الصرخات لا تنقطع| نقص الدواء والغذاء يطارد الأطفال والنساء والشيوخ

أحد أطفال غزة يتلقى العلاج داخل مستشفى العريش
أحد أطفال غزة يتلقى العلاج داخل مستشفى العريش

لا يوجد أى مكان آمن فى قطاع غزة.. لوجود قصف متعمد من الطيران الاسرائيلى لكل من يحاول أن ينقذ جريحا أو النزوح من مناطق الشمال إلى مناطق الجنوب. قصف لمن يحاول الاحتماء فى المدارس التابعة للأونروا، وحتى المستشفيات التى تمارس دورها الإنسانى فى علاج الجرحى لم تنجُ من قصف الصواريخ .. صرخات الأطفال لا تنقطع .. نقص الدواء والغذاء يطارد الجميع داخل المستشفيات ،حيث يوجد 5 آلاف بينهم مرضى وجرحى محاصرون داخل مجمع مستشفى الشفاء الطبى بغزة.

ويقول أبو مصطفى، من مخيم البريج فضل ذكر اسمه بالكنية حتى لا تكون عائلته هدفا لعمليات القصف فى المستقبل، وهو مرافق لشقيقه الذى أصيب فى عملية قصف للمنزل المجاور لمنزلهم ، بينما استشهد شقيق آخر له بقصف صاروخى أثناء قيامه بعمليات إسعاف للجرحى..

أنه تم تحويل شقيقه الذى أصيب فى عمليات قصف على مخيم البريج الى مستشفى عين شمس التخصصى لاستكمال العلاج، بعد أن قضى نحو عشرة أيام فى مستشفى العريش العام.. حيث اصيب بعدة شظايا فى صدره وظهره وكذلك تهشم مفصل الذراع اليمنى.

ولفت أنه على تواصل مع والده فى مخيم البريج الذى وصف الوضع بالكارثى فصرخات الأطفال والنساء لا تنقطع خاصة فى المستشفيات فى ظل وجود نقص فى الأدوية والغذاء والماء ..

وقال إن هناك الآلاف تختبئ فى الملاجئ تحت الأرض، وقد تقطعت بهم السبل لعدم القدرة على التواصل مع «الأونروا» لجلب المساعدات التى يتم إدخالها من جانب الشقيقة مصر ..نحن فى حاجة الى نظرة الى هؤلاء فهم فى أكثر الحاجة الى الدعم والمساعدة.

وقدم شكره للرئيس السيسى الذى يدعم الفلسطينيين، ويشعر بآلامهم ومدى المعاناة التى تواجههم فى ظل الحرب الشرسة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتى تمثل عدوانا غاشما ، والذى ضرب معنى الإنسانية فى مقتل.

«أبو وليد» يرافق فتاة من عائلة أبو جزر دخلت العمليات عدة مرات بعد اصابتها فى قصف على منزلهم جنوب قطاع غزة ادى إلى استشهاد 14فردا بينما نجت الأم والبنت التى بترت قدماها كما نجا الأب لعدم وجوده فى المنزل وقت القصف.

قال : هناك مخاطر يتعرض لها النازحون من شدة الأمطار التى تسقط بغزارة شديدة.. بعد عمليات النزوح القسرى للفلسطينيين من عدة مناطق جنوب القطاع الى جنوبه بعضهم يقيم فى مخيمات .. حيث غرقت الخيام من مياه الأمطار وآخرون تبللت ملابسهم أثناء سيرهم على الأقدم بدون وجود أغطية أو ملابس تقيهم البرد القارص .. نخشى على الأطفال من الإصابة بأمراض الشتاء فلا غذاء ولا دواء ولا علاج .. ما هو السبيل إذن.

وقال أبو عبد الله ، مرافق لإحدى حالات الجرحى فى سيناء، أن إحدى سيارات الإسعاف كانت تقل المصابين إلى مستشفى القدس بينما هناك عمليات قصف دائرة مما أدى إلى إصابتها ، واستشهد سائق الإسعاف.

وتسأل كيف يمكن أن تمارس هيئة الاسعاف دورها لإنقاذ الجرحى وسط عملية قصف متعمد ؟.. حيث يتم قصف سيارات الاسعاف والمستشفيات التى تقوم بمهمتها الإنسانية فى علاج الجرحى.. حتى النازحون الى هذه المستشفيات باعتبارها مكانا آمنا لم ينجُ من عمليات القصف.

قال «أبو إبراهيم مصطفى» من غزة: نحن نعيش وسط جثث الشهداء وننتظر الموت فى أى وقت بعد الحصار الذى فرضته قوات الجيش الإسرائيلى حول مجمع الشفاء الطبى ..

مضيفا: إسرائيل تريد أن تفتح لها ممرات لدخول الدبابات والتوطين فى أماكن جنوب قطاع غزة من أجل ملاحقة قادة حماس.. هى لا يهمها أن تقتل الأطفال والنساء والمدنيين ..لا يهمها أن يتلقى الجرحى العلاج ..لا يهمها وصول الغذاء والدواء.. إنه كابوس يخيم على المدنيين.. ظلام دامس وجثث ملقاة على الأرض.. أعداد من الجرحى على الأسرة ونازحون فى ساحة المستشفيات ..

حيث لا توجد خدمة ولا رعاية ولا إمداد .. إنها كارثة تنتظر أكثر من 5 آلاف فلسطينى داخل محيط المستشفي.