دائرة حوار ختان الإناث «حرام».. والعنف الأسرى «مرفوض».. والبخل يهدم البيوت

جانب من دائرة الحوار
جانب من دائرة الحوار

دائرة حوار شهدها رجال الدين الإسلامى والمسيحى والرائدات الاجتماعيات، حول العنف الأسرى، للرد على الأسئلة التى تتلقاها الرائدة الاجتماعية من الأسر الأولى بالرعاية فى القرى ويتركز معظمها فى قضايا ختان الإناث وبخل الزوج والضرب وإجبار الزوجة على العمل والتمييز ضد ذوى الإعاقة والضعفاء.

تم عقد دائرة الحوار فى إطار حملة «ال 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة»، والتى يتبناها برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعى.

اقرأ أيضاً| «الملا» يتفقد المنطقة الجغرافية البترولية بطنطا

الشيخ مجدى عاشور، المستشار الدينى لبرنامج وعى، قال إن حملة ال16 يومًا تهتم بمشكلات الواقع التى تواجهها الفتيات والنساء، ومن بينها أفكار اجتماعية وأفكار تنسب للدين الإسلامى والمسيحى، وأضاف أن الرائدة الاجتماعية تتلقى شكاوى الأسر والأمهات والفتيات من هذه الأفكار، ومن المهم أن تعرف رأى الدين فيها، لأن من مسئوليتها التوعية بالفكر الدينى السليم تجاه هذه القضايا والأفكار.

وقال القس الأب أنطونيوس صبحى، استشارى التنمية بأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن العنف والأفكار العنيفة مرفوضة من كل الأديان، خاصة العنف الأسرى، لأن المفروض أن الحياة الأسرية يسودها الحب والمودة بين كل أفرادها.

وسألت الرائدة سهيلة هشام إبراهيم، من محافظة الجيزة، عن ختان الإناث، وأشارت إلى أن بعض الأسر مازالت تعتقد أنه من الممارسات الدينية سواء إسلامية أو مسيحية.

وهنا رد الدكتور مجدى عاشور، قائلاً: ختان الإناث هو ممارسة أقرب للعادة منها للعبادة، ولذلك هى ترتبط بالرأى الطبى، وعلى الرأى الدينى أن يسير وراء الرأى الطبى، لأن رأى الشرع يختلف من عصر لعصر فى الأمور التى تدخل فى نطاق الثقافة وليس فى الديانة، ومنها ختان الإناث، والقاعدة الدينية تقول إنه يحرم الاعتداء على جسد المرأة إلا للضرورة، والحكم أن ختان الإناث حرام شرعًا، لأن الطب علمنا أنها ممارسة لا نفع من ورائها، وأن أضرارها النفسية والجسدية كثيرة.

بينما أكد الأب أنطونيوس، أنه لا يوجد حديث ولا آية ولا إصحاح فى العهدين القديم أو الحديث، جاء فيه ذكر ختان الإناث، فى الوقت الذى تمارسه أسر مسلمة وأسر مسيحية، لذلك فالمرجح أن ختان الإناث عادة من قبل الأديان، وأسبابها اجتماعية وليس لها أصل فى الدين، كما قال الشيخ مجدى عاشور، والرأى فيها هو رأى الطب.

وسألت الرائدة سارة كامل، من قرية دهشور بمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، عن أشكال العنف الأسرى، التى تطال النساء والفتيات داخل الأسر، سواء من الزوج أو الأب أو الأخ، وتمسك الرجل برأيه فى أمور البيت، وتكرار جملة «كلامى هو اللى يمشى»، ثم يمد يده على زوجته أو ابنته بالضرب، وهو ما يؤذى المرأة والفتاة جسديًا ونفسيًا.

ورد الدكتور مجدى عاشور، قائلاً: «النساء شقائق الرجال»، أى أن للمرأة كرامتها مثلما للرجل كرامته ولا يجوز أن يتطاول الزوج على زوجته، سواء بالضرب أو بالإهانة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء، وقال فى خطبة الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا، فهن عوان عندكم»، وقال: الله الله فى النساء، وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى»، فمن الشرف أن يكون الزوج خادمًا لأهله، وأضاف: أما الزوج الذى يرى أن من حقه أن يضرب زوجته، استنادًا إلى تفسير للآية الكريمة «واضربوهن»، فنقول له إنه لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب أحدا من النساء، فلم يضرب أحدًا طوال حياته، لا امرأة ولا خادمة.

وسألت الرائدة الاجتماعية رانيا ربيع، من حى النزهة بالقاهرة، عن حكم الزوج الذى لا ينفق على زوجته وأولاده، أو يعطيهم مبلغًا بسيطًا لا يسد احتياجاتهم.

وهنا يفرّق الدكتور مجدى عاشور، بين الزوج المعسر، الذى يعانى من ضيق الحال، وبين الزوج والأب البخيل، ناصحًا الأسر بعدم تزويج الابنة لأى شخص بخيل مهما كان يملك من مال، لأن البخل يهدم البيوت ويهدم النفوس، ويأثم صاحبه شرعًا.