الأفلام التسجيلية تخطف الأنظار فى دورة الجونة الهادئة

محمد كمال
محمد كمال

ماذا‭ ‬لو‭ ‬أقيم‭ ‬مهرجان‭ ‬“فينسيا”‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء؟‭.. ‬هل‭ ‬سيفقد‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬جزء‭ ‬ولو‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬بريقه؟‭.. ‬سؤالان‭ ‬تم‭ ‬طرحهما‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬الإجابة‭ ‬سوى‭ ‬مع‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬“الجونة”‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬أقرب‭ ‬لمدينة‭ ‬“فينسيا”‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرواج‭ ‬السياحي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬عكس‭ ‬الشتاء،‭ ‬جزء‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬لمهرجان‭ ‬“فينسيا”‭ ‬وإقامته‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬الصيف‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الذروة،‭ ‬بالفعل‭ ‬أجواء‭ ‬المدينة‭ ‬نفسها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬روح‭ ‬لأي‭ ‬فعالية‭ ‬ثقافية،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬سينمائية،‭ ‬وبرغم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬لم‭ ‬يتأثر‭ ‬برنامج‭ ‬وجداول‭ ‬العروض‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬“الجونة”،‭ ‬بالتأجيل‭ ‬واختلاف‭ ‬المواعيد‭ ‬فقد‭ ‬زادت‭ ‬الأفلام‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬فيلما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدورة‭ ‬نفسها‭ ‬تفتقد‭ ‬للأجواء‭ ‬المعتادة‭ ‬الخاصة‭ ‬بتلك‭ ‬المدينة‭ ‬الصيفية،‭ ‬لهذا‭ ‬فقد‭ ‬خرجت‭ ‬الدورة‭ ‬السادسة‭ - ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬–‭ ‬بشكل‭ ‬هادئ‭ ‬جدا‭ ‬وصولا‭ ‬لليوم‭ ‬“الخميس”‭ ‬الذي‭ ‬سيشهد‭ ‬في‭ ‬المساء‭ ‬حفل‭ ‬ختام‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬ديسمبر‭ ‬الحالي‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬مدينة‭ ‬الجونة‭ ‬تواجدت‭ ‬لافتات‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬“في‭ ‬الثانية‭ ‬ظهرا‭ ‬حينما‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬دقات‭ ‬الجرس،‭ ‬دع‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬يديك‭ ‬وانضم‭ ‬إلينا‭ ‬لنقف‭ ‬30‭ ‬ثانية‭ ‬صامتة”‭.. ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬يقدمها‭ ‬المهرجان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإحاطة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬إنسانية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التضامن،‭ ‬حيث‭ ‬تنطلق‭ ‬الأجراس‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬ظهرا،‭ ‬وقتها‭ ‬يتوقف‭ ‬الجميع‭ ‬عما‭ ‬يفعلونه،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬لمدة‭ ‬30‭ ‬ثانية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تضامن‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬برنامج‭ ‬لتكريم‭ ‬السينما‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضم‭ ‬10‭ ‬أفلام‭ ‬يأتي‭ ‬أفضلهم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المستوى‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬“وداعا‭ ‬طبرية”،‭ ‬وهو‭ ‬إنتاج‭ ‬2023،‭ ‬للمخرج‭ ‬لينا‭ ‬سوالم،‭ ‬أما‭ ‬أكثر‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حضورا‭ ‬جماهيريا‭ ‬كان‭ ‬“الأستاذ”،‭ ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬طويل‭ ‬للمخرجة‭ ‬فرح‭ ‬النابلسي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬“السينما‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭: ‬نظرة‭ ‬علي‭ ‬فلسطين”‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬الفيلم‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬استضافت‭ ‬الندوة‭ ‬المخرج‭ ‬خليل‭ ‬المزين‭ ‬والممثل‭ ‬أحمد‭ ‬المنيراوي‭ ‬والمخرج‭ ‬رشيد‭ ‬مشهراوي‭ ‬والمخرجة‭ ‬فرح‭ ‬نابلسي‭ ‬بإدارة‭ ‬المخرج‭ ‬محمد‭ ‬المغني‭.‬

