حكايات| شارع حسن صبري.. رجل القانون الذي اختير رئيسًا للوزراء

شوارع القاهرة
شوارع القاهرة

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

تعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

اقرأ أيضا| حكايات| «من الشرق الأوسط لأوروبا».. نكشف تاريخ «الحياكة».. صور

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها.

حسن صبري

يعد حسن صبري باشا أحد أهم الساسة المصريين الذين تركوا بصمة في تاريخ مصر السياسي والوزاري، فقد بدأ حياته السياسية بانتخابه عضوًا بمجلس النواب عام 1926، كما أصبح عضوًا بمجلس الشيوخ عام 1931، ثم عين وكيلاً له، فنائبًا لرئيس مجلس الشيوخ، وذلك وفقا لجهاز التنسيق الحضاري.

ولد حسن صبري في عام 1879ـ بعد أن تلقى تعليمه الأولي التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية، وتخرج فيها.

بعد أن أتم حسن صبري تعليمه عمل مدة من الوقت مدرسًا بمدارس القاهرة، ثم أصبح ناظرًا لمدرسة محمد علي، ثم ترك هذا الاتجاه وعمل محاميًا، بعدها عين قاضيًا بالمحاكم المصرية وتدرج في المناصب القضائية، وقد عمل أيضًا مستشارًا قانونيًا لوزارة الأوقاف.

ومن الجدير بالذكر أن حسن صبري باشا كان من كبار ملاك الأراضي الزراعية.

حياته السياسية

تقلد حسن صبري باشا عدة مناصب وزارية؛ فكان أول منصب وزاري تولاه منصب وزير المالية في وزارة عبد الفتاح يحيى الأولى (27 سبتمبر1933-14 نوفمبر 1934)، ثم عين وزيرًا مفوضًا لمصر في لندن عام 1935، وذلك قبل عقد معاهدة عام 1936، التي ارتفع فيها التمثيل السياسي بين الدولتين إلى مرتبة السفارة.

وأصبح وزيرًا للمواصلات والتجارة والصناعة في وزارة علي ماهر الأولى (30 يناير-9 مايو 1936)، فوزيرًا للمواصلات في وزارة محمد محمود الثانية من 30 ديسمبر 1937 حتى 27 إبريل 1938، ثم وزيرًا للحربية والبحرية في وزارة محمد محمود الثالثة (27 إبريل 1938-24 يونيه 1938)، واستقال من منصبه بسبب الهيمنة على الجيش، ومحاولة الزج به للدخول في المعارك الحزبية.

وفي وزارة محمد محمود الرابعة (24 يونيو 1938-18 أغسطس 1939) استمر حسن باشا وزيرًا للحربية والبحرية، إلا أنه لم يستمر طويلاً في هذه الوزارة؛ لأنه قدم استقالته بسبب اصطدامه مع القصر الذي رفض تعيينه للواء “صالح حرب” مديرًا لإدارة الحدود، بالإضافة إلى اصطدامه بوزير المالية بسبب الاختلاف حول تطبيق كادر جديد لرجال الجيش.

رئيس الوزراء

اختير حسن صبري باشا رئيسًا للوزراء خلال الفترة (27 يونيو - 14 نوفمبر 1940)، كما تولى في نفس الوقت وزارة الخارجية، ثم تولى فيما بعد منصب وزير الداخلية في الوزارة نفسها في 2 سبتمبر 1940 حتى نهاية وزارته.

واجه صبري باشا خلال وزارته خلافات عديدة نتيجة لرغبة الوزراء السعديين في إعلان مصر حالة الحرب بجانب حليفتها بريطانيا، خاصة بعد احتلال إيطاليا ليبيا، ووصولها إلى سيدي براني، الأمر الذي عارضه حسن صبري وأدى إلى استقالة السعديين.

ومن الأعمال التي قام بها خلال وزارته إلغاء "صندوق الدين" في 17 يوليو 1940، والذي تم إنشائه عام 1876 في عهد الخديوي إسماعيل، فقد كان “الصندوق” بمثابة سلسلة من حديد حول “رقبة” مصر وقتها، كانت تشرف علي الصندوق حكومات فرنسا وإيطاليا بالإضافة للنمسا والمجر قبل أن تنفصلا إلى دولتين.

كان يهدف وجود صندق الدين للتدخل في الشئون المصرية من قبل الدولة السابقة، ويتم خصم قسطا من الديون من الميزانية التي

وفاته

في يوم 14 نوفمبر 1940 كان حسن صبري باشا على موعد مع القدر؛ فقد وقف يخطب أمام البرلمان في أثناء افتتاح دورته الجديدة، وفي حضور الملك فاروق، الذي قدم إلى البرلمان المصري لتكريمه، ومنحه وشاح محمد علي، وهو أعلى وسام يتم منحه في ذلك الوقت، وقبل أن يكمل خطابه، سقط فجأة أمام الجميع بعد أن غيبه الموت.