باختصار

وعى الشعب

عثمان سالم
عثمان سالم

من جديد يبرهن المواطن المصرى على معدنه الأصيل فى المواقف التى تحتاج اصطفافه.. الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.. فقد كانت نتائج التصويت على انتخابات رئاسة الجمهورية خير شاهد على أن الوطن يجد أبناءه حيث يناديهم..

كانت الأرقام غير مسبوقة فى تاريخ الانتخابات والاستفتاءات فى الوطن ـ ربما ـ منذ ثورة يوليو عام ١٩٥٢.. لقد بلغت نسبة من أدلوا بأصواتهم أكثر من ٤٤ مليونا بنسبة ٦٦٪ فى واحدة من المشاهد التى ستظل علامة فارقة فى تاريخ الوطن..

وكان حصول المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى على أكثر من ٣٩ مليون صوت اعترافا من الشعب بدور الرجل الذى يقف سداً منيعاً فى وجه الأعداء وكان موقفه الواضح للعالم برفض فكرة التهجير القسرى للأشقاء فى غزة معبرا وبصدق عن آمال المصريين بالحفاظ على قطعة غالية ارتوت بدماء الشهداء والمصابين عبر ثلاث حروب وهى إلى جانب كونها جزءاً عزيزاً من الوطن إلا أنها تمثل مستقبل الأجيال القادمة فى التنمية والعمران بعدما ازدحمت الدلتا والصعيد بالأعداد الهائلة من الزيادة السكانية التى تلتهم نتائج المشاريع التنموية بسرعة مذهلة..

الرئيس كان صادقا وهو يرجع الفضل إلى أهله عندما شكر المواطن على مواقفه النبيلة وهو يحافظ على أمن الوطن واستقراره بتجديد الثقة فى الرئيس ويصفه بالبطل فى مواجهة التحديات والتصدى للإرهاب وتحمل آثار الإصلاح الاقتصادى..

كما كان السيسى متحضرا وهو يقدم التحية للمرشحين الثلاثة الذين خاضوا المعركة الانتخابية بكل النزاهة والشرف رغم علمهم بالشعبية التى يتمتع بها الرئيس الذى حمل الأمانة على أكتافه فى الـ ٣٠ من يونيو عام ٢٠١٣ فى الثورة الثانية لإعادة البلاد من محاولة اختطافها وتسليمها للتنظيم الإخوانى، وكان الشعب وفيا للرئيس وهو يشارك معه فى معركة البناء والإصلاح الاقتصادى وتحمل تبعات هذه الثورة التى قادها رئيس جريء طلب من شعبه مشاركته فى تحمل أعباء التنمية التى جاءت فى أوقات صعبة مع انتشار مرض كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ثم حرب إسرائيل على الأشقاء فى غزة..

ورغم محاولات البعض التقليل من الدور المصرى من الأزمة الفلسطينية إلا أن الرئيس حافظ على ثوابت الوطن برفض فكرة التهجير إلى سيناء وضرورة بقاء الفلسطينيين فى بلدهم مهما كانت التضحيات واقتنع العالم وخاصة الولايات المتحدة الشريك غير النزيه فى الأزمة الأخيرة بأن يبقى الفلسطينيون فى أرضهم بل السعى لإيجاد حل عادل للقضية بقيام دولة فلسطين بجانب إسرائيل حتى أن الإسرائيليين أنفسهم بدأوا يثورون على رئيس وزرائهم ويطالبونه بالاستقالة بعد أن أغرق البلاد فى مستنقع غزة ولن يتمكن من القضاء على حماس كما يتوهم وسيضطر للتفاوض معهم لإعادة المختطفين وسينسحب فى النهاية خارج القطاع...

الوطن مازال يحتاج لأبنائه فى الفترة الرئاسية الجديدة لأن التحديات ستكون أكثر فى ظل طموحات لن تتوقف لبناء غد أفضل لنا وللأجيال الجديدة التى تحتاج إلى شتى أنواع الحياة الكريمة.