مفاوضات القاهرة «فرصة أخيرة» لهدنة غزة| مطالبات دولية لـ«حماس» وإسرائيل بقبول اتفاق يمنع كارثة إنسانية

نتنياهو يسترضى المتطرفين بعملية رفح

دخان يتصاعد جراء ضربات الاحتلال على قطاع غزة
دخان يتصاعد جراء ضربات الاحتلال على قطاع غزة

عواصم - وكالات

من جديد، فتحت القاهرة أبوابها أمس لجولة مفاوضات حول الهدنة فى غزة «بحضور كافة الأطراف»، حيث تسابق وفود من حركة «حماس» وإسرائيل، إضافة إلى وسطاء مصريين وقطريين وأمريكيين، الزمن لوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضى.

وتزامنًا مع احتضان مفاوضات «الفرصة الأخيرة»، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر مصرى رفيع المستوى قوله إن القاهرة أبلغت إسرائيل بخطورة التصعيد، مشددًا على جاهزية مصر للتعامل مع السيناريوهات كافة.

وانطلقت جولة القاهرة هذه فى ظل توافق بين جميع الأطراف للعودة إلى المسار التفاوضى، بحسب المصدر نفسه، بعد ساعات من جهود مصرية مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع فى قطاع غزة.

وشملت التحركات أمس زيارة وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومسئولين كبار آخرين.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة لأكثر من 8 أشهر، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعى، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين فى مدينة رفح الفلسطينية.

وكانت «حماس» أعلنت الاثنين الماضى أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى للحركة، أبلغ رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثانى، الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار.

لكن إسرائيل قابلت موافقة حماس بالرفض للاقتراح المكون من ثلاث مراحل، زاعمة أنه غير مقبول لأنه يضم شروطًا مخففة. وقال المتحدث باسم الأمن القومى فى البيت الأبيض جون كيربى إن الحركة الفلسطينية قدمت اقتراحًا معدلًا وإن النص الجديد يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن «سدها تمامًا».
ومنذ الهدنة الوحيدة فى الصراع حتى الآن وكانت لمدة أسبوع فى نوفمبر الماضى، تعثرت مساعى وقف إطلاق النار مع رفض «حماس» إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين دون تعهد بوقف دائم للحرب وإصرار تل أبيب على التفاوض على هدنة مؤقتة فقط.

وتصاعد التوتر مع ظهور لقطات لدبابات جيش الاحتلال أول من أمس تسير عند الجانب الفلسطينى لمعبر رفح، ورفع العلم الإسرائيلى عليها، وسط مزاعم بأن رفح هى المعقل الأخير لـ«حماس».

أمام ذلك، حذر أسامة حمدان القيادى فى «حماس» من بيروت، من أنه «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار» إذا استمر العدوان الإسرائيلى فى رفح.
فيما قال جيش الاحتلال إنه ينفذ عملية محدودة فى المدينة للقضاء على مقاتلى «حماس» وتفكيك البنية التحتية التى تستخدمها الحركة. وطلبت من المدنيين، الذين نزحوا بالفعل من مناطق أخرى بغزة فى وقت سابق من الصراع، التوجه إلى «منطقة إنسانية موسعة» على بعد نحو 20 كيلومترا.

بدوره، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل وحماس عدم ادخار أى جهد للاتفاق على هدنة، قائلا: «بلا شك سيؤدى أى هجوم شامل على رفح إلى كارثة إنسانية».

وفى خطوة اعتراضية على أى عملية عسكرية فى رفح، أعلن مسئول أمريكى أن الولايات المتحدة علقت الأسبوع الماضى إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل على خلفية المخاوف المرتبطة بخطة اجتياح رفح، فى تضييق غير مسبوق من قبل الرئيس جو بايدن على المساعدات العسكرية لتل أبيب.

ونقلة وكالة «فرانس برس» عن المسئول الرفيع المستوى فى إدارة بايدن قوله إن واشنطن علقت شحنة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كيلوجرامات)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كيلوجرامًا) بعدما فشلت إسرائيل فى «التعامل بشكل كامل» مع المخاوف الأمريكية حيال عملية برية كبيرة.

وبحسب المسئول الأمريكى فإن وزارة الخارجية فى واشنطن تجرى مراجعة لعمليات نقل أسلحة أخرى، بما فى ذلك استخدام مجموعات القنابل الدقيقة المعروفة باسم «جيه دى أيه إم».

الضغط المتبادل من قبل «حماس» وإسرائيل» اعتبره تحليل لشبكة «سى إن إن» محاولة من الطرفين لتحقيق مطالب تضمن بقاءهما السياسى، مستشهدة بإعلان الحركة موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل اعتبرت موقف حماس بعيدا كل البعد عن تلبية مطالبها، ومن هنا نفذ جيش الاحتلال عدوانه على شرق رفح فى ظل ضغوط مكثفة من التيار اليمينى المتطرف فى حكومة بنيامين نتنياهو.

ويبدأ عرض حماس بالإفراج عن 33 محتجزًا من إسرائيل، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين على مدى 42 يومًا، وينتهى بإعادة بناء غزة خلال «فترة من الهدوء المستدام»، بحسب تقرير الشبكة الأمريكية، التى نقلت أيضًا عن مصدر دبلوماسى مطلع على المحادثات، قوله إن الإشارة إلى الهدوء المستدام هى «وسيلة للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار دون تسميتها كذلك».

ومن المقرر - حسب مقترح الهدنة - تقسيم الصفقة إلى ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، وسيتضمن انسحابًا إسرائيليًا نهائيًا من غزة فى المرحلة الثانية.