ضم‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬3‭ ‬مسابقات‭ ‬رسمية‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬التسجيلية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬خطفت‭ ‬الأنظار،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬المستوى‭ ‬تعد‭ ‬الأفضل،‭ ‬وفي‭ ‬الغالب‭ ‬ستقف‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬حائرة‭ ‬لاختيار‭ ‬الجائزة‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬التي‭ ‬تنافس‭ ‬خلالها‭ ‬10‭ ‬أفلام،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬5‭ ‬تحف‭ ‬سينمائية،‭ ‬الأولى‭ - ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬بالفعل‭ ‬مفاجأة‭ ‬المهرجان‭ - ‬فيلم‭ ‬“بوابة‭ ‬هوليوود”،‭ ‬وهو‭ ‬إنتاج‭ ‬ألماني‭ ‬أمريكي‭ ‬مشترك‭ ‬للمخرج‭ ‬ذو‭ ‬الأصول‭ ‬المصرية‭ ‬إبراهيم‭ ‬نشأت،‭ ‬والفيلم‭ ‬تجربة‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬فكرته‭ ‬وتنفيذه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬المخرج‭ ‬خلال‭ ‬التصوير‭ ‬للقتل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬ويسرد‭ ‬المخرج‭ ‬خلال‭ ‬الفيلم‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لإنسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعقد‭ ‬المخرج‭ ‬لاتفاق‭ ‬مع‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأفغانية‭ ‬الجديد‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬إظهار‭ ‬الواقع‭ ‬الأفغاني‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬“طالبان”،‭ ‬ويرتكز‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬بعض‭ ‬اللمحات‭ ‬الكوميدية‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬“طالبان”‭ ‬بعد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مجمع‭ ‬عسكري‭ ‬أمريكي‭ ‬عملاق‭ ‬يسمى‭ ‬“بوابة‭ ‬هوليوود”‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬“كابول”‭.‬

التحفة‭ ‬التسجيلية‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬الفيلم‭ ‬الإيراني‭ ‬الهوية،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فهو‭ ‬ألماني‭ ‬فرنسي‭ ‬“سبعة‭ ‬أشتية‭ ‬في‭ ‬طهران”،‭ ‬للمخرجة‭ ‬الألمانية‭ ‬شتيفي‭ ‬نيدرزول،‭ ‬وهذا‭ ‬الفيلم‭ ‬شهد‭ ‬العرض‭ ‬الثاني‭ ‬له‭ ‬حضورا‭ ‬كثيفا‭ ‬جدا‭ ‬بسبب‭ ‬الصدى‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬العرض‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬يرتكز‭ ‬الفيلم‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬ريحانا‭ ‬جباري‭ ‬التي‭ ‬قتلت‭ ‬شخصا‭ ‬حاول‭ ‬اغتصابها‭ ‬وحكم‭ ‬عليها‭ ‬القضاء‭ ‬الإيراني‭ ‬بالإعدام،‭ ‬واعتمدت‭ ‬المخرجة‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬بجانب‭ ‬اللقاءات‭ ‬مع‭ ‬أسرة‭ ‬ريحانا‭ ‬على‭ ‬الرسائل‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬كتبتها‭ ‬ريحانا‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬واستخدام‭ ‬تعليق‭ ‬صوتي‭ ‬لسردها،‭ ‬ويعد‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬المشاهدين،‭ ‬أما‭ ‬التحفة‭ ‬الثالثة‭ ‬فهو‭ ‬الفيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬“على‭ ‬قارب‭ ‬أدامان”‭ ‬للمخرج‭ ‬نيكولا‭ ‬فيليير،‭ ‬والفيلم‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬“الدب‭ ‬الذهبي”‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬“برلين”،‭ ‬والذي‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬لرعاية‭ ‬العجائز‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬السين‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬وتقدم‭ ‬الدار‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وأيضا‭ ‬الثقافية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفنون‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفقدوا‭ ‬تواصلهم‭ ‬مع‭ ‬الحاضر‭.‬

