أحد الموظفين قُتل في طابور الخبز وآخر في منزله مع زوجته وأطفاله الثمانية

قذائف الاحتلال تغتال منظمات الإغاثة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتبت: هيام زكريا

عشرات النداءات والاستغاثات اليومية، تخرج من المنظمات الإنسانية الدولية، لوقف العدوان الإسرائيلى البشع على غزة، بينما يأتى الرد عليها بالإعلان عن ارتفاع عدد الضحايا من الشهداء والمصابين، بل وسقوط ضحايا من العاملين بمنظمات الإغاثة بشكل مُستمر، حيث وصل الضحايا من موظفى الأونروا وحدها لـ89 موظفًا، فى الوقت الذى بدأت فيه قوات الاحتلال استباحة منشآت تلك المنظمات، والتى يحتمى بها مئات الآلاف من الفارين من جرائم الاحتلال القصف العشوائى المُستمر.

◄ «الأمم المتحدة»: تلك هى الحرب الأكثر دموية بالنسبة لأفرادنا

◄ «الأونروا»: لن نتخلى عن جهودنا لحماية المدنيين ومنشآتنا واستمرار تدفق المساعدات

ووفقًا للمنظمات الدولية، التى تدعو بشكل يومى لوقف إطلاق النار، فإن ما يحدث من إبادة جماعية وحصار كامل ومنع سكان غزة من الوصول إلى الغذاء والماء والدواء، وكذلك القصف المستمر للمدنيين والمستشفيات والمدارس هى «جرائم حرب».

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال إن 89 موظفا فى وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم الأونروا، قتلوا فى غزة خلال شهر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بينما تضرر 47 من مبانيها، مؤكدًا أن هذه الأرقام أكثر من أى فترة مُماثلة فى تاريخ المنظمة، وأن العديد من الموظفين قتلوا مع أفراد من أسرهم، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة توظف أعدادا كبيرة من الفلسطينيين فى غزة، حيث يعانى ما يقرب من نصف السكان فى سن العمل من البطالة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد عبر عن شعوره بـ«الرعب» وعن فزعه جراء الهجوم على قافلة سيارات إسعاف خارج مستشفى الشفاء بغزة، ونقل بيان للأمم المتحدة عن جوتيريش قوله: «لقد هالنى الهجوم.. صور الجثث المتناثرة فى الشارع خارج المستشفى مروعة»، مُضيفًا: «الآن، ومنذ نحو شهر، مازال المدنيون فى غزة، بما فى ذلك الأطفال والنساء، محاصرين، ويحرمون من المساعدات، ويُقتّلون ويجبرون على ترك منازلهم جراء القصف، ويجب أن يتوقف هذا الأمر».

ووصف جوتيريش الوضع الإنسانى فى غزة بأنه مروع، قائلًا إن ما يصل من غذاء وماء ودواء لا يكاد يقترب من حد كفاية حاجات الناس، وإن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه ينفد.

وأصدر قادة وكالات الأمم المتحدة، والجماعات الإنسانية الأخرى، بيانًا مشتركًا كان من بين الموقعين عليه، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، وتيدروس أدهانوم جيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية؛ ومسئول المساعدات الإنسانية فى الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، دعوا فيه جميعًا للوقف الفورى لإطلاق النار، والسماح بوصول المُساعدات الإنسانية لغزة، وأشاروا إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 100 هجوم ضد مرافق الرعاية الصحية، وأن العشرات من عمال الإغاثة قُتلوا منذ الهجمات والغارات الجوية الانتقامية الإسرائيلية على غزة.

◄ قتل في كل مكان
وعن فقدان موظفى الأمم المتحدة، قالت جولييت توما، المتحدثة باسم «الأونروا»، إن عدد المفقودين يرتفع كل يوم، مُضيفة: «إنهم يُقتلون فى الشمال والوسط والجنوب، رجالاً ونساءً، بعضهم فى البيوت، والبعض فى مراكز إيواء النازحين، والبعض وهو يجلب اللاجئين إلى مراكز الإيواء»، ونوهت إلى أن أحد الموظفين قُتل أثناء انتظاره فى الطابور للحصول على الخبز، بينما قُتل آخر فى منزله مع زوجته وأطفاله الثمانية، وأن معظم الموظفين يعملون فى مدارس الوكالة فى غزة.

منظمة الصحة العالمية، قالت إن ما لا يقل عن 150 عاملاً بمجال الصحة قد قُتلوا فى غزة، موضحة أن 16 منهم قتلوا أثناء الخدمة، و18 عاملاً فى خدمات الطوارئ للدفاع المدنى فى غزة، بينما تضررت أكثر من 100 منشأة صحية.

◄ اقرأ أيضًا | الهلال الأحمر الفلسطيني: نفاد الوقود يعني إنهاء الحياة في غزة

◄ حفل تأبين
وأقامت «الأونروا» حفل تأبين في العاصمة الأردنية عمان لأعضائها الذين قتلوا فى غزة، ووصف رئيس الوكالة، فيليب لازارينى، أولئك الذين لقوا حتفهم بأنهم أشخاص استثنائيون، كرسوا حياتهم لمجتمعاتهم، وأضاف: «إننا لن نتخلى عن جهودنا المُستمرة لمناصرة حماية المدنيين، وكافة منشآت الأونروا، واستمرار التدفق المتواصل للمساعدات الإنسانية ذات المغزى إلى المدنيين أينما كانوا فى غزة».

◄ الهلال الأحمر

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن أربعة من مسعفيها قتلوا وأصيب 21 شخصا أثناء عملهم، فى حين خرجت ثمانى مركبات طوارئ عن الخدمة بسبب الأضرار التى سببتها الغارات الجوية الإسرائيلية، مُشيرة إلى أن مُسعفًا أصيب فى تعرض قافلة من سيارات الإسعاف لغارتين جويتين إسرائيليتين، خارج أبواب مستشفى دار الشفاء بغزة، وكان من المفترض أن تنقل القافلة المصابين لمعبر رفح لتلقى العلاج، لكنها اضطرت للعودة بسبب القذف الوحشى.

وأضاف: «نحن نتعامل على كافة المستويات مع كارثة صحية، من نوع الإصابات وعددها»، وقال مروان أبو سعدة، أحد كبار الجراحين فى مستشفى دار الشفاء: «لقد فقدنا بالفعل 150 من العاملين فى المجال الطبى، حيث قتلتهم إسرائيل فى غارات جوية مُتعددة، الوضع كارثى، وقدرتنا باتت صفرا».

وأعلنت مُنظمة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية، وفاة العاملة فيولا، 26 عامًا، مع زوجها وابنتها الرضيعة، عندما شُنت غارة جوية على كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية، والتى كانت تؤوى نحو 500 شخص، من بينهم خمسة من موظفى كاريتاس وعائلاتهم.