بتجرد

إسرائيل من الداخل «٥».. سقوط نتنياهو

المهندس أحمد العصار
المهندس أحمد العصار

وصل قطار نتنياهو السياسى الى محطته الأخيرة ودفنت أحلامه بالاستمرار فى السلطة، يترقب الجميع نهاية الرجل الذى طالما تباهى بقدرته على ضمان أمن إسرائيل والذى وقف متخبطاً أمام طوفان المقاومة.

اتهام نتنياهو فى ٣ قضايا فساد يبرر محاولاته المستميتة لتقديم بعض صور النصر الزائف لجمهور الإسرائيليين، لعلها تنقذه من غياهب السجون. تحالف نتنياهو مع أحزاب يمينية متطرفة للوصول للسلطة أدى الى انقسام مجتمعى وتخوف قطاع كبيرعلى شكل الحياة العامة، فاقم نتنياهو هذا الوضع باصراره على تمرير التعديلات القضائية مما عرض إسرائيل لشبح الحرب الأهلية، وأدى كل هذا الحراك الى انشغال الأجهزة الأمنية عن مقتضيات الأمن القومى، مما قد يفسر عدم توقع هجوم حماس.

الفشل فى التصدى لهجوم حماس كان القشة التى قصمت ظهر البعير، إذ أوضح استطلاع للرأى أجرته معاريف أن ٨٠% من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو لا بد أن يتحمل المسئولية عن الإخفاق الأمنى.

ومما يضعف من ثقل نتنياهو السياسى وجود فجوة فى العلاقة مع الإدارة الأمريكية، حيث ألمح بايدن لوجود خلافات مع نتنياهو، كما دعا إلى تغيير الحكومة، وهو ما يبدو منطقياً فى ضوء السلوك الإسرائيلى اللاعقلانى وعدم الاستجابة للمطالب الأمريكية بتجنب استهداف المدنيين وكبح جماح المستوطنين فى الضفة، ويبدو أن الإجماع الدولى على وقف الحرب وفشل الحملة العسكرية حتى الآن يمثلان قلقاً أمريكياً من المقاربة الإسرائيلية، هذا بالاضافة إلى تراجع شعبية بايدن فى أوساط الشباب بسبب الحرب.

لم يحقق نتنياهو أياً من الأهداف الاستراتيجية حتى الآن، فكابوس الرهائن مستمر والخسائر البشرية فى تصاعد، نتنياهو محاصر لا محيص، ويبدو أن رحيله يلوح فى الأفق وتلوح معه إرهاصات لتغييرات جوهرية فى تركيبة السلطة الحاكمة فى إسرائيل، غير أن مآلات الحرب وتحقيقات ما بعدها سيكون لها أيضا انعكاسات مهمة على المشهد السياسى برمته.