روايات شهود العيان تحكى مآسى عن المجازر التى تستهدف المدنيين

غارات الطيران أبادت عائلات بأكملها وسوّت مربعات سكنية بالأرض

الاطمئنان على أحد المصابين
الاطمئنان على أحد المصابين

لو أن مُخرجًا يصور فيلمًا عن مشاهد حرب من الخيال، لن يتمكن من سرد الأحداث كما هى تدور الآن فى قطاع غزة.. فقد تحول الخيال إلى حقيقة..

وحتى الحقيقة لا يمكن أن تنقل بكامل صورها لبشاعة المشهد وتعدد عمليات القصف التى تخلف وراءها آلاف الضحايا.

غارات الطيران سوّت مربعات سكنية بالأرض.. مجازر أبادت عائلات بأكملها.. وحشية قطعت الأوصال بين الآباء والأبناء.

هذا هو الواقع الآن فى قطاع غزة.. حصار .. قصف.. بنايات تسقط فوق قاطنيها.. ضحايا.. نزوح قسرى.. فمن لم يمت قصفًا مات تحت الركام، أو يلقى حتفه من الجوع والمجاعة والتشريد.

إنه مخطط إسرائيلى يستهدف تهجير السكان.. البداية عمليات تدمير للمنازل لإفراغ قطاع غزة من السكان.. يلية استهداف الممرات الآمنة للنازحين جنوب قطاع غزة.. حتى المستشفيات والمدارس لم تأمن من عمليات القصف.. فهى نكبة جديدة على غرار نكبة 48.

تسلح أبو طارق من رفح فلسطين الذى يرافق نجله، الذى أصيب فى قصف بمخيم جباليا بالعقيدة.. وقال هناك عقيدة لدى الشعب للدفاع عن أرضه فلسطين الأبية.. لذا فإن الأرض التي تسقى بالدماء هى أرض عصية على الأعداء.. إنها أرض الرباط أرض الأجداد ولا يمكن أن نفرط فيها بأى ثمن، وسيكون النصر القريب بإذن الله.

وقال إننى شاهد عيان على العديد من جرائم الإبادة التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى، بما في ذلك استهداف المدنيين الأبرياء وكذا الأطفال الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة. حيث إن هناك عشرات الضحايا نتيجة عمليات القصف التى سقط خلالها العديد من الشهداء بينهم من تحولوا إلى أشلاء، ولك أن تتخيل أم تتشبث بطفلها الرضيع لحمايته من الركام لكن هما الاثنان استشهدا وسط الكتل الخرسانية وتراب الحوائط.

وقال: نثق كثيرًا فى دور الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تحقيق الحلم الفلسطينى لإقامة دولة مستقلة والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
وأكد أبو لبدة من خان يونس أن الفلسطينيين النازحين يقعون بين فكى رحى.. حيث رشاشات الفصائل تتصدى للدبابات التى تتوغل داخل غزة، وعمليات القصف الإسرائيلى جوا، خاصة فى مناطق دير البلح جنوب القطاع.

وتساءل.. من ينقذ النازحين من عمليات القصف الإسرائيلي، من يحمى المصابين فى المستشفيات؟، إنها حرب إبادة لكل المدنيين فى قطاع غزة وليس حركة حماس فحسب.

وأضاف أن إسرائيل أظهرت نواياها الخبيثة بشأن استهداف الأبرياء، لذا نؤكد على سرعة تنفيذ الهدنة الإنسانية، وأن تنجح جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التوصل لإطلاق النار وحماية المدنيين من عمليات القصف المتواصل دون رحمة ولا هوادة وذلك بتوفير ممرات آمنة لحماية المدنيين.

أما عبد الوهاب شقيق سائق تاكسى، فكان على موعد مع القصف الذى أدى إلى تدمير سيارته بمنطقة جباليا عندما كان ينقل النازحين من شمال القطاع.. فقد نجا بأعجوبة، وأصيب بجروح خطيرة وتم نقله إلى مستشفى الشفاء، ومنها إلى المستشفى الإندونيسي بغزة، إلى أن تم تحويله للعلاج في مستشفى العريش العام، حيث لايزال يتلقى العلاج والرعاية الطبية الفائقة والاهتمام.

وأضاف أنه شهد آثار عمليات القصف التى أدت إلى دمار البيوت والمدارس والمستشفيات فى الأيام الأولى للحرب.. حيث استشهد فيها المئات، فمنهم من كان يسكن فى منزله ومنهم من كان يتلقى العلاج، ومنهم من كانوا نازحين إلى جنوب القطاع.. فقد راح منهم ضحايا بأعداد كبيرة، لدرجة أنه تم تشييع جماعى لجثامين نحو 60 شهيدًا فى وقت واحد.

ويصف محمد الطويل، مرافق لشقيقه الذى أصيب فى مخيم النصيرات الوضع فى القطاع بأنه أكثر وحشية من جانب إسرائيل التى تنفذ غارات على المنازل دون رحمة ولا تعطى اهتماما بمن يموت، وتدعى أنها تحارب حماس فما ذنب الأطفال الأبرياء فى كل مكان.. وهذا يكذب افتراءاتها وكأنها تريد أن تمحو أجيالا من الأطفال والنساء.

وجدد مناشدته للدول العربية وفى مقدمتها مصر للوقوف إلى جوار الشعب الفلسطينى الذى يباد أمام أعين العالم.. فمصر لها مواقف عديدة مع الفلسطينيين، تؤكد قدرتها على تحقيق التهدئة ووقف المجازر بعد أن تحول الوضع فى قطاع غزة إلى كارثة لا يحمد عقباها.

وقد أجرى الفريق الطبى المعالج بمستشفى العريش العام والتابع لوزارة الصحة برئاسة د. أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة العظام بكلية طب القاهرة وفريق العمل الطبى ومساعدوه، عدد 52 عملية جراحية متنوعة للجرحى والتى تحتاج إلى تدخل جراحى عاجل فور وصول الجرحى من قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى، وبعض الحالات أجرى لها عمليتان جراحيتان.

وفى نفس السياق.. تفقد اللواء د. محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، الجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة، أثناء تلقيهم العلاج اللازم بمقر نادى اتحاد سيناء الرياضى عن طريق فريق طبى تابع لوزارة الصحة.. حيث يقوم على خدمتهم أعضاء نادى التطوع بمركز شباب ضاحية السلام، لمعاينة هيئة التمريض من مستشفى العريش العام.

وقد رافقه إيهاب حسن عبدالوهاب مدير عام مديرية الشباب والرياضة، واللواء مصطفى محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ، ود. طارق شوكة، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، وكان فى استقبالهم أندية التطوع بمركز شباب الضاحية.

وقد وجه المحافظ بتقديم كل أوجه الرعاية الطبية إلى الجرحى الفلسطينيين أثناء تلقيهم العلاج.

وأكد المحافظ، على أن طاقة مستشفيات المحافظة 300 سرير، وأنه يمكن استقبال مضاعفة هذا العدد من خلال توفير غرف إضافية خارج مستشفى العريش العام لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى الفلسطينيين، وذلك فى ضوء تنفيذ تكليفات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتقديم كل أوجه الدعم الصحى للأشقاء فى قطاع غزة.

كما تم توفير أماكن إقامة للمرافقين للجرحى الفلسطينيين،وتقديم كل الخدمات لهم، متمنيًا الشفاء العاجل لجميع المصابين .