فى يوم التطوع العالمى| الإسلام يحث على فعل الخير ابتغاء مرضاة الله

يوم التطوع العالمى
يوم التطوع العالمى

يحتفل العالم فى الخامس من ديسمبر كل عام، باليوم العالمى للتطوع شكرًا للمتطوعين فى جهودهم ومؤازرة المجتمع فى الأعمال الإنسانية والمجتمعية التى تفيد عامة الناس، وقال الله عز وجل: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ وقوله: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾، كما أوصانا -رسول الله - وأرشدنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح فى الدنيا، وكل ما يبلغنا الجنة فى الآخرة، وللتطوع فى الإسلام وفضله وصوره وثواب من مشى فى قضاء حوائج الآخرين وساعد غيره مكانة كبيرة يوضحها الشيخ جعفر عبد الله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق.

يوكد أن العمل التطوعى يعزز روح التكافل والتعاون الذى حثنا عليه القرآن فى قوله سبحانه وتعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) وأكدت عليه السنة المطهرة فى قول رسول الله -- (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

ويشير إلى أن الإنسان مطالب دائمًا بفعل الخير ولكن ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن الله تعالى لم يأمرنا فقط بفعل الخير فقط بل أن نفعله من أجل الناس الذين يعانون من الأمراض أو أصحاب القدرات الخاصة، فإن لنا ثوابا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.

وقال النبى  فى الحديث الصحيح: «إن لله عبادا اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم فى الخير وحبب الخير اليهم هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة»، فجزاء من يمشى فى حاجة الناس الأصحاء له ثواب عظيم، أما الذى يقضى حوائج أصحاب العاهات أو القدرات الخاصة فله ثواب أعظم، وهو أمر تؤكده قصة ابن عباس عندما ترك الاعتكاف وذهب لقضاء حاجة شخص مريض، كما استدل أيضا بحديث رسول الله  حينما قال: «من مشى فى حاجة أخيه كان له جزاء اعتكاف سبع سنوات كاملة».

ويوضح أن رسول الله حثناعلى نفع الآخرين بكل الوسائل الممكنة، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِى الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِى الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ» ،قال رسول الله -- «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

ويضيف:ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة للعمل التطوعى منها، تبرع سيدنا أبى بكر الصديق ، بجميع ماله لله سبحانه وتعالى وتبرع سيدنا أبى الدحداح رضى الله عنه بأفضل ماله لله سبحانه وتعالى، وتطوع سيدنا على رضى الله عنه برد أمانات سيدنا رسول الله لأهل قريش يوم الهجرة الشريفة، واحتضان دار الأرقم بن أبى الأرقم لدعوة الإسلام فى سنواتها الأولى، وتطوع الصحابية الطبيبة رفيدة الأسلمية رضى الله عنها بإنشاء وإدارة أول مستشفى فى الإسلام، وغير ذلك الكثير.

وقد حفل القرآن الكريم بالأمثلة على العمل التطوعي، مما يدل على فضله وأهميته فى بناء مجتمع متكافل قائم على التراحم والتضامن، ومن ذلك:التطوع بإطعام الطعام، قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ والتطوع بالشفاعة للآخرين فى أمور الخير، قال تعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ «فمن شفَّع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير - ومنه الشفاعة للمظلومين لمن ظلمهم- كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه، ولا ينقص من أجر الأصيل والمباشر شيء، ومَن عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه. ففى هذا الحث العظيم على التعاون على البر والتقوى، والزجر العظيم عن التعاون على الإثم والعدوان».