«الأخبار» ترصد مشاعر الفلسطينيين العائدين من مصر إلى غزة

جانب من أبناء غزة العائدين للقطاع عبر معبر رفح
جانب من أبناء غزة العائدين للقطاع عبر معبر رفح

حولت الحرب على قطاع غزة  الحياة إلى كابوس يلازم أصحاب البيوت التى تهدمت ويلازم أقارب الشهداء الذين راحوا ضحية المجازر التى ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين.

وقد امتزجت مشاعر الفلسطينيين العائدين من الأراضى المصرية إلى ديارهم فى قطاع غزة عبر معبر رفح بين فرحة العودة إلى الديار، والخوف من المصير المجهول فى القطاع خلال الأيام المقبلة، لكنهم  يتطلعون إلى تمديد الهدنة ووقف اطلاق النار تمهيدًا لانتهاء الحرب وإحلال السلام فى المنطقة.

اقرأ أيضاً| «شكراً مصر» بكل لغات العالم.. مدبولي: نقدم النصيب الأكبر من المساعدات للأشقاء

«الأخبار» التقت الاخبار بعدد من الفلسطينيين فى الأراضى المصرية قبل دخولهم إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البري.

مصير مجهول ينتظر «أبو هنية»، الذى حل دوره للدخول الى قطاع غزة، بعدما علم  بأن الاحتلال قد استهدف منزله فى مدينة رفح جنوب القطاع، إلا أنه يُصر على العودة للبقاء مع أبنائه، ويأمل فى أن تهدأ الأوضاع فى غزة، لأن ما  راه من مشاهد عبر شاشات الفضائيات أوضح مدى الدمار الذى حل بمنازل الفلسطينيين، والمجازر قد أصابه بالهلع والفزع على أهله وأسرته.

وقبل مغادرته من بوابة معبر رفح، لم يتمالك سليمان نفسه، وتساقطت من عينيه الدموع خوفاً على أولاده وباقى أفراد أسرته من الأيام القادمة عقب انتهاء الهدنة، لكنه يرى أنه يفضل البقاء مع أهله فى وطنه عن الحياة خارجه. ولكنه لا يعلم كيف سيدبر أوضاعه فى غزة بعد عودته، حتى إنه لا يعرف كيف سيصل إلى أبنائه.

أما «أم أيمن» فهى سيدة سبعينية وقد ظهرت ملامح حجم الكارثة التى مرت بها أسرتها فى غزة على وجهها، قائلة: عايزة أموت فى بلدي.. سمعت من الناس أن هناك وفيات كثيرة فى غزة. لتسكت بعدها السيدة السبعينية، التى لم تستطع التعبير بالكلام عما تشعر به، ولكنها قدمت الشكر للقيادة السياسية فى مصر على جهودها للسماح لهم بفتح معبر رفح البرى للدخول إلى أهلها .. حيث واصلت  السير للمرور من معبر رفح إلى قطاع غزة.

ويستعد «أبو فضل» 30عامًا، للعودة إلى محل إقامته فى خان يونس جنوب قطاع غزة قائلا: إن الأوضاع فى قطاع غزة صعبة للغاية بل كارثية، وعلى الرغم من كل ذلك  ليس أمامنا إلا العودة إلى ديارنا وأهلنا.. الكل الآن فى حالة ارتياح مع تمديد  الهدنة، رغم المصير المجهول الذى ينتظر مواطنى القطاع العالقين عندما يعودون إلى غزة.

ويضيف: أتمنى أن تتحقق جهود مصر وقطر فى وقف إطلاق النار كى نعيش فى هدوء وسلام بعيداً عن الحروب التى تسببت فى وقوع ضحايا وتخريب واسع نتيجة الدمار فى البنية التحتية والمنازل.

ويقول محمد: إنه كان فى رحلة علاج فى مصر إثر إصابته بطلق نارى من القوات الإسرائيلية منذ 50 يوما وإنه قرر العودة مرة أخرى إلى أهله.

ويتذكر كيف تم قصف المعبر ثانى أيام الحرب وكيف حصل على ختم الخروج لكن البوابة الخاصة بالمعبر تم قصفها  مما اضطره وآخرين إلى العودة بسبب ذلك.

 وأعرب الشاب عمر عن فرحته، بإعادة فتح معبر رفح والسماح للعالقين بدخول قطاع غزة .. قائلًا: «لقد ردت لى الروح»، حيث سيمكننى ذلك من تعقب مكان إقامة أسرتى التى فقدت الاتصال بها منذ عدة أيام.

أما أم بسام 55 عاما فقالت: «الكل فى سيناء يسألوننى لماذا لا تبقون هنا فى مصر.. الجو آمن وهناك حرب تقصف كل شيء.. وكان الرد هو أننا نريد نروح على بيوتنا.. بدنا نموت لكن فى غزة عندنا بيوتنا وأسرنا الكل فى انتظارنا للدخول الى قطاع غزة».

 ويضيف خالد 45عاما: «أنا راجع إلى غزة.. أريد العودة لكى أطمئن على أهلى بعد أن استشهد زوج أختى وزوج خالتى فى القصف على المنازل والذى تسبب فى انهيار منزلهم.. أريد أن أعيش مع أسرتى الخوف وأعيش حياتهم كما هى .. أعيش المعاناة لن أرجع إلى مصر إلا بعد أن تهدأ الحرب وتستقر الأوضاع من جديد». ويؤكد مهند ٣٥ عاما قائلا: «لو بنموت سنظل فى غزة. لازم أرجع إلى بيتى وأهلى فهم فى حاجة إلى خدمات خاصة أطفالى الصغار ووالدتى المسنة .. فهذا دورى تجاههم، كنت قلقا وأعيش معاناة نفسية شديدة خوفا عليهم أيام القصف وغارات الطيران وكنت على تواصل معهم بصفة يومية للاطمئنان عليهم خاصة بعد مشاهد التدمير وأشلاء الشهداء والجرحى فى القطاع والتى لا تفارقني».

ويقول أبو تيسير: إن آلاف الفلسطينيين فقدوا بيوتهم بسبب القصف وفقدوا عددا كبيرا من أفراد أسرهم الشهداء ومنهم من يسعون إلى علاج الجرحى منهم. ويؤكد هناك أسر تفقدت منازلها فى مناطق شمال غزة المستهدفة، لكنهم عادوا مرة أخرى إلى مناطق النزوح، فى مخيم جباليا وتل الهوي.. ونسعى إلى إقامة مأوى متواضع باستخدام الأخشاب، ليقيهم البرد القارس والأمطار، وذلك فى محيط منطقة معهد ناصر الطبى  خاصة بعد نزوح السكان من المنطقة الشرقية لخان يونس. ويتحسر قائلا: «طال الانتظار وضاق بنا الحال ولحق بنا الذل بعد أن كنا نعيش فى غزة».