جوال وألقى عليه حجارة ثم ألقاه في البحر. تفاصيل أكثر عن تلك الجريمة البشعة التي دارت أحداثها في إحدى قرى محافظة المنوفية في السطور التالية.

التجارة التي يعمل بها المسن صبحي طعمية، صاحب الـ75 عامًا، ويتقنها جيدا هي شراء الماشية وهي صغيرة، ثم يشارك عليها أحدًا من القرية مقابل مأكلها والاهتمام بها، وبعد أن تكبر يتم بيعها وتقسيم ما جاءت به من ربح بينهما.

هذه التجارة كانت رابحة، ولأن صبحي طعيمة كان رجلا صاحب خلق، ومتدين، ويعرف الحقوق ولا يأكل أموال أحد، كان الجميع يقبل على شراكته، ويوميًا ما كان يدعوه أبناء قريته إلى شراء الماشية ومشاركتهم عليها.

صبحى طعيمة، الرجل المسن، شاء الله أن لا يُرزق بأولاد، وهذا السبب جعله رجلا لا يتأخر عن دعم الشباب، باعتبارهم أولاده، وفي سبيل ذلك لا يدخر مالا لمساعدتهم، وهو بالفعل ما حدث عندما أقدم أحمد، الشاب صاحب الـ30 عامًا، منذ ما يقرب من 4 سنوات على أن يشارك الحاج صبحى طعيمة.

وافق عم صبحى على الشراكة، واعتبر أحمد ابنًا ووضع فيه كل ثقته، لكن كان آخر المعروف، القتل.

الجريمة

في حديثه لـ»أخبار الحوادث»، يحكي صبحى محمود، نجل شقيقة المجني عليه، قائلا: «خالى كان تاجر مواشى، ودائما ما كان يشارك أناس كثيرة في القرية، كما أنه كان محبوبا، وذي سيرة طيبة، فكان الجميع بالقرية يحبونه ويتمنون التعامل معه، هو يشارك بالأموال يشتري الأبقار والجاموس، ثم يعطيها لأحد الفلاحين لتربيتها، وبعد تسمين العجول وغيرها من الماشية، يتم بيعها وتقسيم المكسب بينهما، وهكذا على هذه التجارة مع أكثر من شخص بالقرية».

وأضاف: «ومثل ما كان خالي يشارك الكثير من أبناء القرية، لم يبخل على مشاركة أحمد ايضا منذ حوالي 4 سنوات، لكن الطمع وضع غمامة على عين الجانى، فأقبل على جريمته، كان في كل مكسب في تجارتهما، يذهب خالي ويتقاسمه مع أحمد، يعطيه حسب الاتفاق، لكن أحمد طمع في المزيد، وبخاصة أنه يعلم أن خالى معه أموال كثيرة، وليس لديه أولاد، فخطط لاستدراج الرجل الذي وثق فيه وقتله ليفوز بالمال، جشع وغدر ما بعده غدر».

واستكمل قائلا: «أحمد اتصل الساعة 10.30 صباحا بخالى، وقال له تعالى لى البيت علشان نحسب حسابات المكسب الجديد للتجارة، فعلا خالي راح له بحسن نية، لكن أحمد غدر بيه وقتله، وبعد كدا خرج من البيت علشان يراقب الشارع، ثم دلف الى بيته مرة اخرى وبكل خسة وضع جثمان خالي في جوال، ووضع على الجثمان حجارة، ونقل الجوال على عربة كارو، وسار به إلى النيل، وبعد كده رمى الجوال وبداخله الجثة في الماء، ولما رجع وعرف إننا بندور على خالي، بضمير ميت يحسده عليه ابليس اخذ يبحث معنا عليه كأنه واحد منا، فعلا وكما تقول الحكمة يقتل القتيل ويمشي في جنازته».

ضبط الجاني

بعد مرور عدة أيام دون أن نعرف أين اختفى الحاج صبحى طعيمة، خاصة وأن هاتفه مغلق منذ اللحظة التي اختفى فيها، تتبعت الأجهزة الأمنية كاميرات المراقبة الموجودة على الطريق، والتي رصدت منذ اللحظة الأولى خروجه من البيت في الصباح، وتوجهه إلى بيت شريكه أحمد.

كما أظهرت الكاميرات أن الحاج صبحى طعيمة لم يخرج من بيت أحمد أصلا، كما رصدت الكاميرات خروج أحمد وجلوسه أمام البيت بضع دقائق ثم دخوله البيت مرة أخرى، وفي المساء خرج أحمد من البيت وهو يحمل جوال بداخله شيء ما كبير، ووضعه على عربة كارو وانطلق به.

كانت المؤشرات الأولية بعد ما رصدته كاميرات المراقبة تقول، بإن جثمان الحاج صبحى طعيمة كان داخل الجوال، وبالفعل بعد أن انطلقت الأجهزة الأمنية تم مداهمة البيت، وألقي القبض على أحمد، وتحرر محضر بالواقعة، بعد اعترافه بجريمته، وقام بتمثيل الجريمة أمام فريق من الشرطة والنيابة العامة، وتم حبس المتهم على ذمة القضية.

وبعد أن أرشد عن المكان الذي ألقى فيه الجثة استطاعت قوات الإنقاذ النهري، بعد مرور 4 أيام استخراج الجثمان، ولكن كان قد تحلل بشكل كبير، ولم يبق من الجثمان إلا سبحة كان المجني عليه يستخدمها لذكر الله، وساعة كانت في يده حتى حانت ساعته الأخيرة.

وتحكي زوجة المجني عليه لـ»أخبار الحوادث» قائلة: «زوجي مات غدرا، أحمد طمع فيه وقتله، ياريته سرقه فقط ومكانش حرمنا منه، سندي مات والراجل اللي أنا حبيته وعايشه معاه السنين دي كلها، ده كان ونيسي وأنيسي وكل حاجة ليا في الدنيا، كان عوضي بعد ما اتحرمت من الخلفة، كان هو جوزي وابني وكل حاجة ليا».

وأضافت: «مات ومفضلش منه غير سبحة وساعة، السبحة اللي عمرها ما فارقت إيده بيسبح عليها الله عز وجل كانت آخر حاجة كان ماسكها، والساعة اللي كانت في إيده فضلت معاه لحد ما حانت ساعته الأخيرة».

تضيف شقيقة المجني عليه قائلة: «أخويا عمره ما اتأخر علينا، دايما كان السند لينا ودايما كان معانا ومش مخلينا محتاجين حاجة، حتى أحمد اللي قتله كان بيعامله زي ابنه وأكتر، ومكانش بيحوش عنه حاجة، وكان دايما بيساعده وبيقف جنبه، يبقى جزاؤه بعد ده كله القتل، نعلم علم اليقين أن حقه سوف يعود بقصاص القضاء حين القاضي الحكم وتهدأ روح صبحي في قبره، لن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل».

إقرأ أيضاً : قاتلة والدها بمساعدة خطيبها: رفض زواجي

;