الفيلم‭ ‬الرابع‭ ‬هو‭ ‬المكسيكي‭ ‬“إيكو”‭ ‬للمخرجة‭ ‬تاتيانا‭ ‬هويزو،‭ ‬والتي‭ ‬تتتبع‭ ‬حياة‭ ‬3‭ ‬أجيال‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬المكسيكية‭ ‬الفقيرة‭ ‬ومحاولات‭ ‬الأطفال‭ ‬التكييف‭ ‬مع‭ ‬الطبيعة‭ ‬القاسية‭ ‬وتربية‭ ‬الحيوانات‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬الموت‭ ‬والمرض‭ ‬وأيضا‭ ‬الصمت‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬للتغيير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬منهم،‭ ‬الفيلم‭ ‬الخامس‭ ‬هو‭ ‬“عدم‭ ‬الانحياز‭: ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬بكرات‭ ‬لابودوفيتش”‭ ‬للمخرجة‭ ‬ميلا‭ ‬توراجليتش،‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬تعرض‭ ‬صور‭ ‬أرشيفية‭ ‬من‭ ‬مذكرات‭ ‬المصور‭ ‬الصربي‭ ‬الشهير‭ ‬ستيفان‭ ‬لابودوفيتش‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتصوير‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬حلم‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬وقتها‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حضورا‭ ‬كبيرا،‭ ‬المصري‭ ‬“آل‭ ‬شنب”‭ ‬للمخرجة‭ ‬آيتن‭ ‬أمين،‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬بطولته‭ ‬ليلى‭ ‬علوي‭ ‬ولبلبة‭ ‬وأسماء‭ ‬جلال‭ ‬وهيدي‭ ‬كريم،‭ ‬وحضرت‭ ‬بطلات‭ ‬الفيلم‭ ‬وهن‭ ‬يرتدين‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬تضامنا‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬كوميدي‭ ‬حول‭ ‬حدوث‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬مفاجئة‭ ‬لأحد‭ ‬أفراد‭ ‬عائلة‭ ‬“آل‭ ‬شنب”،‭ ‬ويضطر‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬الجنازة‭ ‬والعزاء،‭ ‬وخلال‭ ‬الأيام‭ ‬الثلاثة‭ ‬للحداد‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬عائلي‭ ‬كبير‭ ‬ضم‭ ‬الأربعة‭ ‬شقيقات،‭ ‬وأبنائهن‭ ‬وأحفادهن،‭ ‬وأيضا‭ ‬الفيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬“تشريح‭ ‬سقوط”‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬“السعفة‭ ‬الذهبية”‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬“كان”‭ ‬للمخرج‭ ‬جوستين‭ ‬تريييه،‭ ‬وأيضا‭ ‬الفيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬الآخر‭ ‬“دوجمان”‭ ‬للمخرج‭ ‬لوك‭ ‬بيسون،‭ ‬أما‭ ‬أفضل‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسابقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المستوى‭ ‬فهو‭ ‬السويدي‭ ‬“تنويم‭ ‬مغناطيسي”‭ ‬إخراج‭ ‬أرنست‭ ‬دي‭ ‬جير،‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬أندريا‭ ‬وفيرا‭ ‬وتأسيسهما‭ ‬لتطبيق‭ ‬يختص‭ ‬بالصحة‭ ‬النسائية‭ ‬ودخولهما‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬لتسويق‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق،‭ ‬وتأثير‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬علاقتهما‭.‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الفعاليات،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬ندوة‭ ‬المخرج‭ ‬مروان‭ ‬حامد‭ ‬المكرم‭ ‬من‭ ‬المهرجان‭ ‬أكثر‭ ‬الندوات‭ ‬تأثيرا‭ ‬وحضورا‭ ‬وتفاعلا‭ ‬والتي‭ ‬أدارها‭ ‬المنتج‭ ‬علاء‭ ‬كركوتي،‭ ‬وتحدث‭ ‬مروان‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬بأكاديمية‭ ‬السينما،‭ ‬والتي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وقال‭ ‬بأن‭ ‬السينما‭ ‬تتغير‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التقني‭ ‬وهذا‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬السرد،‭ ‬لذلك‭ ‬فمرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬السيناريست‭ ‬الراحل‭ ‬وحيد‭ ‬حامد‭ ‬وقال‭ ‬بأنه‭ ‬صاحب‭ ‬تجربة‭ ‬حياتية‭ ‬كبيرة‭ ‬منذ‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬القرية‭ ‬إلى‭ ‬المدينة،‭ ‬وفترة‭ ‬تجنيده‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬1967،‭ ‬فقد‭ ‬مر‭ ‬بتجارب‭ ‬قوية‭ ‬وثرية‭ ‬شكلت‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كتاباته،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬اكتشاف‭ ‬لهذا‭ ‬الثراء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التطرق‭ ‬بالحديث‭ ‬إلى‭ ‬أعماله‭ ‬السينمائية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬تخرجه‭ ‬القصير‭ ‬“لي‭ ‬لي”‭ ‬مرورا‭ ‬بأفلام‭ ‬“عمارة‭ ‬يعقوبيان،‭ ‬إبراهيم‭ ‬الأبيض،‭ ‬الفيل‭ ‬الأزرق‭ ‬بجزئيه”‭.‬

