«سجان وزنزانة».. قصيدة للشاعر عبد الستار سليم

«سجان وزنزانة» قصيدة للشاعر عبد الستار سليم
«سجان وزنزانة» قصيدة للشاعر عبد الستار سليم

سـجّـانـى  دوْمًا  يخـشـانِـى

يـخْـشَى و جـهى

أَنَّـى  ألقاه  ويلْقانِى

يخـشَى  فى باصرتى 

الديمومة والعـزّة

إنى أحسبُه مبهوتًا

هل لمح " الضّـفّـةَ " - فى إحدى عـينيَّ -

وشاهد فى الأخرى " غَـزّة"

ترتعِد فرائصه إنْ فُـتح الباب

يـرتَجُّ  كغصن مرتعشٍ

يدّارَى خلف هياج  مصطنع كذّاب

عيناىَ الحارقتا  النظرة

تلقى  منه وجْهًا

عيناه الزائغتانِ

الفارغتانِ

بلا أدنى قـدرة

همْسِى عملاقٌ يُرعِبُه

عينى سـيّافٌ  يُرهبه

إن حدّق فى عينى

ترتدّ  هواءً نعرتُه الهوْجا

وتحول كقبْض الريح

وأظنّ الرعبَ يـبدّلهُ

قِسّـيـسَ النظرة يبدو

فى أثواب مسيح

ما أضعف ذيّاك السجّان

 وأقوانى

 

سجّانى دوما يخشانى

 أَنَّـى ألقاه ويلقانى

……

سجّانى جندىٌّ أجْوف

رغم الغطرسةِ

ورغم الصوت المتعجرف

مهما  ثوبُ الجنديّة قد زانه

لكنّى ألمحُ داخلهُ

شِرّيرًا  يمضغُ  أحزانَه

……

يُزجيه على قهرى - فى السجنِ -

اثنــان

أقفالُ حديد البابِ

وقوة أسمنْت الجدران

هذا  وَهْـمُ السجّان -

ظـنّ  السجّان  الواهمُ

أنّ الغُـرفَةَ

زنزانة

الغُـرفَـةُ كانت - يا هذا -

كانت وستبْــقَى

إنسانة

فالغُـرفة مبْـنًى  فى أرضى

الغرفة بعض من بعضى

أما السجّان  فإنّ الأرض

ستطرُدُه

مهما استشرى

مهما استفحل

لن ينجوَ  - يوما - من نارى

من غضبة أرضى

أو يرحل