كتبت : ياسمين السيد هانى
تبدو حرب أوكرانيا الجارية منذ ما يقرب من عامين «صغيرة» مقارنة بالحرب الجارية فى غزة.. وربما يتركز الفرق فى نطاق ومعدل استهداف المدنيين الذى وقع خلال فترة الحرب حتى الآن وكذلك فى وحشية الأطراف وتعمدهم الإضرار بالعزل.
وطوال فترة الحرب، التى أثرت على العالم أبلغ تأثير على المستويين الاقتصادى والسياسي، اعتبر محللون أن السبب الأهم فى استمرار هذه الحرب هو المد الغربى لكييف بالسلاح.. فنظريا لا توجد مقارنة بين القدرات العسكرية لروسيا من ناحية وأوكرانيا من ناحية أخرى. لكن الدعم العسكرى والمالى الغربى لكييف هو ما أبقى هذه الحرب جارية حتى الآن. ومن ناحية أخرى، فإن هذا الدعم - بحسب محللين أيضا- كان يهدف إلى إطالة زمن الحرب.. فلا منتصر ولا مهزوم من أى من الطرفين.. بل إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين كانوا يخشون فى الواقع إلحاق هزيمة بروسيا حتى لا تستفز وتوسع نطاق الحرب ويجر العالم إلى مشارف حرب عالمية ثالثة.
اقرأ أيضاً |عشرات الشهداء والمصابين في قصف إسرائيلي متواصل على غزة
وفى هذا السياق كشف تقرير سابق ل سى ان ان أن المسئولين الأمريكيين كانوا يتعمدون إلغاء بعض الخواص القتالية والفنية من السلاح الموجه لكييف حتى يتحكموا فى نطاق استخدامه، بمعنى ألا يمكن للجيش الأوكرانى استخدامه ضد الأراضى الروسية مباشرة.. ولم تلغ بعض الاستثناءات الميدانية فى القتال من هذه القاعدة التى التزمها الغرب.. وهى أن استفزاز روسيا «خط أحمر».. وبحسب محللين روس، فإن هذه الحرب بات ينظر لها على أنها حرب بالوكالة بين الغرب وروسيا على أرض أوكرانيا.
أما ما ألحقته حرب غزة بالمشهد.. فهو أن شبح اندلاع حرب واسعة فى منطقة الشرق الأوسط قد أجبر الولايات المتحدة على إبقاء تركيزها على المنطقة المشتعلة.. والعمل بشكل دءوب حتى لا تتسع الحرب.. فيما تفتقر واشنطن إلى أى رؤية أو تصور واقعى عما سيقع فى اليوم التالى لنهاية الحرب.. كما تتبع أسلوب «انتظر وسترى» (Wait and See approach) وهو الذى يعتمد على تطوير سياساتها ومواقفها وقرارتها عبر المتابعة اللحظية لتطورات الأحداث.. وربما تزايدت أخيرا الأصوات التى تتحدث عن اقتراب نهاية حرب أوكرانيا، لا سيما مع نجاحات ميدانية عديدة حققها الجيش الروسى فى مواجهة الجيش الأوكراني.
وقبل أيام، قال وزير الدفاع الأوكرانى رستم عميروف إن أوكرانيا فى تنافس مع دول أخرى للحصول على الذخيرة من الشركات المصنعة الغربية. وأضاف وزير الدفاع فى تصريح لوسائل إعلام أوكرانية أن «هناك صراعات أخرى فى العالم تستهلك موارد الإنتاج الغربي. لقد بدأنا التنافس على شراء الذخيرة». قال وزير الدفاع الإيطالى غيدو كروسيتو إن الأزمة الأوكرانية المستمرة يجب حلها عبر الوسائل السياسية.
وكشف أندريه سيبيجا نائب رئيس مكتب فلاديمير زيلينسكى عن ست دول فى الاتحاد الأوروبى لم تنضم إلى إعلان الضمانات الأمنية لكييف. وفى هذا الشهر استخدم رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان حق الفيتو لمنع حزمة بقيمة 55 مليار دولار لدعم أوكرانيا. كما أنه أعاق محادثات أوكرانيا بشأن عضويتها فى الاتحاد الأوروبي، فى مؤشر على تصدع الحلف الغربى نفسه فى تناوله لهذا الملف.