كما‭ ‬أقيم‭ ‬لقاء‭ ‬حواري‭ ‬مع‭ ‬الممثلة‭ ‬الكبيرة‭ ‬يسرا،‭ ‬وأدارته‭ ‬مديرة‭ ‬المهرجان‭ ‬المنتجة‭ ‬والمخرجة‭ ‬ماريان‭ ‬خوري،‭ ‬والتي‭ ‬تحدثت‭ ‬خلاله‭ ‬يسرا‭ ‬بأن‭ ‬حلمها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ممثلة‭ ‬مثل‭ ‬سعاد‭ ‬حسني،‭ ‬وأنها‭ ‬كانت‭ ‬محظوظة‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬النجوم‭ ‬مثل‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬ووحيد‭ ‬حامد‭ ‬وعادل‭ ‬إمام،‭ ‬وبدأ‭ ‬الحوار‭ ‬بإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والأحداث‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأكدت‭ ‬يسرا‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬استثنائي‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬مهما‭ ‬مر‭ ‬الوقت،‭ ‬وعبرت‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬ببرنامج‭ ‬“نافذة‭ ‬على‭ ‬فلسطين”،‭ ‬وقالت‭ ‬بأنها‭ ‬انبهرت‭ ‬بفيلم‭ ‬“باب‭ ‬الشمس”‭ ‬للمخرج‭ ‬يسري‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬شاهدته‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬فيلم‭ ‬“الأستاذ”‭ ‬للمخرج‭ ‬فرح‭ ‬نابلسي‭ ‬والحاصل‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭.‬

وكانت‭ ‬أول‭ ‬الجوائز‭ ‬الموازية‭ ‬الغير‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬“الجونة”‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬المخرج‭ ‬السوداني‭ ‬محمد‭ ‬كردفاني،‭ ‬صاحب‭ ‬التحفة‭ ‬السودانية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬“وداعا‭ ‬جوليا”،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬مجلة‭ ‬“فاريتي”‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬أفضل‭ ‬موهبة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كما‭ ‬أقيم‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬السادسة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬سوق‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي،‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تدشين‭ ‬سوق‭ ‬سينمائي‭ ‬داخل‭ ‬مهرجان‭ ‬مصري،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬مخصص‭ ‬لشركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتوزيع‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بصناعة‭ ‬السينما‭.‬

كما‭ ‬أطلق‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬أيضا‭ ‬صندوقا‭ ‬تأسيسيا‭ ‬لتمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬أفلام‭ ‬الشباب‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مدينة‭ ‬“O West”‭ ‬بقيمة‭ ‬8‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬لتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬اللازم‭ ‬لصناع‭ ‬الأفلام‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية،‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أفكار‭ ‬مشاريع‭ ‬أفلامهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬O West””‭ ‬لمنصة‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائية،‭ ‬ويسعى‭ ‬الصندوق‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬السينمائية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬ابتكرت‭ ‬قصصاً‭ ‬أصلية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬مرحلة‭ ‬التمويل‭ ‬الأولية،‭ ‬ليتمكن‭ ‬بعدها‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬والمنتجين،‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنتجين‭ ‬وبرامج‭ ‬التمويل‭ ‬والمنح،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬إضافي،‭ ‬وأشارت‭ ‬ماريان‭ ‬خوري‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬للمهرجان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصندوق‭ ‬يدعم‭ ‬مشاريع‭ ‬10‭ ‬أفلام،‭ ‬حيث‭ ‬تخصص‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬لتطوير‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة‭ ‬والوثائقية‭ ‬الطويلة‭ ‬والأفلام‭ ‬القصيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لإنتاج‭ ‬المحتوى‭ ‬الأصلي،‭ ‬واستيعاب‭ ‬الطلب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السينما‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬مرحلتين‭ ‬مختلفتين‭ ‬للصندوق‭ ‬في‭ ‬شهري‭ ‬إبريل‭ ‬وسبتمبر‭.‬

;