فى المليان

مـصـر تـسعـي بـكـل جـهـدهـا للحل السياسي لمشكلة فلـسـطين

حاتم زكريا
حاتم زكريا

لم تتوقف الجهود والإتصالات المصرية على كافة المستويات من زعماء ورؤساء حكومات فى محاولة لحل المشكلة المتصاعدة فى قطاع غزة، وآخر تلك الإتصالات ذلك الإتصال الذى تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأحد الماضي 5 نوفمبر من جاستين ترودو رئيس الوزراء الكندي الذى حرص على تبادل الرؤي مع الرئيس بشأن تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي فى قطاع غزة.. 

وأكد الرئيس فى الإتصال الهاتفي ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة لأهالي غزة مبرزاً الجهود المصرية لتقديم وتنسيق المعونات لأهالي القطاع والتواصل المكثف مع كافة الأطراف لتذليل العقبات أمام وصول تلك المساعدات دون إعاقة، وهو ما ثمنه رئيس الوزراء الكندي الذى أكد استعداد بلاده لتعزيز الإسهام فى جهود الإغاثة الإنسانية، واتفق الجانبان على تأكيد أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي القطاع مع ضرورة العمل بجدية على إعادة إطلاق المسار السياسي وصولاً الى حل الدولتين..

وفي نفس اليوم (يوم الأحد 5 نوفمبر) تلقي الرئيس السيسي إتصالاً آخر من أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وتناول الاتصال تطورات التصعيد العسكري الاسرائيلي فى غزة، وتم استعراض الجهود الجارية لادخال أكبر قدر من المساعدات الانسانية لاهالي غزة فى ضوء الوضع الانساني المتدهور بالقطاع..

وأعربت رئيسة المفوضية الاوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادي فى تقديم الدعم لاهالي غزة خلال هذه الظروف الصعبة، وايضا تسهيل خروج اعداد من الرعايا الاجانب بالقطاع - وأكد الرئيس السيسي ان الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتنسيق الاغاثة الانسانية الدولية ليست بديلاً عن الوقف الفوري لإطلاق النار مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي، مؤكداً فى هذا السياق رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر، وضرورة العمل على التهدئة ما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولاً الى حل الدولتين الذى يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم بالمنطقة.. 

وفي نفس السياق طالب سامح شكري وزير الخارجية المصري بالتحقيق الدولي فى الممارسات والإنتهاكات الصارخة للقانون الدولي التي تشهدها الحرب فى قطاع غزة مشيراً الى أن ما نشاهده من تصعيد غير مسبوق ومأساة إنسانية ومن معاناة المدنيين هو نتيجة التقاعس عن معالجة جذور المشكلة وتأخر إستعادة الحقوق الفلسطينية..

وأكد شكري أن مصر تبذل كل ما فى وسعها لضمان استقبال المساعدات وإدخالها الى غزة، وتقديم العون فى علاج الجرحي المدنيين.. جاء هذا فى المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده شكري يوم السبت الماضي (4 نوفمبر) مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنيين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالعاصمة الأردنية عمان عقب الاجتماع الوزاري العربي لوزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى الأردن ثم لقاؤهم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.. 

وقد اتفق وزراء الخارجية العرب على ضرورة الوقف الفوري للإعتداءات الإسرائيلية وأولوية دخول المساعدات ورفض التهجير وإنهاء الإحتلال.. ونقل الوزراء العرب الى الوزير الأمريكي الموقف العربي بشكل متكامل وموحد، وأكدوا أن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس هو الحل.. 

ومن جانبه جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحذيره من أن إستمرار الحرب فى قطاع غزة سيؤدي الى إنفجار الأوضاع فى كامل المنطقة.. 
ومن ناحية أخري أشارت وزارة الصحة الفلسطينية أن الأيام الأخيرة من الإعتداءات الوحشية الاسرائيلية كانت أكثر الأيام دموية خلال 30 يوماً التي وصل عدد المجازر فيها الى أكثر من ألف مجزرة..

وارتفع عدد الشهداء الى 9770 شهيداً منذ بداية الحرب بينهم 4800 طفل.. وتزامنت الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع مع ربط الرئيس الفلسطيني لإدارة قطاع غزة بـ «حل سياسي شامل» للنزاع وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مشدداً على أن القطاع هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين وأن السلطة الفلسطينية ستتحمل مسئولياتها كاملة فى إطار حل سياسي شامل على الضفة الغربية كلها بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.. 
وحذر عباس مجددا من تهجير أبناء الشعب الفلسطيني الى خارج غزة أو الضفة أو القدس مؤكداً إننا نرفض ذلك رفضاً قاطعاً وطالب عباس بالوقف الفوري للحرب المدمرة فى قطاع غزة والإسراع فى تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود الى القطاع ..

وقال عباس لبلينكن خلال لقائهما فى مقر الرئاسة بمدينة رام الله: «نلتقي مرة أخري فى ظروف غاية فى الصعوبة.. ولا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير الذى يتعرض له شعبنا الفلسطيني فى غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية دون إعتبار لقواعد القانون الدولي».. «كيف يمكن الشكوي على مقتل عشرة آلاف فلسطيني منهم أربعة آلاف طفل وعشرات الآلاف من الجرحي وتدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء وخزانات المياه».